محمد العصار -
قائد الدولة يتحرك بهذه المسؤولية المثالية والكفاءة العالية تأكيداً لمحبة وثقة شعب بلده الذي جدد لهذا المسؤول الوفي يوم العشرين من سبتمبر 2006م العهد بنفس صدق معرفته بالمتمرسين العارفين أسس بناء ونهضة واستمرار الدول والحكومات عن يقين وإدراك في حين أن صوت مايكرفون المعارضة السياسية اليمنية لم يدرك تجاوزاته ولا يريد حتى أن يسأل نفسه أو يحاسب أفعاله بين منطقتي الخطأ والصواب.. فاستحق لا شك أن يسمى بمنظور التعقل الحصيف عدو الدولة عوضاً عن تسميته المعارض السياسي القوي الحريص على تصويب توجيهات الحكومة بكافة وزاراتها ومؤسساتها.
الفارق بالطبع كبير هنا.. بين أن يكون سيد وبطل الانتقادات لغاية تقديم الأفضل وجعل الحكومة تؤي رأيك المعارض الحريص نحو مسكن ومهجع إصلاح ضمير أخطائها بدلاً من التمترس الأعوج خلف منطق لا يستشف منه سوى أنه منطق عداوة لا منطق خصومة سياسية فكرية ووطنية فعالة تسمو غاياتها وتعلو أهدافها على مصلحة الذات العدوانية إياها!!
رئيس الجمهورية يؤمن دون ريب بأن لا وطن قوياً أو دولة أو حتى حكومة قوية إلا بالآراء الوطنية الشجاعة القوية أيضاً إن كان مصدرها المناشط الحزبية والسياسية اليمنية بمختلف اتجاهاتها وتعدد هوياتها الفكرية لأنه وقبل أن تعلم بأن ذاك حقها فإن الرئيس علي عبدالله صالح دون أن تفهم أو تستوعب تلك القوى يؤمن بأن قراءة ملفات حرصها توجب الوقوف أمام كل النقاط والملاحظات صغيرها وكبيرها.. فالذي يهدي العيوب.. صدقاً وصراحة ومعرفة بشجاعة أفضل على كل حال ممن يهب المجاملات من بحر نفاقة وضحالة حبه الأناني لمصالحه وحده مهما كبر حجم مسؤوليته في الحكومة والدولة، كما لو كان شركة وطنية قائمة بذاتها هو لا غيره ولا سواه هنا أو هناك.. فتساوى دون أن يعلم بعدواته لنفسه على نفس مقياس عداوة النضال السياسي المعارض بل وأشد منه خطراً وتأثيراً على الشعب والحكومة.. مستهدفاً، علم أو لم يعلم، مصير الدولة في أبسط وأوضح التعبيرات.
لقد قال أحد أساتذتنا الدبلوماسيين الأجلاء.. إن علي عبدالله صالح يدرك حجم ثقته بنفسه استناداً إلى حجم تجربته السياسية.. وهو في اللحظات الحقيقية.. يترك انطباعات غير عادية لمن يحاول على الأقل أن يفهم ويتبصر نموذجه السهل الممتنع في آن واحد!! بنفس وقدر حرصه على إتاحة الفرصة لمن لا يريد أن يفهم أو تقدم على الأقل دليلاً غير ميؤوس منه على إمكانية الاستيعاب والفهم.
إذا فرئيس الدولة الممنوحة له ثقة الشعب يقدم باستمرار وشجاعة رؤيته الوطنية السياسية الاقتصادية الناضجة من واقع الإحساس بأمانة المسؤولية.. إلا أننا نجد صدقاً وصراحة حجم غفلة هذا العدوان السياسي المعارض المقترن لا شك مع غفلة الحساب الذي يجب أن تعلم الحكومة معنى مواجهتها له.. بالمقارنة ولربما سواء بسواء.. حتى لا يصبح وحده الرئيس مسؤولاً عمن لا يحبون مواجهة أمانة ما أؤتمنوا عليه أو أمانة المنبر الذي كان مفترضاً أن يحترموا حقيقة الحرية السياسية الوطنية الممنوحة لهم فوقه وإزاءه.
أما بعد ذلك.. فإن كبير كبار مسؤولي الدولة يقتدر على ممارسة حقه الدستوري إذا استوجب الحق الوطني فعله السيادي على كل الرقاب والشخوص حتى لا تغلب مصالحهم ومنافعهم الأنانية فوق مصلحة الوطن والشعب والدولة.
الثورة |