الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-فبراير-2017
عبدالرحمن مراد -
يبدو من ظاهر التفاعلات التي تحدث في سماء تطورات الأحداث أو تحت سمائها أن قضية الصراع الذي كنا نظنه صراع مصالح وسباقاً على مصادر الطاقة لتحقيق المصالح، أصبح وهماً بعد أن أصبحت الرموز والاشارات التي يبعثها الواقع دالة على مؤشرات أعمق سبق للمفكر الفرنسي جارودي التنبيه إليها ولكن يبدو أن العرب في شغل فاكهون هم وأزواجهم على الأرائك متكئون لا يبالون بشيء ولا يفسرون طبيعة الاحداث ولا يغوصون في أعماق الأشياء، فالذي يحدث اليوم لا يتجاوز التوظيف للتفاعلات والأهداف للصهيونية العالمية ومعتقداتها، فإسرائيل التي تحلم أن تحكم العالم -وهي تحكم بالفعل عن طريق منظومة مالية عالمية- مازالت تحلم بدولة اسرائيل الكبرى التي تمتد من النيل الى الفرات ولذلك فهي تخوض حرباً غير معلنة تقوم بها جماعات متشددة بجلباب إسلامي هي جماعة «داعش» أو جماعة الدولة الاسلامية والتي تفرض وجودها في جغرافيا بعينها لا تتجاوز البنية الاعتقادية اليهودية وفق الحسابات ومواعيد الرب التي يجدونها في كتبهم، ومن الغباء تجاوز القراءات المستقبلية التي نجدها في توراة اليهود وتلمودهم، فلديهم من الحسابات التي ورثوها عن الزبورية ومن العلوم التي يحتفظ بها رهبانهم الشيء الكثير ويتفاعلون مع حاضرهم ومستقبلهم وفق بناءات وقراءات يجدونها في توراتهم، وقد ألمح القرآن الكريم الى مثل ذلك في حديثه عن موسى عليه السلام وسرده لقصته حيث أدرك رهبان اليهود عن قرب ظهوره، وخوفاً على مصالحهم سارعوا الى فرعون مصر بالوشاية بالظهور فسارع فرعون مصر الى إجراءات استباقية قضت بقتل كل طفل يظهر في زمن بعينه وساعة بعينها وتم التنفيذ، وكانت قصة التابوت والتنازع عليه في المعتقدات الأصولية، مع ارتباط هذا التابوت بالهيمنة وحكم العالم هو محور حيوي بين الأصوليات الدينية الثلاث فهو عند اليهودية يسمى تابوت العهد وتابوت داوود أو تابوت الرب أو تابوت الشهادة عند المسيحيين، وعند المسلمين يسمى تابوت السكينة، وكل ديانة تعتقد في التابوت مقاليد والصراع قائم على هذا المبدأ من الأزل لكنه أكثر حضوراً في الذهنية اليهودية منه في الذهنية الاسلامية بسبب يقين اليهود بظهور المخلص الرب الذي سيقيم دولة اسرائيل الكبرى وعندهم أنه سيظهر في زمان يتوحش فيه الانسان توحشاً كبيراً على أخيه الانسان وهو ذات السلوك المتوحش الذي عليه داعش أو مارسه في العراق أو حلب أو في عموم الجغرافيا التي يتواجد فيها.. وهذا المخلص الذي في المعتقد اليهودي يسمى في المعتقد الاسلامي بـ«الدجال الأعور»، ويتزامن ظهور المخلص الرب «الدجال» مع ظهور المهدي المنتظر أو الإمام المحتجب وهو الذي يحد من قدرته وتوسعه ويقضي على شبقه في التوسع والسيطرة على الأرض، وفي بعض الأحاديث أن الحجر والشجر سيقاتلون اليهود حتى يقول الشجر يا مسلم خلفي يهودي تعال فاقتله، مثل هذه المعتقدات تشكل بؤراً ومرتكزات حقيقية لموضوع الصراع اليوم، ولعل أي أحد قد يستغرب اذا قلنا إن موضوع الانزال على قرية صغيرة في محافظة البيضاء لم يكن الهدف الحقيقي منه هو عناصر في القاعدة ولم يكن الأمر من الخطورة بالمكان الذي يتطلب توظيف تلك الامكانات الهائلة لتسفر العملية في نهايتها عن قتل مجموعة من الاطفال والنساء، وكل عاقل وقارئ لتصرفات أمريكا مع القاعدة يدرك أن عملياتها لا تتجاوز التتبع بالطائرات بدون طيار واستهداف العناصر التي تصل المخابرات العالمية والصهيونية الى قناعة بانتهاء دورها وضرورة التخلص منها، لكن لم يحدث أن تم انزال جوي على أحد من عناصر القاعدة وخاصة تلك التي لا تشكل خطورة ولم تظهر على المشهد في أي عملية كالذي حدث مع بيت الذهب، ومن الغرائب التي قد لا يصدقها عقل في هذه الأيام القول إن تلك العملية التي تم تنفيذها في البيضاء كان الباعث لها عقائدياً كشفه من خلال رموزه واشاراته بيان قاسم الريمي أمير القاعدة في جلِّ مضامينه التي حملت تقريراً مفصلاً للمخابرات الأمريكية عن نتائج العملية.
الخوض في هذا الموضوع ربما كان ضرباً من الخيال لكنه الحقيقة التي قد تغيب عنا ويدركها من يعمل عليها.. والأيام حبلى بالمفاجآت وهي قادرة على كشف حقيقة ما يحدث وحقيقة وجوهر الصراع في المنطقة العربية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49121.htm