الميثاق نت -
ترأس الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام اجتماعا إستثنائياً للجنة العامة وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي.
وقد ألقى الزعيم علي عبدالله صالح كلمة في الإجتماع حيا في مستهلها جماهير شعبنا اليمني العظيم رجالاً ونساءاً داخل الوطن وخارجه وكل منتسبي المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصاره بيوم تجسيد مبدأ التداول السلمي للسلطة.. يوم الـ27 من فبراير الذي تم فيه تسليم علم الثورة والجمهورية والوحدة بصورة ديمقراطية حُرّة شكّلت سابقة وقدوة حسنة في المنطقة أثبت بها شعبنا ومؤتمرنا الشعبي العام إيمانهما الحقيقي بأن السلطة هي سلطة الشعب وأنها ليست ملكية خاصة لأحد، وهو ما يجب أن يقتنع به الجميع وبالذات عبدربه منصور هادي الذي دعينا شعبنا لإنتخابه كرئيس توافقي لمدة عامين.. تجري بعدهما انتخابات عامة ورئاسية ويسلّم بموجبها السلطة لمن سينتخبه شعبنا بدلاً عنه، واننا بذلك قد جنّبنا شعبنا ويلات الحروب والصراعات والدمار والتخريب والفتنة الداخلية التي تعيشها الآن بفعل تهوّر وطمع عبدربه منصور في السلطة وحقده وانتقامه من الوطن والشعب، والذي يأتي امتداداً لنزعته الإنتقامية على اليمن واليمنيين منذ بداية نشأته، والتي عبّر عنها في أبشع صورها أثناء إرتكابه لتلك المجازر البشعة ضمن أحداث 13 يناير 1986م في عدن، ومن ثم فراره إلى الشمال.
وأضاف الزعيم قائلاً: كنا وكان الشعب العظيم يعتقد أن شبق هادي وتعطّشه للسلطة والإنتقام من الآخرين قد انتهى بالوحدة التي جبّت ماقبلها، وأغلقت كل ملفات الماضي البغيض، وأن الجميع قد تعلّموا من الوحدة التعايش والتسامح والإصرار على توحيد كل الجهود والطاقات لبناء يمن 22 مايو، اليمن القوي والمزدهر، ولم يكن يتوقع أحد أن تصل الأمور إلى هذا المآل المأساوي بسبب جشع هادي وإصراره على أن يحكم أو يقتل الشعب ويدمّر الوطن، وأن يدفع باليمنيين إلى أن يقتل الأخ أخاه، وأن تشهد اليمن هذا الإنقسام الخطير في تاريخها الحديث.
مشيراً إلى تمسّك هادي بالشرعية هو إدعاء غير دستوري وغير قانوني، فلم يعد لهادي أي شرعية وطنية أو دستورية بعد 21 فبراير 2014م، أما وقد استدعى الخارج للإعتداء على الوطن وقتل الشعب وفي المقدمة الأطفال والنساء والشباب وكبار السن فلم يعد له أي حق حتى في إدعاء الشرعية، فلا شرعية لأحد مصدرها الخارج ودول العدوان، ولا شرعية تقوم على قتل المواطنين وتدمير الوطن، ولا شرعية على أنهار من الدماء وأكوام الجماجم، فالشرعية الحقيقية هي من الشعب، ومن الدستور ومن الإجماع الوطني.
وأضاف قائلاً: إن من يدّعي الشرعية اليوم ليس له أي قبول من الشعب.. حتى في قريته لا قبول له، وما يؤسف له أن الحقد الدفين الذي أظهره هادي ضد الشعب والوطن لاشك أنه من تراكمات عهود الإستعمار البريطاني البغيض الذي ترعرع في أجهزة مخابراته وتربى على العمالة والإرتزاق، وهو تراكم خبيث ضد الوحدة اليمنية أسمى وأنبل أهداف شعبنا اليمني العظيم الذي تحقّق يوم الـ22 من مايو عام 1990م وارتفع علم الجمهورية اليمنية في سماء عدن الباسلة وفي كل الأراضي اليمنية في ذلك اليوم الخالد.
وأشار الزعيم.. بأنه حتى لو سلّمنا بمبدأ الإستفتاء على الوحدة من جديد وهذا مستبعد، لأن شعبنا قد سبق وقال كلمته الفصل في الإستفتاء الذي جرى على الوحدة ودستورها عام 1991 فإنه ومن خلال معرفتي الدقيقة بأبناء شعبنا في المحافظات الجنوبية والشرقية من سياسيين ومثقفين ومفكرين ومناضلين ووجهاء وأعيان هذه المعرفة التي تمتد لأكثر من 45 عاماً لا يمكن أن يقبلوا بعضهم البعض.. ولا يمكن أن يكون لمن تشبع بالخيانة والتآمر على وطنه وشعبه، مكان في أوساطهم، لأن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وحدويون حتى العظم، ولا يقبلون بغير الوحدة بديلاً، وأنه من الخيانة أن يقوم هادي بتجنيد أبناء الصبيحة والضالع وردفان ويافع وأبين ولحج ليقاتلوا إخوانهم، من أجل إشباع رغبته في السلطة، متناسياً أن أفعاله هذه لن ينساها اليمنيون، وستولّد أحقاداً وثارات لن تنتهي، وأنه بهذا يخدم أعداء اليمن وأعداء الثورة والجمهورية والوحدة، وأنه من أجل تربّعه على كرسي السلطة جعل اليمن عرضة لأبشع عدوان عبر التاريخ، حيث يقصف يومياً بالصواريخ الجوية والبحرية، وتنتهك السيادة اليمنية وتدنّس الأرض اليمنية، ويجري تنفيذ مخططات تفتيت وتمزيق وشرذمة اليمن، بمباركة هادي وأعوانه من المرتزقة وفي المقدمة حركة الإخوان المسلمين التي تشكّل بتوجهاتها الخبيثة الخطر الأكبر على اليمن وعلى الأمة العربية والإسلامية.
وأكد الزعيم علي عبدالله صالح انه كان الاجدر بالفار هادي ان يسلم السلطة كما تسلمها يوم 27 فبراير لكنه هرب وعاد ليقاتل على السلطة ناصحا اياه بان يعود الى منزله ويعيش كمواطن مثله وأي مواطن آخر.
وأشار رئيس الجمهورية الأسبق إلى أن الفار هادي هو من ادخل انصار الله صنعاء ووقع على وثيقة شراكة وطنية معهم ومع كل القوى السياسية ولكنه وكان يريد من أنصار الله أن يتحوّلوا الى موظفين عنده وهذا مستحيل، فهرب من صنعاء مذكرا بان هادي لديه خبرة في الهروب حيث هرب في عام 86 من عدن الى صنعاء ثم فرّ من صنعاء إلى عدن عام 2015م ومن عدن إلى الغيضة ومن الغيضة إلى عُمان، متسائلاً فاين سيكون فراره للمرة الرابعة هل إلى جيبوتي أمْ إلى تبوك.
وأكد الزعيم صالح ان صنعاء على استعداد لاستقبال هادي هذه المرة ولكن بشرط أن يتم محاكمته كمجرم حرب وقاتل، خرب كل قرية وكل بيت وكل محافظة فليس هناك قرية او محافظة أو بيت إلّا وهو يئن وفيه شهيد او جريح أو مزرعة أو مصنع إلّا وقد دُمّر.
وأكد رئيس المؤتمر ان تحالف المؤتمر مع انصار الله هو تحالف ضد العدوان وقال: نعم نحن متحالفين مع انصار الله ضد العدوان ومن حقنا ان نتحالف ضد العدوان وسيستمر هذا التحالف الى ان ينتهي العدوان.
مضيفاً: هادي هو راعي الارهاب في ابين في مارب في حضرموت في عدن في تعز في البيضاء وتحارب مع دول أجنبية ضد بلدك انت تدمر الشعب.
واكد رئيس المؤتمر الشعبي العام، أنه ليس نادماً على تسليم السلطة في مثل هذا اليوم بل يعتبرها تاجا على راسه وقال: نحن لسنا نادمين على تسليم علم الجمهورية اليمنية في مثل هذا اليوم بالعكس هو تاج على روسنا اننا سلّمنا السلطة سلميّاً وسلّمنا علم الثورة والجمهورية والوحدة.
وأشار الزعيم صالح الى تحالف هادي مع حركة الاخوان المسلمين الذين يجب ان يحاكموا ويدرجوا ضمن قوى الارهاب وأن أصل الإرهاب ومنبعه هو حركة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أنه يعرف الإخوان المسلمين منذ العام 72م معرفة دقيقة، والتي حاولت بعد مجيء التعدّدية السياسية بعد إعلان الوحدة المباركة التنصّل من كلمة إخوان مسلمين وسموا أنفسهم (الإصلاح) مخاطبا إياهم: تظلوا اخوان مسلمين وقياداتكم كانت في المانيا وقياداتكم في مصر وقياداتكم في صنعاء من السوريين واسمائهم تعرفونها مثل ما أعرفكم، الذين كانوا يأتون الى صنعاء من جامعة محمد بن سعود التي تخرجت منها حركة الإخوان المسلمين، كل هذه المصائب هي من حركة الإخوان المسلمين في اليمن وفي الخليج كلها ومصدرها جامعة محمد بن سعود، مضيفاً: صحيح بدأت حركة الإخوان المسلمين في مصر لكن أساس الأكاديمية الاخونجية الإرهابية هو جامعة محمد بن سعود، معظمكم شباب يجب ان تقرأوا عن حركة الإخوان المسلمين وتعرفونهم على حقيقتهم.
واختتم الزعيم علي عبدالله صالح حديثه في إجتماع اللجنة العامة بالتأكيد بأن يوم 27 فبراير سيظل علامة فارقة في تاريخ شعبنا الحديث الذي جسّد حضاريته وإيمانه الراسخ بالنهج الديمقراطي خياراً ووسيلةً لحياته السياسية القائمة على التعدّدية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة واحترام الرأي والرأي الآخر وكفالة الحريات العامة والخاصة.
متمنياً لقيادة المؤتمر ممثله باللجنة العامة ولجنتها الدائمة ووزرائها في حكومة الانقاذ التوفيق والنجاح في عملهم التنظيمي في الميدان والإلتقاء بجماهير المؤتمر وتلمّس قضاياهم وشحذ هممهم لما فيه خدمة المؤتمر وتطوير أدائه، موجهاً وزراء المؤتمر والتحالف بالتفاهم والإبتعاد عن المماحكات والترفّع فوق كل الصغائر، مؤكداً أن أمامنا عدوان غاشم، وعلينا أن نواجه العدوان بكل صلابة مهما كانت التحدّيات.
هذا وكان الإجتماع قد وقف أمام التطورات والمستجدات في الساحة الوطنية والتصعيد العسكري لتحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد بلادنا، واستمرار ارتكابه جرائم حرب بحق شعبنا من أطفال ونساء وتدمير للبنى التحتية وتشديد الحصار الجائر على الموانئ اليمنية والذي يفاقم من الاوضاع الانسانية للملايين من أبناء شعبنا اليمني العظيم الصامد في وجه هذا العدوان الهمجي..
وحيا الإجتماع التحوّلات الوطنية العظيمة التي حققها المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح ومن ذلك تجسيده لأول عملية التبادل السلمي للسلطة في 27 فبراير عام 2012م، والذي انقلب على هذا النهج الفار هادي، وأن هذا الحدث التاريخي سيظل مفخرة لكل الأجيال، وسيواصل شعبنا اليمني مسيرته النضالية للحفاظ على مثل هذه المكاسب الديمقراطية الحضارية والتي تؤكد ان عملية التبادل السلمي للسلطة هي الطريق الأمثل لاستقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والإجتماعية والأمنية وأن محاولات الانقلاب على هذا النهج لن يكتب له النجاح حتى وان استقوى المهووسون بالسلطة بالخارج ضد شعبهم ووطنهم.
هذا وحيت اللجنة العامة واحزاب التحالف صمود شعبنا في وجه العدوان المتغطرس، وأشادت بما يسطّره أبطال الجيش واللجان والمتطوعون من أبناء القبائل من ملاحم بطولية في مختلف جبهات الشرف والفداء ذوداً عن الوطن وسيادة واستقلال شعبنا.
وأكدت اللجنة العامة على أهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه الشعب اليمني وفي مقدمة ذلك استصدار قرار لوقف الحرب ورفع الحصار الجائر على شعبنا وبلادنا.