الثلاثاء, 07-فبراير-2017
استطلاع / عبدالكريم محمد -
أكد عدد من الأكاديميين أن الحرب النفسية التي يشنها العدوان السعودي على بلادنا منذ بدايته تأتي متزامنة مع الحرب العسكرية الهمجية.
وقالوا في تصريحات لـ«الميثاق»: إنه رغم استخدام العدوان قنوات الاتصال الجماهيري وخاصة المرئية منها سواءً التابعة له أو التي اشترى صمتها لتكريس حربه ضد الشعب اليمني إلاّ أنه فشل في تحقيق مخططاته الشريرة.
وأضافوا: أنه ومن أجل أن يرفع العدوان معنويات قواته ومرتزقته عمل على خلق انتصارات وهمية، معتمداً على الماكينة الإعلامية التي يمتلكها أو استأجرها. > في البداية تحدث الدكتور علي حسن الخولاني قائلاً:
- عندما تكون الجبهة الداخلية هشة وضعيفة يسهل على العدو اختراقها، وكلما كانت قوية ومتماسكة، كلما عجز العدو وكل أساطيل العالم عن اختراقها، وهذا هو الأمر الذي أرق العدوان السعودي، الذي أصبح متخبطاً ومحرجاً أمام الرأي العام العالمي، الرسمي منه والشعبي، على أساس أنه كان سيقضي على (الانقلاب) -حسب زعمه- خلال أسابيع معدودة، والآن ها هو العدوان سيدخل عامه الثالث بعد أسابيع، ولم يحقق أي انتصار، سواءً أكان سياسياً أو عسكرياً؛ ونتيجة لذلك، نرى أن هذا العدوان أصبح في مأزق ومستنقع حقيقي وفشل في تحقيق مراده، أمام قوة وبسالة الجيش واللجان الشعبية وصمود الشعب اليمني، لم يجد غير استخدام أساليب الحرب النفسية والدعاية والإشاعة، لعل وعسى أن ينال من عزيمة الجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني الصامد والصابر.
ولهذا، ومن أجل رفع معنويات قوات العدوان السعودي المحبطة والمهزومة، وكذلك من أجل رفع معنويات مرتزقته وحلفائه، عمل العدوان على الترويج لانتصارات وهمية معتمداً في ذلك على القنوات الإعلامية والإذاعية التي يمتلكها، والمدعومة بأحدث تكنولوجيا التضليل والتزييف، لكن هذه الوسائل ما لبثت أن تعرت وهُزمت أمام صمود وبسالة الجيش واللجان الشعبية، المتواجدين في أماكن الحدث والموثقين للأحداث بالصوت والصورة.
نعم كان ولا يزال الهدف الأساسي للعدوان هو النيل من عزيمة وإرادة الجيش واللجان الشعبية الذين يمتلكون سلاح الإيمان بقضية ومظلومية الشعب اليمني، وهذا هو السلاح الذي لا يمتلكه العدوان السعودي ومرتزقته، بالرغم من امتلاكهم أحدث الأسلحة العالمية، الجوية والبحرية والبرية، ومدعمين بالأقمار الصناعية.
واستطرد الدكتور علي حسن الخولاني قائلاً:
نلاحظ أن سيناريو (تحرير) المخا تكرر لمرات عدة في جبهات نهم، تعز، الجوف ، صعدة.. وآخرها أن مطار صنعاء الدولي قاب قوسين أو أدنى من السقوط.. وأعتقد أنه لأجل مواجهة هذه الحرب النفسية المستعرة على اليمن، لا بد أن يقوم ناطق الجيش أو تعيين ناطق رسمي بتوضيح ما يدور في أرض المعركة بكل شفافية، مع الاحتفاظ ببعض المعلومات العسكرية التي قد لا يفيد نشرها أثناء المعركة خوفاً من القراءة الخاطئة. مع تحذير الناس بعدم نقل أو ترويج أخبار "سرية" أثناء الحرب، لما لذلك من خطورة في زعزعة الجبهة الداخلية أو قد تحور وتستغل من قبل العدو فيعيدها بأسلوب مغاير يؤثر على معنويات الجنود بالجبهة.. مع حث وسائل الإعلام على النزول الميداني للوقوف على الحقيقة.. أيضاً لا بد من أن يكون هناك فريق إعلامي تربطه استراتيجية واضحة وتحت قيادة واحدة في شبكات التواصل الاجتماعي الفيس بوك، تويتر... لتفنيد الصور المزيفة ووضع الصورة الحقيقية كون جبهة التواصل الاجتماعي مؤثرة بشكل كبير على قوة وتماسك الجبهة الداخلية وفي التأثير على الرأي العام العالمي الرسمي منه والجماهيري.
> أما الدكتور عبدالملك الفيشاني فقال:
- الحرب النفسية هي حرب الكلمة وحرب الاعصاب والحرب الباردة، وقد تأتي مصاحبة للحروب العسكرية والاقتصادية او منفردة، ولها اسماء وتعريفات كثيرة، ويمكن القول - اجمالاً- بأنها كل الجهود التي تستهدف التأثير السلبي على نفسية الطرف الآخر لخفض معنوياته وسلب ارادته وشل قواه العقلية والنفسية وإفقاده الثقة بنفسه وبإمكاناته وقياداته ورفاقه وغيرها من اجل السيطرة عليه والتحكم فيه واجباره على الهزيمة والاستسلام.
والحرب النفسية لها انواع ووسائل وادوات عدة، وغالباً ما تبدأ قبل إعلان الحرب العسكرية لتمهد لها، ثم تظل مصاحبة لها مرحلة مرحلة حتى فرض الهزيمة والاستسلام على الطرف المستهدف، وقد تستمر بعد ذلك لترسيخ انصياعه وخضوعه، وتسليس انقياده للمحتل الذي يكون اجنبياً في الغالب.
ويلاحظ ان هذه الصورة الموجزة للحرب النفسية، ما هي إلا جزء من الحرب النفسية التي يشنها العدو السعودي على بلادنا منذ بداية عدوانه العسكري المباشر منذو عامين تقريباً، والذي جاء ليمثل حلقة في سلسلة مؤامرة ما سمي بـ«الربيع العربي» الذي يستهدف تقسيم وتجزئة واحتلال الوطن العربي وفق خارطة الشرق الاوسط الجديد، الذي تكون الهيمنة فية للكيان الصهيوني وبقية الدول الاستعمارية .
وأضاف الدكتور الفيشاني: رغم استخدام العدو السعودي قنوات الاتصال الجماهيري المرئي، التابعة والمشتراة له، كرأس حربة في هذه الحرب النفسية، الا ان وسائل الاتصال الأخرى تسهم بشراسة وعنف للنيل من معنويات المواطن اليمني بصورة عامة، وجميعها يعمل على اختلاق اسباب الفرقة والاختلاف المناطقي والمذهبي والطائفي، ويثير الهلع والخوف من الحاضر والمستقبل ويسعى الى فرض الشعور باليأس والاحباط والوهن والعجز وعدم القدرة على احتمال المزيد من الحرب العدوانية وهي حرب عسكرية اقتصادية شاملة.هذا مجرد ملخص للحرب النفسية التي يشنها الاعداء ضد بلادنا وشعبنا، ويسعون من خلالها الى ثني اليمنيين عن الاستمرار في المواجهة والصمود، والى خلق البيئة النفسية والاجتماعية المناسبة لانتهاك كرامة الانسان اليمني والنيل من سيادة واستقلال ووحدة أرضه ودولته، وهذه هي الدعاية في ابسط صورها.
والدعاية هي احد انواع الحرب النفسية التي تتبناها في الغالب وسائل الاتصال(الاعلام) الجماهيري المقروءة والمرئية.
مؤكداً أن طبيعة الانسان اليمني وخصوصيته السيكيولوجية تعتبر النظام السعودي عدواً مطلقاً يصعب تصديقه حتى في اوقات السلم، وهذا ينعكس بشكل ايجابي على ثقته بنفسه واعتزازه بشخصيته المتميزة والمستقلة، بل والفوقية احياناً، وهذا يعزز من اصراره الدائم على النجاح والانتصار مهما كانت الظروف.
لقد كذب المقاتل اليمني دعاية احتلال المخا من قبل الاعداء ومرتزقتهم بالذود عنها وحمايتها والتصدي للعدو وتكبيده خسائر فادحة، وهذا يؤكد ان المقاتل اليمني فند دعاية الاعداء وشائعاتهم بالفعل وليس بالقول، والافعال هي احد اهم طرق دحض الشائعات وتفنيد الدعاية، وقد قيل في هذا الصدد: إن فعلاً واحداً انجح من آلاف الاقوال.
ومع ذلك، فمهما قيل عن فشل العدو في تحقيق اهدافه من الحرب aالنفسية، فلابد من التنبه إلى آثارها المحتملة بل والاعتراف بالنجاحات التي يتمكن احياناً من احرازها، لان هذا من شروط النجاح في كشفها وتفنيدها، ولأن تجاهلها واهمالها والتقليل من شأنها سيمنح العدو فرصاً إضافية لتحقيق نجاحات اخرى في هذا المجال، وهذا لا ينبغي ان يكون، خصوصاً وقد عرفنا وتأكدنا ان العدو السعودي وحلفاءه يهدفون الى تدمير الامة والدولة اليمنية، وثبت ان اعادة هادي وشرعيته المزعومة الى الحكم مجرد كذبة تخفي وراءها الهدف الحقيقي، وهذا ليس جديداً على الحروب النفسية وعلى تاريخها الحافل بالاهداف الوهمية التي تخفي خلفها الاهداف الحقيقية، التي تظهر فيما بعد على الواقع حتى ولو لم تُقَلْ او لم يعترف بها العدو المعتدي.. أما النوع الثاني منها، والذي يركز عليه العدو السعودي فهو الاشاعة، وقد اوكل مهمة نشرها في صفوف المجتمع اليمني الى مرتزقته في الداخل، ليكملوا مشوارهم الذي بدأوه في عام 2011م لتفتيت وتمزيق المجتمع وانهاكه.
والشائعات تعتمد في الاساس على الاتصال الشفهي المباشر، وتنقل في قالب فكاهي ساخر واخباري ملفق كاذب وغير ذلك مما يدغدع مشاعر الناس ويلامس احتياجاتهم الآنية، ولهذا فهي تلقى قبولاً اكثر من سواها احياناً، وخاصة في اوساط ذوي التعليم والثقافة المتدنية والوعي المحدود.
وهذان النوعان من انواع الحرب النفسية يتكاملان ويتعاضدان مع بعضهما البعض ومع الانواع الاخرى، من اجل تحقيق اهداف الحرب النفسية بصورة عامة.
ويلاحظ ان العدو السعودي ومرتزقته يتمكنو أحياناً من احراز بعض النجاحات في حربهم النفسية ضد شعبنا، كانتصارهم الكاذب في الساحل الغربي واحتلالهم للمخا مثلاً، ولكن سرعان ما تنبلج الحقيقة وتنكشف اكاذيبهم، ويمكن ارجاع ذلك لسببين :
الاول : عجز العدو السعودي عن ادارة هذا النوع من الحروب رغم امكاناته الهائلة ورغم ان الحرب النفسية هي اقل الحروب، ودائماً ما تحمل الاهداف الوهمية للحروب النفسية الوعود الكاذبة التي تزرع الامل في نفوس الشعوب المستهدفة لكي تقبل بالعدو وترضخ لمطالبه وتكف عن مقاومته بل وتسانده احياناً في احتلال بلادها كما هو مُشَاهَد اليوم في واقع عملاء ومرتزقة بني سعود من اليمنيين أنفسهم، إضافة الى تغيير عنوان الحرب من عاصفة الحزم الى إعادة الأمل وتبني شعارات اعادة الإعمار ومنح اليمن عضوية مجلس التعاون الخليجي وما يترتب على ذلك من خير ورفاه... الخ.
وهذه الاهداف الكاذبة والوعود الوهمية لا تختلف عن ادعاء الولايات المتحدة بأنها ما جاءت الى العراق الا لتحرر الشعب العراقي من ديكتاتورية صدام حسين وحزب البعث، وهو نفس الشعار الذي ترفعه اليوم الدول المعادية للدولة السورية، وامثلة ذلك كثيرة في التاريخ، بل ان نابليون حين قدم بقواته لاحتلال مصر ادعى الاسلام ونطق بالشهادة وأقر بأن الله لا شريك له ولا ولد، وان كل الفرنسيين مسلمون وانهم حاربوا كل من يتبنى حرب المسلمين حتى من المسيحيين في اوروبا وغيرها، واشاع انه جاء ليحرر المصريين من المماليك الاجانب الذين تمردوا على دولة الخلافة ممثلة بالعثمانيين واستعبدوا المصريين.
وهذه الوعود تأتي الى جانب الترهيب والترغيب والسخرية من الشعب او الامة المستهدفة ومحاولة إذلالها وتحقيرها والتقليل من شأنها ومن امكاناتها وقدراتها ومن مكانتها التاريخية والحضارية، ونحن في غنى عن ايراد امثلة لممارسات العدو السعودي وحلفائه التي تدخل في هذا الاطار، لانها واضحة ومعاشة بصورة يومية.
واختتم الدكتور عبدالملك الفيشاني حديثه بالقول: ان الاعلام الوطني بمختلف وسائله لعب دوراً مهماً وايجابياً وفعالاً في مواجهة الحرب النفسية التي يشنها الاعداء ومرتزقتهم، بل لقد تمكن في احايين كثيرة من التفوق على دعاية الاعداء واعلامهم، رغم فارق الامكانات، ولكن هذا لا يعني انه لم يقع في بعض العثرات بغير قصد، جراء وجود ثغرات - ربما - في التخطيط والقيادة والاشراف على هذه الوسائل وفي التنسيق المفترض بينها.
ومن هذه الثغرات، تبنّي بعض الوسائل بعض قضايا يتخذها العدو ادوات مهمة وفعالة في حربه النفسية ضد شعبنا ودولتنا، فعملت بذلك وهي لا تعلم جنباً الى جنب مع وسائل اعلام العدو.. وهذا موضوع يحتاج الى وقت وحيز آخرين لتناوله بشكل مفيد ومريح.
> أما الدكتور محمد الشدادي فقال:
- من وجهة نظري ان المصداقية في نشر الاخبار والتحقيقات الميدانية بمصداقية ومهنية هي السلاح الأنجع لمواجهة الحملة الإعلامية للعدوان.
إذا كانت وسائل إعلام عدوك تكذب فلا تتبع نفس الأسلوب تحت مبرر مواجهة الحملة الاعلامية لان هذا سيؤدي إلى فقدان الناس للثقة في الإعلام من الطرفين..
وأضاف الدكتور الشدادي: الشعب اليمني ذكي ويعلم أن هناك شيئاً اسمه "حرب اعلامية " لذا فهو لا يصدق الاخبار إلا إذا تناقلتها جميع وسائل الإعلام.. وأحياناً يبحث عن شهود عيان ليتأكد..
فبالأمس كانت حملتهم الإعلامية التضليلية الهلامية مركزة حول المخا، واليوم انتقلت الى ميدي..
وانتصار الوهم كان سيد الموقف بعد سويعات من زيفهم الساذج..وقبلها نهم..وصرواح..و.. و.. وما أكثر زيفهم وخداعهم المفضوح!!
أضف إلى ذلك لابد من تنسيق وتوحيد خطاب ورسالة وسائل الاعلام المواجهة للعدوان بكافة أشكالها وتوحيد مصدر الخبر..التخبط والارتجال والمزاجية "أحياناً" يجعل المواطن في حيرة وشكوك فيما يسمعه ويقرأه ويشاهده..

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49049.htm