لقاء/ بليغ الحطابي - طالب أكاديمون وسياسيون وإعلاميون المجلس السياسي وحكومة الانقاذ والأجهزة القضائية بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية لمحاكمة رموز العمالة والخراب المتورطين في فوضى 2011م والجرائم المتواصلة التي يرتكبونها بحق الشعب والوطن الى اليوم. وقالوا في أحاديث لـ«الميثاق»: إن افلات قادات الاصلاح والاشتراكي والناصري من العقاب إزاء ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب والوطن قد دفعهم الى المشاركة في المؤامرة الكبرى التي تقودها السعوية ضد اليمن.
وأعربوا عن استغرابهم أن يظل حميد الأحمر وبعض اخوانه وعلي محسن والزنداني واليدومي والعتواني والمخلافي يتنقلون في عواصم عربية ويتآمرون على اليمن ويشاركون العدوان السعودي في قتل الشعب اليمني وتدمير كل مقومات الحياة فيه، ورغم ذلك لا تُتخذ إجراءات رادعة ضدهم وفقاً للقانون، مؤكدين أن عدم محاكمة هؤلاء المجرمين وإصدار أحكام رادعة ضدهم وراء استمرار تهافت الكثير من المغرر بهم الى صفوف العمالة وخيانة شعبهم ووطنهم.
مشددين على ضرورة أن تتحرك الجهات المختصة لمحاكمة هؤلاء المجرمين لردع من تسول له نفسه خيانة الوطن والشعب.
في البدء تحدث الدكتور والمحلل السياسي عادل غنيمة قائلاً: إن ماحدث في فيما يسمى بثورات الربيع العربي يمثل بداية لما تعانيه اليمن من احداث وكوارث اقتصادية وقتل ودمار حيث كانت المطالب تتمثل في اسقاط النظام السياسي واحلال الفوضى، ومانشهده حالياً من تدمير لمنشآت الدولة واسقاط مؤسساتها بدءاً من الجيش الى المؤسسات الخدمية التعليمية والصحية، ومالم يتم تحقيقه بالقوة يتم استهدافه بالحرب الاقتصادية..
المحاسبة يمنياً
ويضيف:اذا كان هناك محاسبة للقيادات المتواطئة مع المخططات الخارجية لاحلال الفوضى الخلاقة وتقسيم اليمن فإن قانون العقوبات كفيل بمحاسبتهم لان مايحدث في اليمن من تدخل خارجي وعدوان سعودي خليجي غاشم يعود السبب الرئيس في حدوثه لساحات فوضى 2011م التي خرجت تطالب بالتغيير نحو الكارثة وهو ما حدث بالفعل فقد كانت اليمن موحدة واصبحنا مشطرين واقعاً، وكانت اليمن في أمن واستقرار واصبحنا نعيش في خوف ويواجه الشعب حروباً، وكنا في مستوى معيشي يليق بالانسان اليمني فأصبح اليوم 27 مليون يمني يواجهون مجاعة..
لذلك فإن محاكمة القيادات السياسية والعسكرية على جريمة تفكيك اليمن وافقاره وتدمير مؤسساته وبنيته التحتية والعمالة الصريحة لعدو اليمن التاريخي، كل تلك جرائم تستحق المحاكمة لان مايعتمل في اليمن من احداث ايامنا هذه إنما هو امتداد لما حدث في 2011م ولا يجب أن يفلتوا من العقاب.
راكبو الموجة وأهدافهم
الاكاديمي بجامعة البيضاء الدكتور محمد النضاري يقول: لن ينسى الشعب كوارث الأحداث التي يتعرض لها منذ فوضى عام 2011م ففي هذا العام تم استنساخ الربيع العبري بتحالف القوى التي لم تستطع الوصول للسلطة عبر صناديق الاقتراع، وارادوا الوصول اليها من الباب الخلفي عبر محاكاة ما حصل في تونس وليبيا، ورغم ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كان حكيماً وغلب مصلحة الوطن بتسليم السلطة سلمياً، الا ان ما كان مخططاً هو تدمير الوطن، وفعلاً شركاء الساحات والمكونون من أحزاب الاصلاح والاشتراكي والناصريين وانصار الله ركبوا موجة الشباب، وتحالفوا تحت مسمى اسقاط النظام.
وفي 21 فبراير 2012م، تم انتخاب هادي للرئاسة، ولكن هادي انحاز للتيارات التي كانت سبباً في خلق الفوضى، ومع مرور الوقت اراد ان يضرب احدهما بالآخر، فسمح لأنصار الله بتهجير اهل دماج ضرباً للاصلاح ولم يعمل شيئاً حيال تقدمهم من صعدة وصولاً لعمران،، وفعلاً نجح في التخلص من رموز الاصلاح الديني والسياسي والعسكري وخرجوا هاربين من اليمن، ولكن انقلب السحر على الساحر، ففر هو بنفسه بعد ان أصبح مسلوب الارادة، وبعد ان قدم استقالته ثم تراجع عنها، ولم يسمع احد حينها لنداءات المؤتمر الشعبي العام بعقد جلسات مجلس النواب وقبول الاستقالة، بل ذهب انصار الله الى الاعلان الدستوري وحل مجلس النواب، وبعد هروب هادي الى عدن أقدم على اتخاذ أخطر قرار ضد بلادنا وشعبنا عندما وافق على عاصفة الهدم في 26 مارس 2015م، وبرغم انه قال لا علم له بها، ولكنه شرعن لقتل اليمنيين بالتحالف مع الاصلاح الذي تحالف ضدهم واخرجهم من اليمن، ليتحد رفقاء العمالة من جديد تحت مسمى تحرير اليمن بينما هو عدوان لا مبرر له، وهم من سلموا اليمن الى عدوان يقوم بقتل البشر ويأتي على الحجر والشجر..ويضيف النضاري: ان موقفنا واضح هو ان يتوقف العدوان والاحتراب الداخلي وان يتوجه الجميع للمطالبة بمحاكمة كل مرتكبي الجرائم بحق الشعب ومن بينهم من يقيمون في مختلف الدول، وان تقوم الدول المعتدية بتعويض الشعب وإعادة اعمار اليمن، وان تتم انتخابات رئاسية وبرلمانية تعيدنا للنقطة التي تجاوزها الجميع في فوضى 2011م.
خبث وقذارة سياسية
أما الاعلامي رياض الزواحي فيؤكد أن نكبة 2011م كانت مخططاً تآمرياً نفذ بخبث لاعاقة مسيرة التطوير الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في اليمن واستطاع ان يحدث شرخاً كبيراً ومؤلماً في النسيج الاجتماعي اليمني ويعود بمسيرة التنمية الى الوراء ويخلق بؤراً للصراع الداخلي بين ابناء الوطن الواحد ويهدد الوحدة الوطنية ويقوض نظام الدولة بشكل همجي وتحت شعارات كاذبة انخدع بها بعض الشباب لتخريب وطنهم وخدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني، والذي عمل على تغذية هذه النكبة ودعمها مادياً ومعنويا باسم الديمقراطية والتي لاتعرفها انظمته اساساً فأثمر هذا الحدث الغبي اوجاعاً وآلاماً تطال مختلف نواحي الحياة في اليمن التي حققت اشواطاً كبيرة في مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية.
ونعتقد اليوم أن من المخجل أن رموز تلك النكبة يفلتون من العقاب حيث نجد أنهم هم اساساً رأس الفساد والافساد خلال العقود الماضية وكانوا احذية خانعة للنظام السعودي منذ ولادتهم وكان فسادهم اهم اسباب خروج الشباب للساحات فاجتمع المغرر بهم مع الفاسد والمخرب والعميل لينادوا جميعاً بمحاربة الفساد وهم منغمسون في الفساد والنهب لثروات البلد فأدخلوا البلاد في مستنقع من الفوضى والتصارعات والتناحر بين اليمنيين انفسهم، واليوم تحولت الادوار وتحولوا من ادوات للهدم الى مرتزقة في يد السعودية وحلفائها ليدعموا العدوان الهمجي على وطنهم.. ولم يتيقظ ضمائرهم الميتة الآلاف من الشهداء من النساء والاطفال والشباب الذين سقطوا نتيجة عدوان جارة السوء السعودية قرابة عامين كاملين، وبالتالي على ماذا نراهن، واعتقد ان الواقع يجعل هؤلاء المجرمين في محاكمة يومية لهم بما تنشره التقارير الدولية قبل ان تحاكمهم اي محكمة وطنية فقد هربوا من وطنهم والتحقوا بركب العمالة وسيظلون في مزبلة التاريخ الى ان يرث الله الارض ومن عليها.
مخطط آخر
بينما يقول الاعلامي والناشط حسن الزايدي :عندما كان المثقف والكاتب الصحفى يتحدث عن خطورة مشروع ما يسمى الربيع العربي كان فى المقابل هنالك مثقفون يتهمونه بالولاء للنخب الحاكمة ويطالبون بمحاكمته.
اليوم رأينا وعايشنا المخطط الذى رسمته اربع وكالات مخابرات غربية وموَّله صندوق الديمقراطية الامريكية، المشروع الذى رسم خارطة جديدة للمنطقة بعد فشل مشروع ديمقراطية العراق ومجىئ احمد شلبي على ظهر الدبابات الامريكية والذي ساهمت تركيا وقطر في تنفيذه تحت عنوان اسلمة الشرق الأوسط!
للاسف لم يدرك المنساقون وراء، هذا المشروع عبر ادواته السياسية والاعلامية والمنظّرين خطورته وان هنالك مشروعاً آخر من نفس المطابخ صنع رديفاً له فى حالة فشله ألا وهو مشروع داعش..
فإذا اخذنا ليبيا مثلاً وتلك المرأة التى ادعت انها اغتصبت من قبيلة العبيدات وصولاً الى القتال داخل طرابلس وبني غازي وتدمير طائرات ليبيا ومنشآت النفط بعد قتل قائد ثورة الفاتح الزعيم معمر القذافي..
فاليوم استطاعت بريطانيا ان تجر السعودية الى مخطط منفصل بعد ان اوهمت دول الغرب ان السعودية فى منأى عن المشروع التدميري..
لقد جرتها الى التورط فى اليمن وكذلك تدمير القوى الوطنية التى حاولت ان تحافظ على ما تبقى من الدولة بعد عبث وفوضى المطالبين بإسقاط النظام، ومهما حدث وتوالت الاحداث فإن ثقتي كبيرة بالله ثم بالشعب اليمنى العظيم بأنه سيفشل كل الرهانات الهادفة الى النيل منه رغم ان الجرح عميق لكن الله معنا.
هوامير الفساد
من جانبه يقول سعيد الحمزي -عضو تكتل شباب الثورة سابقاً: ان ماحدث في 2011م كان لهدف وطني لكن وبعد انضمام أمير الفساد والافساد تحول ذلك الحدث الى مذبحة وطنية عبر الجرائم التي ترتكب بشكل متواصل ضد الوطن والشعب.
وتحول 11 فبراير الى يوم مشؤوم وحوَّل كل شيء في البلاد الى ركام، والتعايش إلى تناحر والأمل إلى يأس والجمال إلى قبح، كما أصبح يقترن في ذاكرتنا بتدمير وطن ومقدراته وقتل أبنائه وتعايشهم عبر اولئك الثورجيين الذين فتحوا في 11 فبراير بوابة للخارج كي يتدخل في اليمن وانتهاك سيادته وتفخيخه بالإرهاب والكراهية والطائفية وتدمير كل ما بُني خلال (50) عاماً، ومن ضمن ذلك الوحدة الوطنية التي ناضل شعبنا من أجل إعادة تحقيقها في دفاعه عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر.
ونتيجة لذلك فإن مسألة محاكمة ومحاسبة قيادات سياسية وعسكرية اسهمت وتسهم في تنفيذ تلك المخططات التآمرية الخارجية التي نفذت التدخل الخارجي والعدوان الذي تشارك فيه 17دولة بقيادة «العرّيبة» وعلى رأسهم السعودية.. محاكمتهم تعد ضرورة وطنية وفق القوانين المحلية والدولية كونهم المتسببين في كل هذه الجرائم التي يتعرض لها الشعب والوطن، وهذا مطلب يجب ألا يتم تجاهله.
|