السبت, 06-أكتوبر-2007
النظام‮ ‬الرئاسي‮ .. ‬مزايا‮ ‬واسعة

توفير‮ ‬الاستقرار‮ ‬السياسي‮ ‬لمرحلة‮ ‬انتخابية‮ ‬كاملة‮ ‬وتأمين‮ ‬فرصة‮ ‬أفضل‮ ‬لعمل‮ ‬الحكومة

سلطة‮ ‬تنفيذية‮ ‬قوية‮ ‬تتخطي‮ ‬الجمود‮ ‬القانوني‮ ‬والبيروقراطي‮ ‬والعمل‮ ‬بسرعة‮ ‬ودينامية

معالجة‮ ‬الأوضاع‮ ‬الأمنية‮ ‬بقوة‮ ‬وتحقيق‮ ‬الخدمات‮ ‬الأساسية‮ ‬للمواطنين‮ ‬في‮ ‬وقت‮ ‬قياسي

اعداد‮ : ‬وحدة‮ ‬المعلومات
❊ النظام الرئاسي نوع من أنظمة الحكم يضع الهيئة التنفيذية بيد رئيس الدولة وهو رئيس الصفوة الحاكمة يعاونه مجموعة وزراء يعدون بمثابة مستشارين "وأحياناً يطلق عليهم اسم سكرتير كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية" ويكون رئيس الدولة هو رئيس الحكومة بالوقت‮ ‬نفسه،‮ ‬ويكون‮ ‬غير‮ ‬مسؤول‮ ‬سياسياً‮ ‬أمام‮ ‬السلطة‮ ‬التشريعية،‮ ‬ويختار‮ ‬رئيس‮ ‬الدولة‮ "‬الحكومة‮" ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الشعب‮ ‬بشكل‮ ‬مباشر‮ ‬أو‮ ‬غير‮ ‬مباشر‮. ‬
ويرى‮ ‬البعض‮ ‬أن‮ ‬النظام‮ ‬الرئاسي‮ ‬هو‮ "‬ذلك‮ ‬النظام‮ ‬الذي‮ ‬ترجح‮ ‬فيه‮ ‬كفة‮ ‬رئيس‮ ‬الدولة‮ ‬في‮ ‬ميزان‮ ‬السلطات‮".‬

نشأة‮ ‬وتطور‮ ‬النظام‮ ‬الرئاسي
لقد كان لآراء لوك مونتسكيو في الفصل بين السلطات تأثير كبير على واضعي دستور الولايات المتحدة الأمريكية في سنة1787 فأقاموا نظامهم السياسي على أساس ذلك المبدأ وقد كان قصد واضعي الدستور الأمريكي اعتماد الفصل المطلق بين السلطات وتحقيق المساواة بينها، غير أن النصوص الدستورية التي قررها أسفرت عن فصل نسبي سمح ببعض التداخل في الاختصاصات كما إن العمل قد أدى إلى رجحان كفة السلطة التنفيذية ممثلة برئيس الدولة، وهذا النظام يختلف اختلافاً كبيراً عن الأنظمة المسماة خطأ بالرئاسية مثل بعض نظم دول أمريكا اللاتينية أو مصر وهي ليست بذات المعنى القانوني والسياسي في الولايات المتحدة الأمريكية ففي مصر مثلاً يمكن لمجلس الشعب إقالة وزير وفقاً للمادة "126" من الدستور المصري والتي نصت على المسؤولية السياسية الفردية لكل وزير على حده إذ نصت على أن لمجلس الشعب أن يقرر سحب الثقة من أحد نواب الرئيس لمجلس الوزراء أو أحد الوزراء أو نوابهم وسحب الثقة يكون بناءً على تصويت مجلس الشعب عقب استجواب تمت مناقشته ومع هذا تم وضع عدة شروط وضمانات لذلك العمل بيد أنه نص على إمكانية تدخل السلطة التشريعية بعمل السلطة التنفيذية وهناك أيضاً المسؤولية الجماعية للوزراء‮ ‬أمام‮ ‬البرلمان‮ ‬التي‮ ‬نصت‮ ‬عليها‮ ‬المادة‮ "‬127‮" ‬من‮ ‬الدستور‮ ‬المصري‮ ‬وهذا‮ ‬غير‮ ‬موجود‮ ‬في‮ ‬أسس‮ ‬النظام‮ ‬الرئاسي‮. ‬
إن أساس فكرة إقامة نظام سياسي يعتمد على مبدأ الفصل بين السلطات وهو النظام الرئاسي كانت أفكار إذ وجد مونتسكيو إن القضاة كانوا قابلين للعزل في وقت كانوا فيه خاضعين لسلطة الملك يتصرفون حسب ما يوصي إليهم به، وكانت الأمور تسير على أساس التنكيل بخصوم الملك وتبرئة أنصاره، وبالرغم من تغير وضع القضاة بعد الثورة إذ أصبحوا غير قابلين للعزل إلا بقرار من البرلمان إلا إن هذا التغير في الوضع لم يضمن لهم الاستقلال الكامل في قضائهم والحياد والنزاهة في إحكامهم لأنهم كانوا خاضعين ومتأثرين باتجاهات وميول حزب الأغلبية في البرلمان، وهذا ما دفع لوك إلى إدراج القضاء بين سلطات الدولة التنفيذية وعدم اعتباره سلطة مستقلة، لكننا نلاحظ أن القضاء أصبح بمضي الزمن سلطة مستقلة لها ضماناتها وحقوقها.. وبمرور الزمن استطاع الرئيس الأمريكي الاستئثار بالعديد من السلطات والصلاحيات مما أدى إلى رجحان كفة الرئيس باعتباره مرشح الأمة وممثل الشعب بأكمله وكذلك من خلال السلطات الممنوحة له من قبل البرلمان "الكونجرس" نفسه فالصلاحيات المالية التي يتمتع بها الرئيس قد فوضت إليه وفقاً للقوانين التي صدرت بخصوص الميزانية والحساب الختامي في عام1921.
وبتوالي الأحداث وانتشار النموذج الأمريكي في الحكم والديمقراطية أدى ذلك إلى محاولة العديد من دول العالم نقل النموذج الأمريكي، لكن الحقيقة تشير إلى أن الكثير من بلدان العالم لم تنجح في مسعاها ذاك لأسباب تختلف من بلد لآخر بسبب اختلاف المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية... الخ، فالدستور والنظام السياسي هو وليد البيئة الاجتماعية وليس حدثاً طارئاً عليها، ويجب الإشارة إلى أن الدستور الأمريكي وغيره من الدساتير التي أخذت بالنظام الرئاسي قد تأثرت بشكل كبير بآراء مونتسكيو وخصوصاً كتابه روح القوانين‮ ‬Siprit‭ ‬of‭ ‬Laws‮ ‬الذي‮ ‬بين‮ ‬فيه‮ ‬نظريته‮ ‬الخاصة‮ ‬بمبدأ‮ ‬الفصل‮ ‬بين‮ ‬السلطات‮. ‬

أسس‮ ‬النظام‮ ‬الرئاسي
إن‮ ‬النظام‮ ‬الرئاسي‮ ‬يقوم‮ ‬على‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬الأسس‮ ‬والمتطلبات‮ ‬التي‮ ‬يتميز‮ ‬بها‮ ‬عن‮ ‬غيره‮ ‬من‮ ‬الأنظمة‮ ‬السياسية‮ ‬الأخرى‮ ‬ويمكن‮ ‬الإشارة‮ ‬إلى‮ ‬هذه‮ ‬الأسس‮ ‬والمتطلبات‮ ‬بالآتي‮:‬
أولا‮: ‬وجود‮ ‬رئيس‮ ‬دولة‮ ‬منتخب‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الشعب‮ ‬بطريقة‮ ‬مباشرة‮ ‬أو‮ ‬غير‮ ‬مباشرة‮ :‬
يقوم النظام الرئاسي على وجود رئيس دولة منتخب من قبل الشعب، ويجمع بين صفة رئيس الدولة ورئيس الحكومة.. وقد قصد واضعو الدستور الأمريكي مثلاً بذلك تحقيق المساواة ما بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية فقد ركزوا السلطة التنفيذية بيد رئيس الدولة المنتخب من الشعب، ولذلك أصبح في مركز متعادل مع البرلمان الذي يستمد سلطته من الشعب هو الآخر وكذلك لتفاصيل أكثر حول الظروف التي أدت إلى استئثار الرئيس بالقيادة الأمريكية توضع للنظام الرئاسي لكن الواقع العملي أثبت أن الكفة تميل لصالح الرئيس إذ أنه ممثل الشعب بأكمله ويتمتع بتأييد غالبيته، بينما النائب في البرلمان وإنْ كان ممثل الشعب بأكمله إلا إنه لا يتمتع بالأغلبية إلا في دائرته الانتخابية.. والتطور العلمي والثقافي أدى إلى ازدياد دور السلطة التنفيذية وتزايد اختصاصها مع جعل الرئيس يتمتع بقوة ونفوذ في مواجهة البرلمان.
إن الشعب هو من ينتخب رئيس الجمهورية وليست الهيئة النيابية وذلك عن طريق الاقتراع العام سواء أكان مباشراً أم غير مباشر-لذا- فإن رئيس الدولة هو نفسه رئيس الحكومة وهذا يعني أنه لا يوجد فصل بين منصبي رئيس الدولة ورئيس السلطة التنفيذية "رئيس الحكومة"، وتظهر لنا عملية‮ ‬الانتخاب‮ ‬ووحدة‮ ‬المركز‮ ‬بين‮ ‬رئيس‮ ‬الدولة‮ ‬ورئيس‮ ‬الحكومة‮ ‬أن‮ ‬النظام‮ ‬الرئاسي‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬تطبيقه‮ ‬في‮ ‬النظام‮ ‬الملكي‮. ‬
وفي الولايات المتحدة الأمريكية ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع العام وعلى درجتين "مرحلتين"، ولكن المندوبين الذين ينتخبون الرئيس إنما يتلقون في الواقع- وكما يؤكد ذلك موريس دوفرجيه- توكيلاً على سبيل الإلزام ولكن ما زالت واقعة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية ماثلة في الأذهان إذ إن المرشح الديمقراطي ال غور قد فاز في الاستقصاءات العامة "انتخابات الدرجة الأولى" بينما فاز المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش في الانتخابات النهائية "انتخابات الدرجة الثانية" وعلى هذا الأساس فإن مسألة التوكيل على سبيل‮ ‬الإلزام،‮ ‬قد‮ ‬تكون‮ ‬واقعة‮ ‬قانونية‮ ‬بيد‮ ‬إنها‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬نفسه‮ ‬مسألة‮ ‬نسبية‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الأحوال‮. ‬
ويتضح‮ ‬مما‮ ‬سبق‮ ‬أيضاً‮ ‬أن‮ ‬الرئيس‮ "‬رئيس‮ ‬الدولة‮" ‬يسود‮ ‬ويحكم‮ ‬في‮ ‬نفس‮ ‬الوقت،‮ ‬بل‮ ‬إنه‮ ‬يتمتع‮ ‬بصلاحيات‮ ‬وسلطات‮ ‬واسعة‮ ‬جداً‮. ‬

ثانيا‮: ‬الفصل‮ ‬شبه‮ ‬المطلق‮ ‬ما‮ ‬بين‮ ‬السلطات‮:‬
إن الأساس الذي يقوم عليه النظام الرئاسي هو مبدأ الفصل بين السلطات، ولهذا المبدأ تاريخ قديم يعود إلى فلاسفة الاغريق إذ رأى افلاطون ضرورة توزيع وظائف الدولة وأعمالها المختلفة على هيئات متعددة مع إقامة التوازن والتعادل بينهما حتى لا تستبد هيئة بالحكم في الدولة فتضطرب أحوالها ويؤدي ذلك إلى حدوث ثورات وانقلابات.. الخ، لذلك نرى أن افلاطون قد رأى ضرورة فصل وظائف الدولة وفصل الهيئات التي تمارسها عن بعضها على أن تتعاون كلها للوصول إلى الهدف النهائي، أو الرئيسي للدولة وهو تحقيق النفع العام للشعب وفي سبيل عدم انحراف هيئات‮ ‬الحكم‮ ‬عن‮ ‬اختصاصها‮ ‬وأهدافها‮ ‬تقرر‮ ‬لها‮ ‬بعض‮ ‬الوسائل‮ ‬الرقابية‮ ‬فيما‮ ‬بينها‮.‬
ومع أن البعض يرى أن النظام الرئاسي يقوم على الفصل التام بين السلطات، إنهم استخدموا عبارة الفصل بين السلطات وهم يقصدون مجرد توزيع السلطات بين هيئات مختلفة دون أن يستلزموا إقامة فصل جامد أو حواجز منيعة بين تلك الهيئات.
لقد تصور رجال الثورة الفرنسية أن الدولة التي لا تقوم على مبدأ فصل السلطات تفقد أساسها الدستوري.. وفسروا مبدأ الفصل بين السلطات بمعنى الفصل التام والمطلق والجامد ما بين السلطات، إذ تنفى كل علاقة أو تداخل بين الهيئات التي تتولى هذه السلطات، وفوق هذا وذاك لم يجعل رجال الثورة الفرنسية من مبدأ الفصل بين السلطات مجرد وسيلة لتحديد السلطة أو ضمانة لحريات الأفراد بل وجدوا فيه مبدأ قانونياً يسند إلى كل وظيفة من وظائف الدولة جزءاً منفصلاً ومستقلاً عن أجزاء السيادة الأخرى وتأسيساً لذلك تأسس أول دستور للثورة الفرنسية في‮ ‬عام‮ ‬1791‮ ‬الذي‮ ‬جعل‮ ‬كل‮ ‬سلطة‮ ‬مستقلة‮ ‬تماماً‮ ‬عن‮ ‬السلطات‮ ‬الأخرى‮ ‬متأثراً‮ ‬بالدستور‮ ‬الأمريكي،‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬أدى‮ ‬في‮ ‬فرنسا‮ ‬إلى‮ ‬الاستبداد‮ ‬وقمع‮ ‬الحريات‮ ‬وإقامة‮ ‬أبشع‮ ‬صور‮ ‬الإرهاب‮.‬
إن النظام الرئاسي يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات لذلك نجد الدستور الأمريكي يجعل اختيار القضاة بالانتخاب وينص على عدم إمكانية تعديل نظام المحكمة الاتحادية العليا إلا وفقاً للأوضاع الخاصة بتعديل الدستور نفسه، وكذلك عدم إمكانية الجمع بين العضوية البرلمانية والمنصب الوزاري في مقابل عدم مسؤولية الرئيس والوزراء سياسياً أمام البرلمان، ولا يحق للرئيس بالمقابل حل البرلمان سواء بالنسبة لمجلس الشيوخ أو لمجلس النواب، وليس للوزراء أن يحضروا جلسات مجلس البرلمان بهذه الصفة.
ولكن في حقيقية الأمر ليس فصلاً مطلقاً وإنما توجد له بعض الاستثناءات فلرئيس الجمهورية حق الاعتراض على مشروعات القوانين التي وافق عليها البرلمان، ولكنه اعتراض توفيقي فقط إذ إن البرلمان يستطيع إقرار القانون الذي اعترض عليه الرئيس وجعله نافذاً مباشرةً دون اشتراط موافقة الرئيس في حالة موافقة ثلثي أعضاء البرلمان على المشروع، وفي المقابل يقر الدستور الأمريكي بعض الامتيازات لمجلس الشيوخ يمارسها تجاه السلطة التنفيذية فيستلزم موافقة مجلس الشيوخ لتعيين بعض كبار موظفي الدولة مثل السفراء وقضاة المحكمة الاتحادية العليا وكذلك ضرورة موافقته في مسألة المعاهدات والاتفاقات الدولية ، إذ إن موافقة مجلس الشيوخ ضرورية ولازمة لإبرام أية معاهدة أو اتفاقية دولية ولعل حادثة عصبة الأمم التي هندسها الرئيس الأمريكي الأسبق ويلسن بعد الحرب العالمية الأولى وفي مؤتمر فرساي عام1920 إلا إن عدم‮ ‬موافقة‮ ‬مجلس‮ ‬الشيوخ‮ ‬عليها‮ ‬حال‮ ‬دون‮ ‬دخول‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬الأمريكية‮ ‬للعصبة‮. ‬
ثالثا‮: ‬اختيار‮ ‬الوزراء‮ "‬الحكومة‮" ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬رئيس‮ ‬الدولة‮ ‬فقط‮ ‬دون‮ ‬تدخل‮ ‬من‮ ‬السلطات‮ ‬الأخرى‮ ‬ويكونون‮ ‬مسؤولين‮ ‬أمامه‮ ‬فقط‮. ‬
سبق وأنْ بينَّا أن تعيين كبار موظفي الدولة لا يتم الا بموافقة مجلس الشيوخ فإنه قد جرى عرف في الأنظمة الرئاسية وخصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية- أن يقوم رئيس الدولة دون تدخل من احد بتعيين وزرائه أو مساعدية وهو يعينهم كما يحق له إقالتهم دون تدخل من احد وهكذا ظفرت السلطة التنفيذية متمثلة بشخص رئيس الدولة بصلاحيات واسعة وسلطات عظيمة.. ويسيطر الرئيس تماماً على وزرائه ويخضعون له ولهم سلطات استشارية فقط معه، مما يروى عن سيطرة الرئيس على وزرائه أن الرئيس الأمريكي الأسبق لنكولن قد لاحظ عند استشارته لوزرائه في إحدى المسائل أنهم أجمعوا على رأي مخالف لرأيه فلم يعتد برأيهم وقال بابتسامة ساخرة"سبعة قالوا لا، واحد قال نعم، إذاً هي نعم صاحبة الأغلبية" واتخذ قراراً مخالفاً لرأي مستشاريه- وزرائه-، ومن جهة أخرى فإن الوزراء لا يسألون أمام أية جهة أخرى عدا مؤسسة الرئاسة ممثلة بالرئيس، وإنْ كان هناك المسألة الجنائية التي يرى البعض أنها قد تتحول إلى مسؤولية سياسية إذا كانت الأمور قد سارت بهذا الشكل وذلك الاتجاه لكنه أمر صعب ولعل قضية مونيكا لوينسكي التي عصفت بأركان البيت الأبيض في عهد رئاسة كلينتون خير دليل على ذلك.

رابعا‮: ‬المرونة‮ ‬الحزبية
إذ إن النظام الرئاسي يتطلب توافر درجة عالية من المرونة الحزبية، أي عدم التصويت ككتلة حزبية واحدة وقد يثير التساؤل لماذا؟ الجواب إن السلطة التشريعية تمتلك الكثير من السلطات ومن بينها السلطة المالية، والحكومة لا تنبثق من حزب الأغلبية البرلمانية في النظام الرئاسي أي قد يكون رئيس حزب رئيس الدولة لا يستند إلى أغلبية حزبية مماثلة في البرلمان، فإذا حصل تصويت لمسألة ما تقدمت بها السلطة التنفيذية، تتعلق بأمور مالية وكان هناك انضباط وصرامة حزبية وهناك معارضة للحكومة داخل البرلمان كان التصويت حتماً سيكون لغير صالح الحكومة، مما يعني حدوث نوع من الجمود الحكومي وعدم قدرة الحكومة على العمل وبالتالي إلغاء مبدأ الفصل بين السلطات، أما في حالة المرونة الحزبية فإن النائب لا يُلزم بالتصويت مع اتجاه حزبه بشكل قاطع.
وعلى‮ ‬هذا‮ ‬الأساس‮ ‬نرى‮ ‬إن‮ ‬الأحزاب‮ ‬في‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬الأمريكية‮ ‬أحزاب‮ ‬لا‮ ‬تقوم‮ ‬على‮ ‬قاعدة‮ ‬ايديولوجية‮ ‬واجتماعية‮ ‬وإنما‮ ‬تهدف‮ ‬إلى‮ ‬السيطرة‮ ‬على‮ ‬بعض‮ ‬المناطق‮ ‬الإدارية‮ ‬والسياسية‮.‬

مزايا‮ ‬النظام‮ ‬الرئاسي
‮- ‬توفير‮ ‬الاستقرار‮ ‬السياسي‮ ‬لمرحلة‮ ‬انتخابية‮ ‬كاملة‮.‬
‮- ‬تأمين‮ ‬استقرار‮ ‬الحكومة‮ ‬بغض‮ ‬النظر‮ ‬عن‮ ‬الاتجاهات‮ ‬الحزبية‮ ‬المعارضة‮. ‬
‮- ‬يوفر‮ ‬فرصة‮ ‬أفضل‮ ‬لعمل‮ ‬الحكومة‮ ‬وحرية‮ ‬الحكومة‮ ‬وفي‮ ‬المقابل‮ ‬يوفر‮ ‬للبرلمان‮ ‬حرية‮ ‬الحركة‮ ‬والمناقشة‮ ‬فللبرلمان‮ ‬سلطة‮ ‬مهمة‮ ‬لعل‮ ‬أبرزها‮ ‬يتركز‮ ‬في‮ ‬المسائل‮ ‬المالية‮.‬
‮- ‬إن‮ ‬الرئيس‮ ‬في‮ ‬النظام‮ ‬الرئاسي‮ ‬يتمتع‮ ‬بشعبية‮ ‬كبيرة‮ ‬وهيبة‮ ‬مهمة‮ ‬لأنه‮ ‬مرشح‮ ‬الأمة‮ ‬ومنتخب‮ ‬من‮ ‬الأمة‮ ‬بشكل‮ ‬مباشر‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬يعفي‮ ‬الرئيس‮ ‬من‮ ‬الولاءات‮ ‬الضيقة‮. ‬
- إنه نظام ناجح في البلدان ذات التجربة الديمقراطية المتكاملة والتي يكون فيها مستوى النضوج والوعي السياسيين عالياً لأن الديمقراطية لا تكتفي برسم حدودها لما يحق أو لا يحق أن تفعله، ولكنها أيضاً تحكم على بعض الأفكار والمعتقدات التي تجد لها مكاناً في أذهان بعض‮ ‬الأفراد‮ ‬من‮ ‬الشعب،‮ ‬بل‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬الأحيان‮ ‬السماح‮ ‬للعنصرين‮ ‬بالتظاهر‮ ‬والتعبير‮ ‬ضد‮ ‬هذه‮ ‬الجهة‮ ‬أو‮ ‬تلك‮ ‬باسم‮ ‬الديمقراطية‮ ‬وحرية‮ ‬الفكر‮ ‬وهذا‮ ‬غير‮ ‬موجود‮ ‬في‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬العالم‮ ‬الأخرى‮.‬

ومن‮ ‬الآثار‮ ‬الايجابية‮ ‬لهذا‮ ‬النظام‮ :‬
- يمكن أن يلعب الرئيس في النظام الرئاسي بعد انتخابه من غالبية الشعب دوراً رئيساً في تعزيز الوحدة الوطنية لا سيما إن كان يحظى بتأييد مهم من قبل معظم أطياف ومكونات الشعب إذ ينظر إليه كرمز للوحدة الوطنية.
‮- ‬إن‮ ‬وجود‮ ‬سلطة‮ ‬تنفيذية‮ ‬قوية‮ ‬برئاسة‮ ‬الرئيس‮ ‬سيساعد‮ ‬على‮ ‬تخطي‮ ‬حواجز‮ ‬الجمود‮ ‬القانوني‮ ‬والبيروقراطي‮ ‬والعمل‮ ‬بسرعة‮ ‬ودينامية‮ ‬لا‮ ‬سيما‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬اتخاذ‮ ‬القرارات‮ ‬الملحة‮ . ‬
- وجود رئيس جمهورية يتمتع بتأييد أغلبية أطياف الشعب يساعد على التخفيف إلى حد ما من الأزمات السياسية الداخلية التي يمكن أن تحدث في ظل وجود عدد هائل وكبير من الأحزاب السياسية المتقاربة من حيث موازين القوى والتأثير بشكل يضعف كثيراً من الأداء السياسي للحكومة ويهدد‮ ‬الاستقرار‮ ‬السياسي‮ ‬والأمني‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬الأنظمة‮ ‬السياسية‮ ‬الأخرى‮. ‬
‮- ‬أنه‮ ‬سيساعد‮ ‬على‮ ‬معالجة‮ ‬الأوضاع‮ ‬الأمنية‮ ‬بقوة،‮ ‬وتكون‮ ‬له‮ ‬القدرة‮ ‬على‮ ‬تحقيق‮ ‬الخدمات‮ ‬الأساسية‮ ‬التي‮ ‬تحتاج‮ ‬إلى‮ ‬عمل‮ ‬سريع‮ ‬وقوي‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-سبتمبر-2024 الساعة: 11:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4948.htm