الميثاق نت -

الإثنين, 06-فبراير-2017
كلمة الميثاق -
11 فبراير 2011م يوم أسود في تاريخ اليمن المعاصر.. يوم كابوسي بدأت منه انطلاق الكارثة التي هوت بالشعب اليمني نحو المجهول.. 11 فبراير 2011م أسس لمرحلة مأساوية من الفتن والصراعات والحروب المناطقية والطائفية والجهوية والمذهبية العبثية المدمرة لكافة المكاسب والمنجزات التي حققها شعبنا في مسيرته الممتدة لأكثر من نصف قرن بنضاله وكفاحه الوطني السبتمبري الأكتوبري في سبيل الخلاص من الطغيان والاستبداد والجور والتجزئة التي فرضتها عليه قوى التخلف الداخلي المتحالفة مع الرجعية العربية والقوى الاستعمارية ولقد قدم شعبنا من أجل انتصار نظامه الجمهوري ونيل الاستقلال الناجز واستعادة وحدته قوافل الشهداء التي روت دماؤهم الزكية تربة اليمن الطاهرة لتثمر حرية ووحدة ونهوضاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً شاملاً، مواجهاً كافة التحديات والاخطار وتجاوزها وانتصر عليها ببناء الدولة اليمنية الموحدة الديمقراطية المؤسسية الحديثة على مداميك متينة من الأمن والاستقرار والتنمية والتطور الذي شمل شتى المجالات الاقتصادية والخدمية والاستثمارية.
كل هذا هذه التحولات العظيمة سعَّرت أحقاد اعداء اليمن المشحونة بأوهام ومخاوف لا مبرر لها لاسيما في جواره الاقليمي في شبه الجزيرة العربية والخليج، والتي تلاقت مع مصالح اعداء الأمة العربية والإسلامية، فكانت مؤامرة الثورات الملونة الأمريكية الغربية الصهيونية التي استهدفت دولاً عربية بعينها شملت مصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق والتي أوكل للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين وتنظيماتهم الوهابية الإرهابية تصدُّرها مع تطعيمها ببعض العملاء المحسوبين على الأحزاب والتيارات السياسية القومية واليسارية لإكمال ديكور مؤامرة ثورات الربيع العبري، ولتتولى بعض الدول الخليجية عملية التمويل والتحريض والاحتواء لأي تداعيات تتعارض مع مشروع الفوضى الخلاقة للشرق الأوسط الجديد.
في هذا السياق.. 11 فبراير المشئوم في اليمن أصبح الآن بعد ست سنوات واضحاً أنه يوم الخيانة للوطن والثورة والجمهورية والوحدة والشرعية الدستورية.. معه بدأ الخراب والدمار وانهيار الدولة وانفلات الأمن وانعدام الاستقرار واشاعة الخوف والرعب وتمكين الإرهاب من الاتساع في ارتكاب جرائمه والسيطرة على اجزاء كبيرة من المحافظات، وصولاً الى عدوان التحالف السعودي الوحشي وحصاره الجائر -براً وبحراً وجواً- لما يقارب العامين، متخذاً منذ بدايته طابع الحرب الاجرامية البربرية القذرة والشاملة التي لم يسبق لشعب آخر أن تعرَّض لها.
لكارثة 11 فبراير يبقى القول لليمنيين جميعاً أن يعوا ويستوعبوا حقائق الأحداث الكارثية المرتبطة بهذا اليوم الحالك السواد، والوقوف على دوافع القوى الداخلية والخارجية التي اشعلتها والأهداف التي حاولت تحقيقها بتدمير وتقسيم اليمن وتمزيق نسيج ابنائه الوطني والاجتماعي، وبالتالي إدراك حقيقة أن العدوان السعودي ليس إلاّ الاستمرارية الأشنع لذلك اليوم، والتي توجب علينا جميعاً توحيد صفوفهم لمواجهة العدوان السعودي وتحالفه ومرتزقته والانتصار عليهم، وتشمير السواعد لبناء اليمن الموحد الديمقراطي الحر المستقل والارتقاء به الى المكانة التي تجسد حقيقة أن اليمن وطن عظيم لشعب حضاري عريق وعظيم.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49025.htm