الثلاثاء, 14-فبراير-2017
إستطلاع / حسين الخلقي -
11 فبراير 2011م بداية لسنوات قاتمة السواد.. بداية لكوارث لم تنته غمدت ويلات معاناتها حياة اليمنيين بعذابات ومآسٍ لا تنتهي من الأزمات والصراعات المسلحة والعدوان السعودي الذي تحول الى حرب اجرامية وحشية قذرة وشاملة.. 11 فبراير في ذكراها المشئومة البائسة كانت موضوع هذا الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «الميثاق» مع عدد من الأكاديميين.. فماذا قالوا عن ربيع التآمر والإرهاب الاخواني والفوضى العبري في عامه السادس بنسخته اليمنية.. الى محصلة هذا الاستطلاع:

‭{‬ الدكتور عادل علي عمر -عميد كلية المجتمع بذمار:
‭}‬ صبيحة العاشر من مارس للعام 2011م قالها رئيس الجمهورية آنذاك الزعيم / علي عبدالله صالح من على منصة مدينة الثورة الرياضية بالعاصمة صنعاء مخاطباً الشباب المتواجدين ساعتها أمام بوابة جامعة صنعاء أدعوكم لتشكيل وفد يمثلكم وقدموا من خلاله مطالبكم ونحن مستعدون لتلبيتها بل ومستعدون لتشكيل حكومة من القوى المعارضة حرصاً منا على وحدة الوطن وعدم تشظيه بل وزاد على ذلك وبالحرف الواحد (حتى لا تتصومل اليمن) ولكن ولأن (هوامير الصحراء) كانت قد تصدرت المشهد وتتحول الأهداف الخفية لذلك الربيع الغربي لأهداف مكشوفة ومفضوحة كان الرفض المغلف بالكبر والاستقواء بالخارج هو المنزلق الأخطر بتاريخ اليمن تجاوز حينها بدوافع الاستحواذ على السلطة من القوى الأيديولوجية حدود الاختلاف السياسي إلى الخلاف على السلطة على غرار ما خطط له في بعض الأقطار العربية وفي طليعتها مصر.. وما نجم عن ذلك لم يقتصر على انهيار اقتصاديات الدول المستهدفة بل انسحب على كافة مناحي الحياة وأهمها التعليم والصحة وتغييب وعي الشعوب عن قضاياها المحورية وفي مقدمتها قضية كل العرب والمسلمين القضية الفلسطينية بل وإشغال الشعوب بالحروب والتناحر على السلطة أو بقضايا ثانوية بعضها طائفي والآخر سياسي.. وكون اليمن أقل الدول اقتصاداً عن مثيلاتها المستهدفة بمخططات الغرب فقد تأثرت كثيراً مابعد 2011م وحتى اليوم حتى وصلت لما وصلت له من حال استعصى معه دفع رواتب الموظفين، فإضافة للحصار والعدوان الجائرين على اليمن منذ ما يقارب العامين ونقل البنك المركزي اليمني إلى عدن من قبل الفار هادي فإن كافة مشاريع الاستثمار متوقفة تماماً وهذا ما ضاعف من المشكلة وأكد أن الحرب الاقتصادية على اليمن خطط لها بليل وبُدئ التنفيذ لها إبان حكم هادي ودمر في عامين ما بناه أبناء اليمن خلال عقود من الزمن بقيادة الزعيم التاريخي لليمن علي عبدالله صالح.
‭{‬ الدكتور إبراهيم ناصر القيسي -نائب عميد كلية التربية بجامعة ذمار للشؤون الأكاديمية:
‭}‬ مازال الإنسان اليمني يعيش اللحظة مع ما يسمى ثورة الربيع العربي ثورة النكبة 2011م . .فعلاً «بورة» لا يختلف عليها اثنان طالما وقد حققت أهدافها التي خططت لها مسبقاً، والتي انطوت تحت شعار (إسقاط النظام)، ولهذا نجزم القول بأنها نجحت في إسقاط النظام المؤسسي الذي حاول تغليب المصلحة الوطنية على مصالحه فحاول أن يخرج الشعب بأقل التكاليف وسلم السلطة طواعية إلا أن «النكبة» ظلت ممتدة لتطال الصغير والكبير من أبناء هذا الشعب. فماتت معها قيم ومبادئ حية كان يتمتع بها الشعب اليمني بل انفرد بها عن بقية شعوب الأرض.
وهذه القيم والمبادئ هي الخسارة الحقيقية لأنها ستحتاج إلى أجيال متلاحقة حتى تعود كما كانت. .وتوالت أهداف النكبة حتى ضعف البلد وضعفت إمكاناته فأصبح فيه من كل زوجين اثنين: رئيسين ووزيرين ومحافظين و ... إلخ.
مما فتح المجال للأعداء من الخارج أن يقطفوا كل جميل في الوطن.
فقطفوا زهره وأقتلعوا شجره وهدموا مصنعه ومدرسته بل وجامعته ومجتمعه ... وغيرها مما لا يحصر في هذا المقام.
ولو اقتطفنا من ثمارها نموذجاً واحداً وهو الجانب الاقتصادي لعرفنا مدى الامتداد الذي صاحب تلك النكبة فوصل إلى كل زاوية من زوايا الأرض اليمنية.
لكننا نأمل ممن أدرك بهذا التهور غير المدروس ألا يكابر على خطئه وأن يدرك أن للثورات أهدافاً تنبع من صميم الدافع الوطني كما كانت عليه الثورة الحقيقة سبتمبر واكتوبر المجيدة.
‭{‬ الدكتور عصام حمود عبدالمغني -استاذ التربية الخاصة بكلية التربية بجامعة ذمار:
بكل بساطة تحقق الهدف المنشود مما يسمى الربيع العبري، فقد سقط النظام المؤسسي، ومع سقوطه حل البديل الطبيعي للنظام وهو الفوضى.
ونحن عندما نفتح باب الحديث عن أضرار اقتصادية تحدث بسبب الفوضى التي سيطرت على البلاد كبديل للنظام فسوف نفتح ملفاً قبيحاً من الصور لاحدود لمساحاته ولا مسافاته، فمع اول لحظات المؤامرة المسماة اصطلاحاً بالربيع بدأت مؤسسات الوطن بكل أنواعها ومجالاتها في المعاناة والألم، كنتيجة حتمية لمحاولات تعطيلها واثبات القناعات المسبقة لأصحاب الربيع وأذياله، بأن النظام جعل اليمن دولة بلا مؤسسات او انها مؤسسات فاسدة، وهذا مافشلوا فيه بامتياز لأنهم اكتشفوا انها دولة مؤسسات قوية وراسخة وأن النظام السابق رغم ما كان يواجهه من تحديات داخلية وخارجية قد نجح في بناء دولة حقيقية وصناعة جيل مسلح بالعلوم والثقافة.
ومع اكتشاف هذه الحقيقة الدامغة وهي أن اليمن بالفعل دولة مؤسسات قوية وأن الشعب لم يعد فريسة سهلة للتغرير والخداع، اضطر الربيعيون للانتقال الى الخطوة التالية وهي مرحلة التدمير الشامل الممنهج والمقصود لتحقيق الهدف وهو اسقاط النظام، وبالفعل نجحوا في هدم المعبد بمن معهم من قوى سياسية واعلامية خارجية (اقليمية ودولية)، نجحوا في تدمير كل شيء جميل في بلادنا وتمكنوا بحقدهم وعقدهم الانتقامية من ادخال اليمن في دوامة من الفوضى والحروب الداخلية وفتحوا الابواب للأعداء بكل اشكالهم للدخول بعد ان سادت الفوضى وسقطت الأقنعة وظهرت العمالة بكل قباحتها.
مع وصول الوطن الى هذه المرحلة المؤسفة من الدمار الأخلاقي والبنيوي كنتيجة طبيعية لمخططات الربيع العبري بدأت الأضرار الاقتصادية في الظهور بشكل جلي وتصل بمخالبها إلى كل فرد في المجتمع ولم ترحم كبيراً ولا صغيراً، فالمجتمع اليمني لم يكن حتى قبل الربيع مجتمعاً مرفهاً ولا باذخاً بقدر ماكان مناضلاً مكافحاً من أجل لقمة العيش والحياة الكريمة وكان يعتمد في رحلة كفاحه المريرة على وجود الأمن والأمان، نعم كان الأمن والأمان هما السر في استقرار الاقتصاد واستمرار الحياة والأمل، ومع ظهور ربيع الشر ذهب الأمن وتبعه الأمان وبدأت مخالب الجوع تنشب مخالبها في جسد شعبنا اليمني الذي تسببت الخيانة والعمالة في تدمير وطنه ومؤسساته وأمنه وأمانه.
أصبح الشعب اليوم يجني بلا ذنب ثمار الربيع والتي تتمثل في وطن بلا موارد اقتصادية في ظل حصار خانق لعدوان همجي نجح عملاؤه الذين زرعهم بأوساطنا في تحقيق هدفهم واسقاط النظام، اصبح الشعب بلا فرص عمل في ظل غياب للأمن والأمان كواحدة من ثمار الربيع الأسود، بل وأصبح بلا رواتب في خطوة تمثل الضربة القاضية لما تبقى للشعب من فرص الحياة. .هذه باختصار هي الأضرار التي أصيب بها الوطن بسبب فوضى الربيع العبري 2011 والتي ستحتفل بذكراها الشياطين على انقاض وطن وشعب..
‭{‬ الدكتور فضل محمد العميسي -نائب عميد كلية الآداب بجامعة ذمار لشؤون الطلاب:
‭}‬أدت فوضى الربيع العبري 2011م إلى انهيار اقتصادي كانت نتيجته الطبيعة الحرب الدائرة في بلادنا اليوم؛ فلأنها اعتمدت على الفوضى التي كان شعارها إسقاط النظام الأمر الذي أدى إلى وجود شرخ في العمل المؤسسي في قطاعات الدولة بشكل عام، هذا الشرخ نتج عنه شلل شبه تام في العملية الاقتصادية بسبب توقف كثير من الإيرادات إلى خزينة الدولة بشكل اعتيادي كما تأثرت عملية الاستيراد والتصدير نتج عنه عجز في توفير أساسيات العيش من المواد الغذائية والمحروقات وغيرها، كل ذلك إلى جانب الحالة الأمنية المتردية أدى إلى تراجع الإنتاج الزراعي والتبادل التجاري بسبب انعدام البترول والديزل لممارسة الزراعة.
إن من خطط لهذه الفوضى لم يكن في حسبانة إصلاح حال البلاد كما أن اللاهثين وراء السلطة سهلوا مهمته،
فقد حرص صاحب هذا المشروع الفوضوي على استمراره الأمر الذي أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي وعجز مؤسسات الدولة عن الوفاء بالتزاماتها وتطور الصراع وسقوط آلاف اليمنيين بين قتيل وجريح وحصار خانق يرعاه تحالف دول العدوان عصف بما تبقى من الوفاء بأبسط إلتزام للدولة تجاه موظفيها وهو الوفاء بالمرتبات.. ولعل غياب مرتبات خمسة اشهر خير دليل وأكبر ضرر على الاقتصاد اليمني ناتج عن ذلك الشتاء الجاف قارس البرودة.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49137.htm