عبدالله الصعفاني - لا بأس من تجديد الحديث عن الأمور المؤلمة .. ففي الإعادة إفادة ، حتى لو أن الألم نفسه يرفض المغادرة لننساه ونتذكره.
♢ يكفي أننا في زمن قتل الشعب اليمني وتدمير مقدراته باسم شرعية يمنية صارت بؤرة تختزل مفهوم السقوط الوطني البشع.
♢ محسوبون على اليمن بل " وشرعيون " -كما يكررون- لكنهم يمارسون الإخفاء الشهري لخمسة وسبعين مليارا هي المرتبات التي تمثل الدورة الاقتصادية للحياة ثم يكررون إطلالاتهم من القنوات الفضائية ليتحدثوا عن اليمن وتحرير اليمن.
♢ ولا يوازي ذلك في البشاعة إلا حكوميون آخرون يمضغون التعاسة على طريقتهم فيستكثرون على شعبهم حتى وضعه في صورة تفاصيل ما يحدث، وماهي الصورة والأفق والخيارات المتاحة؟ بل إنهم ما يزالون عند ذات الركون والرهان على أن يأتي الحل من الظالمين والمغضوب عليهم .. الضآلين .. (منتهى الحماقة والاستغفال)!
♢ هل هناك أبشع من مسئولين يتجاهلون كون أن طفلاً يمنياً يموت بالقتل أو الجوع وغياب الرعاية الحياتية والصحية كل عشر دقائق ..؟ لايزال موسم سقوط الأقنعة يواصل الحضور وجذوة العدوان متقدة، فيما كبار القوم دائخون في غيبوبة الزمن .
♢ الأدهى والأمرّ أن الاستخفاف بالعقول والعبث بالقلوب وصل بالعدو العربي (الشقيق) والأجنبي (الصديق) درجة الجمع بين إثبات وجهه القبيح وبين إصراره على دعوتنا لامتداح جماله .
♢ حتى بلاد فارس التي جاءت ماكينات تدمير اليمن وقتل شعبه من أجلها استمرأت الدور العدواني على طريقتها فتحولت التصريحات الإيرانية إلى وقود للحقد العربي، مرة بأن صنعاء صارت العاصمة الرابعة المتشحة بثياب طهران ، وأخرى بحديث القواعد والصواريخ ، وثالثة باستمراء مهزلة القول: سننسحب من اليمن .. ولا عزاء لسفينة الماء التي غادرت مضيق هرمز وفقدت البوصلة فلم تصل الحديدة حتى الساعة .
♢ الكارثة أن داخل اليمن من المغرر بهم من لا يزال غير قادر على التقاط دروس حرب الإهلاك المدفوعة بالغطرسة ، فصار يتعاطى مع احتراب مناطقي داخلي على ذمة وَهْم الأقاليم ليصبح حال لسان هؤلاء وأولئك من الخاسرين القول الفاجر :
وكنت فتى من جند إبليس فارتقى ..
بيَ الحال حتى صار إبليس من جندي.
♢ حكمتك يارب
|