الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-مارس-2017
أكرم حجر -
حينما بدأ العدوان على اليمن لم يكن أيٌ من أطراف النزاع يشك بأن هذه الحرب ستشهد أكبر عملية ارتزاقٍ في التاريخ العربي بل والانساني.. لأن المعتدي معروفٌ بعقليته التي لا تعرف النخوة والاعتماد على الذات.. حتى فيما يخص جيوشها فهي جيوش شكلية لا تقوم بأكثر من مساندة الداخلية في حماية الأسر الحاكمة من شعوبها لا لمواجهة أي تهديدٍ خارجي.. ولذا فأن ممالك ومشيخات الخليج تعتمد على أمريكا والغرب في حماية أنظمتها.
كان يفترض بحرب الخليج الأولى أن تغير هذه المفاهيم لدى حكام وأمراء بعض هذه الدويلات.. لكن الحقيقة أن لا حياة لمن تنادي فظل فكر المرتزقة هو المسيطر على عقلياتهم الأمر الذي أنعكس على معنويات جنودهم ومعه أنتفت العقيدة القتالية لدى جيوشهم وفي المقدمة السعودية التي يفترض بها أن تكون دولة عربية كبرى تمتلك كل مقومات القوة ..
لكن الحقيقة أن البناء الفكري والروح المعنوية لهذه المملكة هي في أصلها بناءٌ خرب توارثه أبناء وأحفاد مؤسس الدولة السعودية لأكثر من مائة عام وبلا هويةٍ وطنية حقيقية.
كان لا بد من هذه المقدمة من أجل الدخول في ثنايا أكبر عملية ارتزاقٍ منظم تقوده مؤسسات دولة كالسعودية بكل ثقلها المالي والنفطي وليس استخبارات أجنبية كما تجري العادة في حروب الارتزاق.
لن ندخل في تفاصيل كيف وصل المرتزقة اليمنيون إلى فنادق الرياض وكيف ارتضوا ولا يزالون يؤيدون كل هذا الدمار والقتل الذي تلحقه بهم آلة القتل الخليجية السعودية الاماراتية على وجه الخصوص..
لكن الحقيقة الماثلة أن التاريخ سيسجل أن اليمن تعرض لأكبر عملية خيانة جماعيةٍ في التاريخ من أناسٍ ظل يحتضنهم ويحميهم ويطعمهم لأكثر من خمسة عقود.. والكارثة أن لا مبرر منطقياً للوقوف في صف المعتدي غير العمالة والارتزاق وشهوة الكراسي والمناصب .
سيسجل التاريخ أن مئات اليمنيين والكثير من تنظيماتهم السياسية والحزبية والاجتماعية قرروا بيع بلادهم للعدو ليس ليحتلها فقط بل ليحرقها بساكنيها وإذا صدر عنهم أي ردّة فعل فهو تبرير جرائم السعودية بل والتصفيق لها بدمٍ بارد.. بل لقد وصلت النذالة بالمرتزقة ومؤيدي العدوان أن يلوموا من تعاطف مع اليمن من الدول أو المنظمات الإنسانية ويتهموها باللاحيادية واللامنطقية..
لو حاولنا أن نطرق باب كيل الاتهامات للمرتزقة الذين توزعوا على عواصم السعودية والامارات وكذا القاهرة وأنقرة لألّفنا مجلداتٍ في الخسّة والنذالة التي لم يسبقهم إليها أحد.. لكننا سنكتفي بالقول إنه لم ولن يسجل التاريخ ظاهرة كظاهرة الارتزاق التي يكابدها هذا الوطن الغالي على أيديهم لا لشيء إلا لأن ملوك النفط وأمراء القتل أرادوا أن يخرجوا من خلف كواليس دعم الإرهاب بشتى ألوانه الوهابية والقاعدية والداعشية ليمارسوا هوايتهم الحقيقة ومهنتهم التي لا يتقنوا شيءً غيرها ولكن هذه المرة بصورةٍ أكثر احترافيةً وسوداوية تنم عن بشاعة الفكر الوهابي الذي ظلوا يصدروه لكل أصقاع العالم.
ليس هناك في هذا العالم كله من هو أسوأ من المرتزقة اليمنيين الذين يقفون في صف عاصفة القتل والموت السعو أمريكي.. حتى مرتزقة البلاك ووتر والجنجاويد هم أشرف من مرتزقة الرياض لأنهم ينشرون القتل والدمار ولكن ليس بين أهليهم وفي أوطانهم..
لا يملك المرء وهو يرى بيانات وصفحات حزب الإخوان المسلمين وقياداته وهم يؤيدون العدوان بعد ما يقارب العامين من الموت والدمار الذي ألحقه الخليجيون باليمن الا التعجب والإستغراب ..
أيُ خزيٍ وأي عار تريدون أن تورثوه لأبناءكم يا هؤلاء.. ماذا ستقولون لاحقادكم أنكم قتلتم شعبكم باسم الشرعية الكاذبة.. أنكم أبحتم أرض اليمن وشعبها للمعتدي والغازي فقط لإرضاء شهوة الارتزاق التي تستحكم في عقولكم..
ثم على ماذا تراهنون.. على ملوك وأمراء الشر الذين يعتبرونكم مجرد كلابٍ أرادوا أن ينهشوا بها جسد أهلكم والبنية التحتية التي ظلت تشيدها لأكثر من خمسين عاماً أو كما قال المرحوم هيكل مئة عام.. بل وامتدت يد العدوان لتاريخكم الذي عمره أكثر من 8 ألف عام ..
وبالرغم من ذلك كله لا يزال في جعبتنا رسالةٌ أخيرة لكم على افتراض أنه لا يزال فيكم إنسانية يمكن أن يعود الى رشده..
يا أهل الإفك باسم الشرعية.. يا دهانقة ومحترفي العمالة والارتزاق.. رسالتنا الأخيرة لكم ثوبوا لبقية رشدكم وكفروا عن ما اقترفتوه بحق الأمة اليمنية بحاضرها وماضيها بل ومستقبلها لن ينفعكم هادي لانه لم يعد يستطيع أن ينفع نفسة دولة الإمارات وقامت برفض مقابلتة السعودية وقررت نقلة وكل مرتزقته الى عدن ورفض سلمان كذلك مقابلتة وقريباً سينتهي والى الابد..
تعالوا إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم لا يكون لأمريكا والسعودية أي دورٍ فيها.. وإلا فلن تتكرر هذه الفرصة مستقبلاً لأنكم ستكونون قد أخرجتم أنفسكم من أي معادلة وطنية.. بل ستكونون قد أصريتم على البقاء خارج سفينة نوح فلا تنتظروا أن تعصمكم أمريكا وممالك الخليج من طوفان العاصفة التي ضربت اليمن وسترتد قريباً ان شاء الله على رؤوس مشعليها ".
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 10:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49546.htm