عبدالسلام الدباء -
الحديث عن الحركة الشبابية والرياضية قبل قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المباركة في العام ٢٦٩١م، أشبه بالحديث عن ثورة المعلومات الالكترونية »التي نعيشها اليوم« في أواسط القرن »العشرين« الماضي، وربما ترجح الكفة للأخيرة. فالنظام الإمامي البائد لم يكن يولي هذا القطاع أي نوع من الاهتمام بل على العكس من ذلك بحسب شهادات العديد من الشخصيات التي عاصرت تلك المرحلة، فقد كان النظام الإمامي يعمد الى تهميش الشباب وتشتيت جهودهم وتجهيلهم وافقارهم ومحاربة أي نشاط طوعي يجمعهم أو يكون سبباً للقاء والتفاهم فيما بينهم وكان يخشى ذلك النظام البائد من أن يصبح ذلك النشاط أو التجمع الشبابي والرياضي وسيلة لخلق فرص اللقاء والتعارف والتحاور في مختلف قضايا وهموم وطموحات ابناء الوطن في ذلك الوقت وتوحيد أهدافهم وتطلعاتهم من أجل حياة أفضل تبدأ بالوقوف في وجه الظلم ومقارعة الطغاة وتنتهي بالانتصار لحرية الوطن والمواطن من الاستبداد والظلم والعمل على بناء المجتمع التعاوني العادل الذي يتساوى فيه جميع أبناء الشعب في الحقوق والواجبات وتسخير طاقات ابناء الشعب من أجل القضاء على الجهل والظلم والفقر وصنع المستقبل المأمول لليمن الجديد.. ولذلك فإن النظام الإمامي لم يكن يولي قطاع الشباب أية عناية أو اهتمام على الاطلاق فلم يكن هناك أنشطة شبابية من أي نوع سواءً أكانت ثقافية أو فنية أو اجتماعية ولم يكن مسموحاً للشباب بإنشاء المنظمات الشبابية الطوعية أو الخدمية أو الابداعية أو غيرها. ولم يكن النشاط الرياضي أحسن حالاً من النشاط الشبابي الثقافي والاجتماعي، حيث تعمد النظام الإمامي الكهنوتي في تغييب النشاط الرياضي وإن وجد في حالات محدودة لا تكاد تسمى فإنه لا يعد أكثر من كونه نشاطاً فردياً أو محدوداً بشكل ذاتي لا يحظى ممارسوه بأي شكل من أشكال الدعم والتشجيع والاهتمام فلا توجد أندية رياضية حقيقية ولا مسابقات أو بطولات ولا حوافز أو مزايا ولا أي شيء مما هو موجود اليوم. ومما سبق فإننا نجد اليوم ونحن نعيش الذكرى الـ٥٤ لقيام الثورة السبتمبرية الخالدة أن عظمة هذه الثورة تتجلى في العديد من المكاسب والمنجزات العملاقة في شتى مجالات الحياة المختلفة ومنها جانب الشباب والرياضة الذي حظي بالعديد من مكاسب ومنجزات الثورة والوحدة التي تقف اليوم ماثلة للعيان شاهدة على عظمة الثورة وعدالتها ومنجزاتها الباهرة على أكثر من صعيد سواءً في مجال المنشآت والبنى التحتية للحركة الرياضية والشبابية في عموم اليمن أو من حيث التوسع في النشاط على المستوى الأفقي والنوعي وإعداد الكادر الشبابي والرياضي القاد على الإبداع والمنافسة في شتى المحافل والمناشط والمسابقات على المستوى الداخلي أو على المستوى الخارجي اقليمياً أو قارياً.. فأصبح شباب ورياضيوا اليمن اليوم يرسمون لوحات الإبداع والتفوق بألوان زاهية يشار إليها بالبنان.. والقادم »بإذن الله« سيكون أجمل.