عائشة عفاش - تشكل اليمن قلب الأمة العربية والمنطقة بأكملها مما يجعل مصير الجميع مرهوناً بمصيرها، فعندما تخرج من الأزمة التي أصابتها منتصرة، قوية، موحدة، متماسكة، محافظة على ثوابتها الوطنية والقومية وعلى قرارها السيادي المستقل وتسير قدماً باتجاه التطوير والتحديث والإعمار وتمتين الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب بكل مكوناته، فإن هذا الأمر سينعكس إيجاباً على العرب والمنطقة بأسرها، وهذا بالتأكيد يتم بفضل قدرتها وعزيمتها وصمودها الذي أفشل المخططات العدوانية الأمريكية - الصهيونية الغربية التي أرادت الهيمنة على الأمة العربية والقضاء على القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني الغاصب وتوفير الأمن له ودمجه اقتصادياً، وسياسياً، وثقافياً مع شعوب المنطقة..
وكذلك تأمين الحماية للمصالح الأمريكية في أقطار الوطن العربي والمنطقة بأسرها، خاصة وأن استهداف اليمن هو فعلياً استهداف للأمة العربية باعتبار اليمن تمثل العقبة الصعبة أمام تحقيق أهداف أعداء الأمة وبالتالي يحاولون إزالتها عن الطريق وصولاً لتحقيق هذه الأهداف المتمثلة بالنيل من أمن الأمة وسيادتها واستقلالها ونهب ثرواتها، وعليه فإن اليمن عندما تصمد وتقاوم وتدافع وتدفع الثمن الباهظ بشرياً، ومادياً، واقتصادياً وما يلحق بها من دمار وخراب لمؤسساتها تتحمل المسؤولية الأولى وتشكل القاعدة والمرتكز لمقاومة المشروع المعادي للأمة وتضحي دفاعاً عن الأرض والكرامة والسيادة وصيانة المشروع القومي النهضوي وامتداداته ليصل إلى كل مفصل من مفاصل دول الوطن العربي في المشرق والمغرب.
لقد شكلت اليمن ولا تزال، رأس الحربة في إحباط وإفشال العدوان عبر المواجهة والمقاومة مثلما كانت، ولا تزال، الداعم الأساسي للمقاومة التي تواجه العدو الصهيوني ومشروعات الأعداء، من أجل هذا ولأسباب أخرى كانت الحرب العدوانية الدموية الإرهابية الإجرامية غير المسبوقة ضد اليمن الدولة والشعب.. ومن أبرز هذه الأسباب:
< قاومت اليمن وأفشلت المشروعات والمخططات الصهيونية والأمريكية وبخاصة مشروع الشرق الأوسط الجديد مثلما أفشلت المخططات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني، وها نحن نرى اليوم التحركات الأمريكية المتواصلة لتصفية القضية في ظل انشغال اليمن في مواجهة العدوان.
< رفضت الخضوع والاستسلام للسياسات الأمريكية في المنطقة، خارجة بذلك على منظومة من الأنظمة التابعة لهذه السياسات، وتقف بحزم وعزم في مواجهة السياسات الأمريكية والصهيونية وخاصة الهادفة إلى تصفية قضية الشعب العربي الفلسطيني.
< اليمن تشكل مرتكزاً وركناً أساسياً مهماً في الأمن القومي العربي، ومثلما يشكل جيشها وقواتها وقيادته الشجاعة بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح المدعومة من الشعب القوة الحقيقية لصد العدوان الخارجي وأدواته في الداخل.
فهذا الجيش العظيم الذي يراكم إنجازاته ضد قوى الشر والعدوان والإرهاب بإرادة وعزيمة واقتدار ويحقق النجاح تلو الآخر، ليس من المستغرب أن يُستهدف وتتوجه القوى الاستعمارية والامبريالية والصهيونية وأنظمة عربية أعماها الحقد الى شن حرب عدوانية ضد اليمن انتقاماً وإضعافاً وتدميراً لهذه القوة العربية وخدمة لمصلحة الكيان الصهيوني أولاً وأخيراً، وعندما نقول: إن أنظمة عربية وجماعات إرهابية تدعي أنها عربية تتستر وراء الإسلام وتعمل على تدمير اليمن وقوتها لصالح العدو الصهيوني.. نشاهدها بمجريات الأحداث وما ينتج عنها عبر وقائع أصبحت معروفة للجميع من القتل والتهريب ومهاجمة القواعد العسكرية ، وتدمير المؤسسات المدنية من مدارس، وجامعات، ومستشفيات، وجسور، ومحطات كهرباء، وأنابيب غاز، ومصافي نفط، وغيرها الكثير الكثير، وتحاول هذه الجهات الداعمة للإرهاب عرقلة المسارات الهادفة إلى تحقيق حل سياسي سلمي يضمن وحدة اليمن أرضاً وشعباً.
ولكن وبالرغم من شراسة العدوان ووحشيته ودمويته وحشد آلاف الإرهابيين ودفع مليارات الدولارات النفطية العربية، إلاّ أن اليمن تقف صامدة وأبية، وها هو الشعب اليمني العظيم يحقق الانتصارات على الأعداء بسواعد رجال الرجال من الجيش اليمني الباسل مسنوداً بسواعد اللجان الشعبية والمتطوعين من ابناء القبائل في الميدان وبفضل التفاف الشعب بكل قواه الوطنية والقومية، وكذلك بفضل القيادة الشجاعة والحكيمة وعلى رأسها الزعيم القائد الصامد المناضل علي عبدالله صالح عفاش .
لقد أثبتت اليمن شعباً وجيشاً وقيادةً قدرتها واقتدارها على المواجهة والإرادة وإدارة المعركة مثلما أثمرت بصمودها واقعاً عربياً شامخاً.
اليمن تحقق انجازات على طريق الانتصار العظيم للأمة العربية رغم الحرب العدوانية الهمجية الحاقدة التي تُشن عليها برأوبحراً وجواً.
نعود للتأكيد على أن اليمن الركن الحصين للأمة والسد المنيع الذي يحول دون تحقيق العدوان أهدافه ومخططاته.. تقاوم وستنتصر مهما بلغت التضحيات وهي صابرة صامدة تسمو بشموخ وكبرياء وعزة فوق الجراح.
إن القراءة الموضوعية لأبعاد أهداف العدوان على اليمن تضعنا جميعاً أمام خيارين، خيار المقاومة والمواجهة للحفاظ على سيادة الأمة واستقلالها وكرامتها والحفاظ على ثرواتها، وبين الرضوخ والاستسلام والتبعية الذليلة للأمريكان والصهاينة والاستعمار.. وبالتأكيد يختار المخلصون والوطنيون والقوميون المناضلون خيار المقاومة والوقوف مع يمن العروبة والعزة والصمود المدافع عن الأمة بشعبها وجيشها وقيادتها.. ولنا في التطورات العسكرية في باب المندب والمخا والمناطق اليمنية الأخرى أمل أكيد بالنصر القريب..
|