الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-فبراير-2017
عبدالله محمد الارياني -
بالامس القريب في عهد الزعامه العفاشية الحكيمة كان الوطن يعيش حالة من الاستقرار الشعبي والمؤسسي يصاحبها مكانة واهمية وهيبة للمؤسسة الامنية والقضائية عند أدائها واجباتها في حفظ الحقوق والامن الداخلي وفي محاربة الفساد والمفسدين رغم انها محاربة خجولة في الكثير من القضايا الا انه كان هناك حدود لكل ممارسات شاذة.
لا ننكر ان البلاد عاشت عصراً ذهبياً في عهد الزعيم، كما لا ننكر انه كان هناك فساد ايضاً ألا انه فساد لايقارن بالفساد الذي خيم على الوطن في عهد الفار هادي ولا يقارن ايضاً بحجم الفساد الذي يجثم على خيرات الوطن حالياً.
نتذكر انه في عهد القيادة المؤتمرية للبلاد كان المواطن إنْ وقعت عليه مظلمة وتقدم بشكواه لأي جهاز من اجهزة الدولة بشقيه القضائي أو الامني كان المواطن يجد من ينصف مظلمته ولو بعد حين هذا على مستوى المواطن، أما على مستوى المؤسسات كانت اي مؤسسة عندما ترفع بشكواها الى أيٍّ من الاجهزة المذكورة ضد أي طرف آخر سواءً أكان مواطناً أو مؤسسة اخرى فكانت البلاد آنذاك تقوم ولا تقعد، أما اليوم فنلاحظ أن المواطن يرفع شكواه إلى الله فقط لانعدام ثقته بأجهزة الدوله التي يشتكيها إلى الله بكل لحظه لكونها كانت السبب في كل ماحدث ويحدث له ولكونها متواطئة في في كل حق سُلب ويُسلب منه، أما المؤسسات فاكتفت بأرشفة شكاوايها في أرشيفها لكونها على ثقة أنه لا وجود لاجهزة الدولة التي يقع على عاتقها انصاف المظالم العامه والخاصة بعيداً عن أي محسوبيات.
فمثلا بعض المؤسسات ومنها مؤسسة الوقف رفعت شكاواها المتلاحقة بحق كل من يعتدي على اموال الوقف في محافظة تعز وغيرها من المحافظات الا انها لم تجد من يصغي إلى شكواها فلاجهاز أمني يبت في شكواها لانه مساهم بالفساد وبشذوذ المفسدين، ولا جهاز قضائي ينظر الى شكواها بعين العدالة لانصاف حق الله واقامة حدوده لأنه اضاع الشرع والشريعة في خدمة لسطوة الشيكات البنكية ونحن لا نلوم هذه المؤسسات فمنذ ثورة الربيع العبري التي اوصلت البلاد الى حالة الفوضى الخلاقة والانفلات الامني ومسخ القيم وتشويه المبادئ وحتى اللحظة فالحدث الجوهري والجلي للأعيان هو أن العيال كبرت وعصت ولي امرها وعصت خالقها وكبرت على شيوخها ومؤسساتها وكبرت على مرجعياتها ونظامها السياسي وفسخت العقد الاجتماعي القائم بينها وبين النظام السياسي الذي اختارته ذات يوم لتنظيم العلاقة بين الفرد والفرد وبين الفرد والسلطة، هذه العيال عندما كبرت عملت على إعادة عجلة المجتمع الى عصر الغوغائية المجتمعية والسياسية وعملت على إحياء نهج الهجامة واقتبست اسلوبهم في الغزو والسيطرة على كل مايقع تحت يدها وبقوة السيف غير أبهٍ بأي قيم وتشريعات الهية أو وضعية لكن هذا ليس بحدث مفاجئ فهي نتيجة حتمية في ظل غياب القيم الانسانية والقوانين الحكومية والقواعد الشرعية والتشريعية.
ففي هذا العهد كل من امتلك طقماً وعشرة بنادق وعشرة اشخاص عديمي القيم والمبادئ ويفتقدون لسمات الرجولة اصبح بإمكانه الهجوم والبطش والنهب والسلب والبسط على حقوق المواطنين ولايتوقف عند ذلك فقط فهو يتعدى ببطشه لحدود الله بالسيطرة على كل ما أُوقف في سبيل الله فأموال وأرضي الوقف تعرضت ومازالت تتعرض في كل لحظة لهجمات السلب والنهب من قبل ثلة لايأبهون لأي تشريع رباني ولا تشريع وضعي ولا يوجد أي رادع يردعهم من السلطة التي يفترض بها انها حامية اموال الوقف وفي عهدتها بل بالعكس فهي سلطة تغض طرفها عن كل تصرف شاذ ينجم من ثلة شاذة هي في الاساس اذناب لسلطة اضاعت كل الحقوق العامة والخاصة فهذه الثلة هي من ابنائها وهي من ربتهم وكبرتهم ليمثلوا نظامها الحكومي بكل اجهزته القضائية والامنية والادارية ولجانها الاشرافية الثورية واعوانهم من مشائخ واعيان وبلاطجة.
فالحقوق الخاصة سُلبت وتُسلب والحكومة لم تحرك ساكناً.
والحقوق العامة نُهبت وتُنهب والسلطة لم تردع طاغياً.
وحدود الله وحقوقه ممثلةً بأموال الوقف والنفس البشرية التي حرمها الله اليوم تقطع اوصالها وتقسم محاصصة بين بغاتها وليس هناك من يقف في وجههم ويعاقب كل من تسول له نفسه انتهاك التشريع الرباني والوضعي.
يا أشباه الحكومات إلى متى ستظل أعينكم مغضوضة طرفها عن كل ممارسات شاذة تستهدف الحقوق العامة والخاصة والدينية؟.. أيتها الحكومة القاصرة إلى متى ستظلين قاصرة في أدائك واجباتك وفي تربية اولادك الذين كبروا على هامتك وسلطانك وخرجوا عن طاعتك؟.. أيها الجسد الحكومي الهزيل متى ستقوم بحماية حقوق من أوكلوا إليك امرهم وشأنهم؟
أيها المجلس السياسي ماكان لك ان تكون بصيغتك الحالية لو لم يخرج الشعب ليزكيك..ياحكومة (الانقاذ الوطني) ماكان لك ان تصلي إلى مقاعدك لو لم يمنحك الشعب ثقته عن طريق ممثليه تحت قبة البرلمان الموقر.. أيتها الاحزاب السياسية ماكان لك أن تبقي قائمة بتنظيمك لو لا أن الشعب تمسك بك واتخذ منك إطاراً وسيطاً بينه وبين النظام السياسي لأيصال مظالمه.
أيها المشائخ والشخصيات السياسية والادارية والاجتماعية والدينية ماكان لك أن تبقي لولا أن هذه الحكومة وهذا النظام أراد لك أن تكوني حلقة الوصل بينه وبين المجتمع فيما يخدم مصالح السلطة ويعظم مكاسب القائمين عليها وليس العكس الصحيح فلماذا تنصل جميعكم عن مسئولياته تجاه المجتمع؟.. ولماذاوقفتم إلى جانب كل سلوك شاذ يمارسه الشاذون من أتباعكم؟ ولماذا مازلتم تنظرون إلى هذه الأمة بأنها بقرةً حلوب عليكم استنزاف سمنها وحليبها قبل ذبحكم لها وتقاسم لحمها؟!
*أيها المؤتمر الشعبي العام، زعامةً وقيادات وقواعد. .
*يا أحزاب التحالف الوطني، قيادات وقواعد..
*ياحركة أنصار الله ومسيرتها القرآنية..
زعامةً وقيادات وقواعد..
يا كل القوى السياسية والمرجعيات الدينية والقبلية هل يرضيكم أن تُسلب حقوق المواطنين؟ هل تشعرون بالنشوة تعتريكم عندما تُنهب الاموال العامة؟..هل تزدادون عزةً بإيمانكم عندما تُنتهك أموال الوقف في كل لحظة وفي كل شبر في اليمن، ألا تعلمون أن حدود الله وحقه الموقوف في سبيله يُنتهك وبقوة السلاح من قبل مافيا جُل قوامها جهازكم الحكومي بشقيه المدني والعسكري ولجانكم الثورية بشقيها الاشرافي والميداني ووجاهاتكم الاجتماعية ومتنفذيكم وسماسرتكم .
ياولاة أمر هذه الأمة كلاً باسمه وصفته وموقعه راجعوا أنفسكم إنْ اردتم أن ننتصر في معركتنا واتقوا الله في الشعب وحقوقه وخافوا الله في إقامة حدوده وحماية حقوقه إنْ اردتم أن نقهر أعداء أمتنا ونستعيد هويتنا اليمنية والعربية والاسلامية ..
.عودوا إلى رشدكم فهناك آخرة لكل شيء، سوف يحاسب بها كل شاذ عن شذوذه وكل راع عن رعيته وكل متستر عن تستره وتذكروا دائماً أن هذا الشعب حمال وقابل للانفجار بوجه كل ماهو شاذ عن الطبيعة الانسانية وعن القيم اليمنية وعن الاعراف العربية وعن التشريعات السماوية وعن كل ماهو خارج عن قول الرسول الكريم «الايمان يمان والحكمة يمانية».
*المجد والخلود للشهداء
*الشفاء العاجل للجرحى
*النصر لقضية أمتنا
*ولا نامت أعين الجبناء واللصوص.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49136.htm