الخميس, 16-مارس-2017
الميثاق نت -     محمد أنعم -
العدوان الذي تتعرض له بلادنا أرضاً وإنساناً والذي نتج عنه قتل وجرح وإعاقة الآلاف من الأطفال والنساء والشباب وكبار السن وتدمير كل مقدرات الوطن والبنى التحتية والطرقات والجسور والمدارس والجامعات والمستشفيات ودور الرعاية الصحية والمعاهد الفنية والتقنية وكليات المجتمع والمصانع والمزارع ودور العبادة ومحطات الكهرباء ومشاريع المياه والكثير الكثير من الممتلكات العامة والخاصة، كل ذلك لا يمكن أن يُمحى من الذاكرة الوطنية وستظل الأجيال المتعاقبة تتذكرها وتتناقل أخبارها بألم وحُرقة، وسيظل جرح شعبنا غائراً جراء بشاعة ذلك العدوان الهمجي الغاشم الذي تقوده السعودية وتخطط له وتموّله، غير مراعية لحقوق الجوار والأخوّة ووحدة العقيدة والدين والمصير المشترك.

غير أن الأهم من كل ماحدث وماتم ذكره ومالم يُذكر من المآسي والكوارث ومجازر الإبادة الجماعية التي قام بها العدوان، وتسبّب في آلام وأوجاع وجروح مادية ونفسية لدى كل أبناء الشعب اليمني العظيم الصابر والصامد.. نقول إن الأهم: هل سينسى اليمنيون- صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونساءهم- من كان السبب في القتل والدمار، ومن يتحمّل مسئولية أرواح اليمنيين التي أُزهقت ودمائهم التي سُفكت، ناهيكم عن الخسائر المادية المهولة..؟

لا.. وألف لا، لن ينسى اليمنيون ذلك ولا يمكن، بل ومستحيل، خاصة وأن كل فرد من أبناء الشعب اليمني يعرف حق المعرفة من حدد للعدوان الأهداف ومن قدّم الإحداثيات لكل هدف، بما فيها المساكن التي قُصفت على رؤوس ساكنيها، والتجمُّعات التي كانت مكتظة بالناس الأبرياء، سواء في الأسواق العامة وصالات العزاء والزواج وفي الطرق والمدارس، والمصانع والمزارع أو كل ما استهدفته طائرات وبوارج العدوان بصواريخها وقنابلها العنقودية والفراغية والانشطارية والارتدادية والفوسفورية وغيرها من القنابل والصواريخ المحرّم استخدامها دولياً.

إن اليمنيين لا يمكن أن ينسوا أو يتنازلوا عن دماء أبنائهم وإخوانهم وآبائهم وأمهاتهم وبناتهم وأخواتهم وكل من قتلهم العدوان بسبب من باعوا ضمائرهم ووطنهم وشعبهم، الذين حددوا الأهداف وقدّموا الإحداثيات، أمثال عبدربه منصور هادي، وعلي محسن الأحمر، ورشاد العليمي، وهيثم قاسم طاهر، ومحمد المقدشي، وأحمد عبيد بن دغر، وعبدالعزيز جباري، وناصر عبدربه الطاهري، وهاشم الأحمر، وحسين عرب، وحميد الأحمر، وعبدالملك المخلافي، وأحمد لاهب، وعثمان مجلي، وياسين مكاوي، وحمود المخلافي، وأحمد عوض بن مبارك، واليدومي، والزنداني، وعبدالوهاب الآنسي، وسلطان العتواني، وياسين سعود ثعبان وغيرهم الذين تلطخت أياديهم بالدم والقتل والسحل وذبح الأبرياء من المواطنين.. وتورّط أولئك القتلة والسفاحون من خلال تكليف عصابات تابعة لهم باختطاف الكثير من المواطنين الأبرياء الرافضين للعدوان، وكذلك التعامل غير الإنساني والأخلاقي في معاملة الأسرى، حيث يقومون بذبحهم والتنكيل بجثثهم، وسحلها في الشوارع وإخفاء جثث الكثير من الذين قاموا بذبحهم وهم أسرى حرب، وتخلّصوا منهم جسدياً في معتقلاتهم وأماكن الموت التي يرتكبون فيها تلك الجرائم.

إن ذاكرة التاريخ لا يمكن لأحد طمسها، كما أن ذاكرة اليمنيين ستظل متوهجة ولا يمكن أن تُمحى منها تلك الصور الوحشية والبشعة لمجازر العدوان والمشاركين له بالفعل وبالمشورة والتحديد، فهي ذاكرة فولاذية لا تصدأ.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49577.htm