الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-فبراير-2017
مطهر الاشموري -
عندما تقول إيران بأن أمريكا هي الشيطان الاكبر فهذا مفهوم خاص بإيران، وعندما تقول امريكا إن إيران هي الدولة الإرهابية الأولى في العالم فهذا مفهوم خاص، ومثلما إيران عاجزة عن الشرعنة لمفهومها عالمياً فأمريكا وهي الدولة الأعظم لاتستطيع الشرعنة لتوصيف او مفهوم خاص بها لاتسنده حقائق ووقائع في واقع.. ومن المضحك سماع من يقول إن القاعدة او داعش او النصرة او اي مسميات هي ايرانية الفكر والمال والتمويل او السلاح والتسليح.
امريكا عبر النظام السعودي والإسلام الوهابي هي التي تبنت الجهاد وحاربت السوفييت في أفغانستان، ولان هذا الجهاد اصبح فيما بعد هو الارهاب فأمريكا كأنما تريد إسقاط تهمة او إدانة الإرهاب على الجهاد الاسلامي بأي فهم او مفهوم حتى ان تعاطى اي طرف مع هذا المبدأ بعيداً عن الإرهاب ولايستطاع تنصيص الإرهاب عليه في الشرعية الدولية.
ولهذا فأمريكا لاتنفرد فقط بما تعرف قائمة امريكية للارهاب بل تتعامل مع الارهاب المحارب عالمياً بشريعتها او تشريعاتها الامريكية وذلك يتجسد في قانون «جاستا»، فماذا عن دول استهدفت بالارهاب وهي لاتستطيع فرض تشريعاتها ومن كان وراء الارهاب في الشيشان مثلاً.. واذا روسيا امتلكت حقائق وثبوتيات يقينية واقوى من الادلة الامريكية في قانون "جاستا" فهل تطالب بتعويضات عبر مجلس الامن ام بتشريع روسي داخلي ؟
إذا كل مايجري منذ 2011م هو تحضير ثم تفعيل لمشروع امريكي عالمي فكأنما امريكا تمارس تحضير موازٍ عالمياً للتعامل مع اي رفض او مقاومة لهذا المشروع على انه "إرهاب"، ولأن اسرائيل هي جوهر وجوهرية في اي مشروع بريطاني امريكي فأي مقاومة لها هي ارهاب، وهذا ماقصده ترامب او وزير دفاعه بتوصيف ايران الدولة الارهابية الاولى في العالم.
اذا الارهاب يمارس في سوريا بما يوافق ويطابق هوى اسرائيل وامريكا فمازال يتعامل معه كجهاد لتقوم اسرائيل بإسناده ومعالجة المصابين من الارهابيين في فلسطين المحتلة وإعادتهم لمحاربة سوريا والشعب السوري.
ماذا يكون الحال عندما تطلق صواريخ من سيناء على إيلات في فلسطين المحتلة؟؟
نحن نقدر او نسلّم بأن من اطلق الصواريخ هم ارهابيون ومارسوا اعمال وعمليات الارهاب في مصر او خارجها، فيما اطلاق الصواريخ في حد ذاته على إسرائيل هو مقاومة وليس ارهاباً ولذلك فالجهاد الاسلامي الذي حللته امريكا ضد السوفييت في افغانستان ومورس ضد روسيا في الشيشان يظل حلالاً ان مورس تجاه سوريا او ليبيا، فيما هو حرام وهو ارهاب ان مورس ضد إسرائيل.
اطلاق هذه الصواريخ من سيناء ومن قبل الارهابيين الهدف الذي يراد الوصول اليه او بين الاهداف هو ادانة حزب الله حتى وان كان حزب الله يمارس فقط المقاومة ولايمارس ارهاباً لا في بلده لبنان ولا في اي بلد مقارنة بالجماعات التنظيمات الارهابية المصرية.
كأننا وُضعنا إما لنسير في موقف ان صواريخ سيناء هي مقاومة وذلك يعني اعترافنا بالارهاب وبأننا ارهاب او علينا التسليم بأن صواريخ ومقاومة حزب الله هي ارهاب، ومن ذلك يأتي التنصيص بأن ايران هي الدوله الارهابية الاولى في العالم.
المطلوب من مصر تسليم جزر تيران وصنافير لإسرائيل بغطاء انها جزر سعودية وتسلم سيناء كوطن بديل لسكان غزة وإلا ستفتعل مشاكل لمصر تجعل هذه المطالب لإسرائيل ومن اجل اسرائيل هي الحل الأمثل لمصر، ومصر هي من سيطالب به او يسعى اليه كحل افضلية لها.
كل مايجري منذ 2011م هو بين سيناريوهات ومشاهد وفصول التنفيذ او الشروع في تنفيذ المشروع الامريكي العالمي وله ألعاب محتملة ذات تقاطعات وتناقضات لإرباك الفهم والتحليل والتأويل.
ومن ذلك لنا ان نقرأ العلاقة بين القول بأن أيران هي الدولة الإرهابية الاولى في العالم، وبين اطلاق صواريخ من قبل الارهابيين في سيناء على إيلات في فلسطين المحتلة.
ايران تعترف ولاتنكر انها تزود حماس كمقاومة في فلسطين بالصواريخ وقد تنقل هذه الصواريخ لتطلق من سيناء، وبذلك فإن الارهابيين يطلقون صواريخ ايرانية هي ارهابية كما الزوارق او الصواريخ اليمنية التي يكفي أيرنتها لإلصاق تهمة الارهاب بها.
هكذا امريكا تلعب وهكذا ستلعب ولديها متراكم بل وفائض من الآليات والأدوات غير المقطوع، فالنظام السعودي مارس حملات تغريدات في تويتر تقول شكراً لترامب على محاربته للإرهاب الإيراني ولكن لم يقل شكراً لترامب على قانون «جاستا» وتنصيص البقرة الحلوب.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49123.htm