عبدالله محمد الارياني - المؤتمر الشعبي العام هو تنظيم شعبي جماهيري يضم كافة فئات المجتمع بمختلف اطيافها، تنظيم عميق الجذور والاهداف والمبادئ، واسع الافق والامتداد، شامل الرؤى والطموحات، متناسق الامواج التنظيمية بحيث لا يمكن لأي موجة القفز على اخرى دون التدرج التسلسلي لأمواج لوائحه التنظيمية.
فالمؤتمر الشعبي كتنظيم عريق ورائد تحكمه لوائح تنظيمية صلبة ليس بالإمكان تجاوزها تحت اية مبررات أو ضغوطات، الا في ظروف استثنائية تنظمها لوائح محددة وبما يوائم متطلبات المرحلة وتعود بالنفع العام للتنظيم.
هذه الاسس التي يقوم عليها المؤتمر الشعبي العام هي من جعلته يصمد بوجه اعتى العواصف السياسية التي حاولت النيل منه، رغم انه تعرض لعواصف قوية منها داخلية ومصدرها قيادات عليا في التنظيم وخارجية مصدرها القوى السياسية الاخرى التي تحكمها أجندة خارجية متنوعة ليبرالية وراديكالية رجعية ومتطرفة ايديولوجياً.
فالمؤتمر الشعبي العام أُنشئ بناء على مطلب شعبي جماهيري يمني خالص اقتضته المرحلة وانطلق بمبادئه وأهدافه من واقع معاناة الامة ومتطلبات البناء ووحدة الهدف المتمثل بتحقيق الوحدة اليمنية كنواة للوحدة العربية ولم ينشأ كامتداد لقوى أو اجندة خارجية، فأصبح بذلك نموذجاً مشرفاً للتنظيمات السياسية اليمنية من حيث اعتبارات الاعتدال والمشاركة والتعددية وكان له النصيب الاوفر بالاستهداف نتيجة هذه الاعتبارات الثلاث.
إن ما عاناه المؤتمر الشعبي العام طيلة الاعوام السبعة الاخيرة من استهداف زادته متانة وثباتاً رغم الانتكاسات التي تعرض لها بفعل المتشدقين بعضويته ممن كانوا من ضمن قيادته العليا التي سلخت نفسها عنه، ظناً منها انه سينهار، معتقدين بما كان يروج له بأنه تنظيم يتبع لأشخاص وليس تنظيماً يتبعه اشخاص، ففشل آنذاك المتشدقون من تلك القيادات، الا انهم اليوم يحركون متشدقيهم وابواقهم من القيادات الوسطى والقواعد لإثارة الزعزعات والانقسامات داخل التنظيم تحت مبررات ومسميات متنوعة ومتعددة، وانا على ثقة بأنهم سيفشلون كما فشل أسيادهم سابقاً، فالمؤتمر الشعبي العام استوعب الدرس وامتص الصدمة واضاف الى رصيده درجات عالية من المرونة في التعامل المسؤول مع المستجدات كونه يدرك أن معركته في أوجها مما يستوجب عليه توقع أسوأ الاحتمالات.
أيها المتشدقون يامن تدَّعون حبكم وولاءكم لتنظيم الوطن الكبير لماذا هذا التسابق المحموم على شرفيات لا تتوافق مع رصيدكم التنظيمي، ولماذا تختلقون النزاعات والانقسامات التي تظنون أنها ستعيق دوران عجلة التنظيم.. أيها المتشدقون اعلموا أن المؤتمر الشعبي العام ليس شعارات زائفة، ولا مراكز يفتقد روادها الى الكفاءات والخبرة، ولا هو مجرد شهائد كرتونية تعلق على حائط المنزل.
يكفيكم تشدقاً فالمؤتمر ليس مؤسسة خاصة تتبع فلاناً وعلاناً أو تعمل لشلة فلان وعلان، المؤتمر تنظيم جماهيري يعمل بصيغ تكاملية تكافلية تنظمها لوائح وقوانين تنظيمية يجب الالتزام والتقيد بها، باعتبارها دستوراً مقدساً ينظم العمل بمختلف جوانبه التنظيمية، وينظم العلاقة بين اعضائه بمستوياته الثلاث.المجد والخلود للشهداء..الشفاء العاجل للجرحى..النصر لقضية أمتنا..
ولا نامت أعين الجبناء.
|