الميثاق نت -

الثلاثاء, 21-مارس-2017
عبدالله المغربي -
مرت علينا ذكرى اليوم الذي منح السفير الامريكي السابق في اليمن - مهلة ثمانٍ وأربعين ساعة - لرئيس الجمهورية الأسبق الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام وبالتحديد حتى الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الجمعة للخروج من وطنه ومغادرة بلده اليمن .
تلك المهلة جاءت بطلبٍ من رئيس الجمهورية آنذاك عبدربه منصور هادي من دون حسبة لما بعد تلك المهلة، وحينها انتفض الشارع اليمني وزمجر في وجه الرئيس التوافقي وشحذ المواطنون خناجرهم وأشار القبائل بفوهات بنادقهم وصدح صوت رفض الجميع وامتعاضهم في وجه سفير واشنطن لدى بلادنا.
أدرك الأرعنان حينها وكل من معهما من الزبانية ان لا سبيل يُخلصهم من حجر عثرتهم والشوكة التي خنقتهم من هامة اليمن وزعيمها القومي سعياً منهم لفسح المجال امامهم لإكمال مخطط تقسيم وشرذمة اليمن واحتلاله ونهب ثرواته .
وقبلها توعد قادة من حزب الاصلاح الا ان يُخرجوا الزعيم صالح ويُرحلوه حافي القدمين طريداً شريداً ملاحقاً من بلاده ليغدو في بلاد المهجر كسيراً.
ومع المتوعدين اولئك ظهر حفنة من مرتادي الشوارع باسم ثوار الساحات يهتفون ويُطالبون بمحاكمة رئيس البلاد الأسبق الزعيم الصالح .
وفي يومٍ ما كُشف عن جُحْر به مجموعة جرذان مُختبئون وطوال الايام تلك كان يحفرون وبآلاتٍ حديثات ينحتون في الارض ويخرقون في العتمة تحت التراب بُغية الوصول بنفقهم الى سكن الزعيم الصالح الشخصي لتنفيذ المخطط الإرهابي المتمثل بالتخلص من الزعيم الذي كانوا ينوون ان يكون في نفس يوم لجريمة الإرهاب في مجسد الرئاسة ويوم قتل المراهقين في ساحتهم - يوم عيد المسلمين - جمعة كل المؤمنين ، وخسر الفأران وتلك الجرذان ما كانوا من أجله يُنفِقُون وفشل مخطط التخلص من زعيمٍ كانوا ومايزالون عليه يحقِدون .
جميعها كانت ما بين الفترة التي بدأت فيها الأزمة وانتهت بترؤس هادي البلاد وبينها كان الحدث الاشد ايلاماً والأعظم فاجعة على قلوب غالبيةٍ عظمى من ابناء الوطن حين أُستهدف رئيس الدولة ورجالاتها بمسجد دار الرئاسة بمحاولة غادرة وجبانة لاغتياله ومعاونيه، نفذتها وخططت لها أيادٍ آثمة ومولتها وسمحت بها أنظمة عظمى ودوّلٌ كبار .
ما ذكرناه آنفاً من محاولاتٍ بائساتٍ لاستهداف رئيس الجمهورية الأسبق الزعيم الصالح رئيس المؤتمر غيضٌ من فيض وقطرةٌ من مطرة في ذكر مؤامرات أُحيكت ودُبرت له ومخططات رسمها أعداء الوطن والحاقدون والمُغتاضون، ومع سعيهم الحثيث وكل الجُهد الأشّر الذي بذلوه وعلى الرغم من عِظَم من استعانوا بهم وحجم الأنظمة التي مولتهم وبقدر الوقت والتفكير الذي كانوا ومازالوا يستغرقونه ليُنجزوا ما يحلمون به ان يحدث، إلاّ انهم فشلوا وفي شر أعمالهم وقعوا وبمستنقعهم يغرقون وفي النفق المظلم الذي حقروه هاهم اليوم يتخبطون وجميع من تمنوا له الشر طريدون ومعظمهم مُلاحقون ، أما من كانوا أدواتٍ لهم فهم اليوم نادمون وعن افعالهم تلك يعتذرون وللجميع يُصرحون وفيهم من يكشفون عن حقائق مرعباتٍ كانوا لها يُخفون .
فروا وهربوا ، هُزموا وشُرِدوا ، وعن ارضهم وبلدهم أُبعدوا ، رحل السفير الذي منح المهلة بمغادرة صالح ، وهرب الرئيس الذي شُغل بأمر صالح وتفرغ له ونسي وتناسى وخان الأمانة التي حمّله صالحٌ اياها.. فها هو الفار يُحاكَم اليوم غيابياً بتهمة خيانةً عظمى.. فيما صالحٌ يُقاتل اليوم كزعيم حرٍ وعظيم أُمةٍ عدواناً همجياً.. هاربون من منازلهم يسكنها غيرهم وتخلوا بعضها عدا من كلابٍ شاردةٍ تأوي اليها لتحتمي في غرف نوم بعضهم وعلى أسِرّتهم من برد الشوارع الذي ذاقوه وهم يفرون ويُهرولون هرباً ثأر يطاردهم وآخر قد يكون ارحم بهم حين يودعهم السجون ليُحاكموا ، وصالحٌ يعيش بين ابناء شعبه وبقلب كل يمني.. ومنازل المواطنين كُلهن منازله وبيوته وأقاربه مزاراتٍ يمر بها ابناء اليمن ليشهدوا له بالإباء والأنفة والشموخ وحين تمُر ذكرى احدكم على أولئك المواطنين الصامدين وابناء الشعب اليمني المجاهدين يتنهد ليأخذ نفساً عميقاً يود لو انه يبلغ حجم السماء ليُخرج من بعده لعنات حقت عليكم ولأنها كذلك فقد تصل عنان السماء .

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:07 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49626.htm