محمد انعم -
زيارة الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش للمنطقة وجهوده التي يبذلها بشكل ملحوظ لإعادة السلام في اليمن اظهرت موقف سعودي متصلب توجب على اليمنيين بقيادة المجلس السياسي ان يتعاملون معه بمسؤولية وجدية وبحزم وفق رؤية وطنية ومع مختلف ملفات الازمة واطراف تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد بلادنا منذ قرابة عامين.
ولعل من ابرز ما يمكن ان نستخلصه من زيارة الامين العام للامم المتحدة هو الرفض السعودي للسلام في اليمن، والذي يعني ان قرار الحرب والعدوان قرار سعودي لاتراجع عنه.. فلم يرمي الجبير تصريحاته في الهواء وانما في حضرة الامين العام للامم المتحدة.. وسواءً تم التمديد للسيد ولد الشيخ ام تم استبداله، ذهب ممثلين عن الوفد الوطني الى الاردن، ام لم يذهبوا.. فلماذا الاستمرار في حوار مع من لا يمتلكون القرار..؟ ولماذا لايشكل المجلس السياسي وفد يمني بدلا عن الوفد الحزبي.؟
بصراحة.. يريد السعوديون ويريد الاماراتيون اجتياح العاصمة صنعاء وقهر جبالها وكسر شموخ الانسان اليمني واذلال كل قبائل اليمن مهما كان الثمن.
يريدون استباحة صنعاء الحضارة والتاريخ بعد عدن وتعز وغيرها من مدن يمننا الغالي.. يريدون ان يفرضوا حكاما مثل الوضيع هادي لايستطيع ان يكون رئيسا حتى على مطار عدن..
اذا المخطط التأمري السعودي واضح جدا.. ويجب على المجلس السياسي وحكومة الانقاذ الا يغرقوا في معارك المصالح الحزبية ويتركوا الطابور الخامس هو الذي يوجههم لخوض معارك ثانوية على حساب معركتنا الوطنية المقدسة، لابد ان تخمد المعارك العبثية باطفاء جبهات التعيينات الحزبية ووقف العبث بالإيرادات ومعالجة مشكلة المرتبات والتعامل مع الحرب الاقتصادية كجزء من امننا القومي والتزام بالدستور والقانون، وان يتفرغ الجميع لمواجهة العدوان والحصار..
لابد من ترحيل كل الاشياء بما في ذلك خلافاتنا إلى ان تضع الحرب اوزارها والا فستلاحق الجميع اللعنة الى قيام الساعة.
لقد تعمد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان يصرح بمعلومات كاذبة ويعززها بأرقام غير صحيحة لتضليل الامين العام للأمم المتحدة، اثناء بحث وقف العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن والجرأة على الاعلان رسميا بأكاذيب من العيارالثقيل دليل واضح على ان النظام السعودي سوف يواصل العدوان والحصار على اليمن وسيعمل على نسف اية جهود تبذل لايجاد تسوية سياسية سلمية للازمة..
لقد نقلت وسائل الاعلام عن عادل الجبير القول كتابة وصوتا (ان التحالف الذي تقوده بلاده عقدت 70 اتفاقا مع المؤتمر الشعبي العام وانصار الله في اليمن، وأنهم لم يلتزموا بهذه الاتفاقات).. اعلن الجبير تلك الكذبة الفضيحة امام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس في الرياض الأحد قبل الماضي واعلنها امام وسائل الاعلام.
ولم يكتف الجبير بذلك، بل انه اعلن استمرار العدوان والحصار على اليمن وفقا لما نقله موقع وزارة الخارجية السعودية الرسمي، وواصل الجبير القول ببجاحة : (كل الجهود التي بذلها المبعوث الأممي إلى اليمن فشلت بسبب الحوثي وصالح).
واضح ان الجبير لم يتابع المناقشات والتقارير التي طرحت في جلسة مجلس الامن قبل اسبوعين وفي المقدمة ما جاء في احاطة المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد الشيخ، والا لما ذهب لاطلاق كذبة وفضيحة كهذه، لكن بالتأكيد ان الامين العام للأمم المتحدة تابع باهتمام كبير لنص احاطة ولد الشيخ التي قدمها الى مجلس الامن والتي اتهم فيها صراحة الفار هادي بعرقلة ونسف كل المبادرات الهادفة الى التوصل الى تسوية سلمية للازمة في اليمن بما في ذلك مبادرة وزير الخارجية الامريكي جون كيري التي وقع عليها المؤتمر وانصارالله ورفضها هادي رفضاً قاطعا.. غير ان مغالطات الجبير تظهر غطرسة سعودية فجة وتحد سافر للارادة الدولية.
منطقيا.. لايمكن تصور او تخيل وجود 70 اتفاق لحل الازمة اليمنية.. وليس التوقيع على عدد كهذا من الاتفاقات، حتى ولو افترضنا ان امين عام الامم المتحدة جاء من كوكب آخر، غير ان اعلان هذا الرقم الفلكي يكشف عن اصرار سعودي لاستمرار العدوان على اليمن لإبادة شعبها واستكمال تدمير مقدراتها واجهاض كل الجهود التي تبذل من اجل التوصل الى تسوية سلمية في البلاد.