الثلاثاء, 21-مارس-2017
-
منذ بداية العدوان في مارس 2015م حاول النظام السعودي استغلال المدنيين كورقة لتبرير عدوانه الإجرامي الإرهابي على اليمن من ناحية، وجر الدول العربية والاسلامية للمشاركة في هذا العدوان من ناحية ثانية.. وبدا الخطاب الديني لعلماء الوهابية أكثر تأجيجاً وتحريضاً ضد اليمن واليمنيين..
وتوظيف هذا العدوان توظيفاً دينياً قذراً ينفث سموم المذهبية والطائفية، ويشعل فتيل الفتنة بين اليمنيين بما يؤدي الى تقسيمهم وشق صفوفهم واشعال الحروب فيما بينهم، خدمة لعدوانهم وبما يسهم في تمرير أهدافهم العدوانية التي شنوا هذا العدوان من أجل تحقيقها.
استخدم العدوان خطباء ودعاة الوهابية، أساتذة الغلو والتطرف والإرهاب كل أدوات الدعاية الإعلامية خدمة لنظامهم السعودي وحلفائه في هذا العدوان وتغذية الحروب الطائفية والمذهبية بين اليمنيين، وذهبوا يلقون المحاضرات الدينية في كامل مساجد السعودية وغيرها من مساجد البلدان المتحالفة معهم، اضافة الى عقد الكثير من الندوات والحلقات النقاشية وبثها عبر فضائياتهم الإعلامية مستخدمين في ذلك ألفاظاً ومصطلحات تحريضية وتأجيجية ضد اليمنيين وفي مقدمتها الحرب المقدسة ضد المجوس والروافض، وغيرها من المسميات القذرة التي كشفت عن انحطاطهم ونذالتهم وقذارة فكرهم الوهابي التكفيري التدميري.
ظهر خطباء ودعاة الفكر أو المذهب الوهابي من أمثال السديس والقرني والعريفي وغيرهم ممن يسبّحون بحمد النظام السعودي وبقية الدول الخليجية المتحالفة معه في هذا العدوان ومن أمثال القرضاوي وغيره، يبررون للعدوان وقتل اليمنيين وتدمير بلادهم ويؤكدون أنها حرب مذهبية ضد من أسموهم بالمجوس والروافض الذين يهددون الاسلام وأراضي المسلمين.
بهذا الخطاب القذر ظهر خطباء الفتنة والتحريض ومعلمو الإرهاب دعاة تمزيق الأوطان يمتطون مطية المذهبية والطائفية ويدعون أنظمة الوهابية الى قتل اليمنيين صغيرهم وكبيرهم دون خجل وبدون حق.
لقد وظف النظام السعودي الورقة الدينية وبشكل قذر وكشف عن حقيقة هذا النظام الإرهابي والداعم الرئيسي لكل جماعات التطرف والعنف والإرهاب في مختلف انحاء العالم وفي مقدمتها «القاعدة» و«داعش» و«أنصار الشريعة» و«النصرة» واتخذها حليفاً له في عدوانه على اليمن، كما عمل في سوريا وليبيا والعراق ومازال الى اليوم، ومدهم بكل اشكال الدعم المالي والعسكري، ونراهم اليوم وقد اصبحوا يسيطرون على الكثير من المناطق اليمنية لاسيما في المحافظات الجنوبية.
عامان من العدوان الإجرامي والإرهابي على اليمن واليمنيين، ومازال النظام السعودي يوظف ويستخدم الدين سنداً وعوناً لتبرير قتل أطفال وشباب ونساء وكبار السن اليمنيين، ويستمر في انتهاك كل القوانين الدولية، وبتواطؤ دولي مخجل.
لم يكتفِ النظام السعودي بإظهار أوساخ وقذارة مذهبه الوهابي عبر خطبائه ودعاته فحسب، بل عمل على شراء «علماء» الهيئات والمؤسسات الاسلامية العريقة كالأزهر، والمنظمات الإسلامية الأخرى كمنظمة علماء المسلمين، ودفعها لإصدار بيانات مؤيدة لعدوانه على اليمن، واستخدام بعض المنضوين في هذه المؤسسات والمنظمات من أساتذة وعلماء ودعاة في التحريض والتأجيج ضد اليمنيين، ليكشفوا عن سقوطهم المخزي في بحر الوهابية وظهورهم كعبيد لآل سعود غير مأسوف عليهم!!
باعوا علمهم ودينهم بثمن حقير وتحولوا الى دعاة قتل وتجار حروب، وموظفين على بلاط انظمة النفط الخليجية وبشكل مخزٍ وقبيح.
عامان من العدوان الذي يقوده النظام السعودي الوهابي وحلفاؤه تسبب بتدمير شبه كلي للبنية الأساسية التحتية اليمنية بما فيها المساجد ودور العلم، وحصد عشرات الآلاف من أرواح اليمنيين، وفرض حصار جائر تسبب بتجويع الملايين وموت الآلاف من الأطفال، وكل هذا يتم بمشاركة فعلية ممن نسميهم بـ«علماء» وخطباء ودعاة الاسلام الذين ساندوا العدوان ولم يكلفوا انفهسم إصدار بيان ادانة واستنكار على جرائم ومجازر العدوان القذر.
«علماء» وشيوخ ودعاة وخطباء الدفع المسبق في الهيئات والمنظمات والمؤسسات الاسلامية التي يمثلون فيها الاسلام والمسلمين اقحموا الدين في الصراعات السياسية، وبرروا للإجرام السعودي في اليمن وساندوه بالقول والفعل من خلال تصريحاتهم أو فتاواهم وبياناتهم التي عبّرت عن حقيقتهم ونزعت القناع عن وجوههم القبيحة، كما أسهموا في الاساءة للاسلام وفي اهتزاز صورة الدين نفسه لدى الدول والمجتمعات الغربية.. ويكفي اليمنيين أن هذا العدوان الاجرامي الإرهابي القذر قد قادهم الى معرفة دعاة الدين امثال هؤلاء وأدركوا حقيقة المنظمات والمؤسسات الدينية وفي مقدمتها الأزهر، التي كنا نحسبها الجامعة للمسلمين فإذا بها تبدو مؤسسة وهابية لخدمة النظام السعودي ومحلل لجرائمه ومجازره وتمزيقه لليمن وسوريا والعراق وليبيا.
لقد تحولت هذه المؤسسات الدينية التي كنا نحسبها «عريقة» الى أدوات يحركها النظام السعودي الوهابي متى يشاء وكيفما يشاء وبشكل مخجل.
ظهروا كطرف مشارك في هذا العدوان الإجرامي المستمر منذ عامين ولايزال، وبدوا بمواقفهم وتصريحاتهم الإعلامية أكثر قبحاً وحقارة من قادة النظام السعودي المجرم.
بياناتهم التي أصدروها عقب الكذبة التي روج لها النظام الوهابي التدميري وعلماؤه باستهداف مكة المكرمة كانت القشة التي قصمت ظهر تلك المؤسسات والمنظمات بعلمائها ومشائخها وعرت حقيقة توجهاتها في تمزيق البلدان الإسلامية واشعال الفتن والحرائق بين شعوبها.
فأي مؤسسات دينية هذه، وأي «علماء» و«مشائخ» دين هؤلاء الذين أجازوا للنظام السعودي القيام بهذا العدوان وبرروا لجرائمه ومجازره التي ارتكبها ومايزال بحق اطفال ونساء وشباب اليمن وتدمير بلادهم.
أكثر من مائة وخمسين منظمة وهيئة إسلامية وفي مقدمتها مؤسسة الأزهر ومنظمة علماء المسلمين ومنظمة التعاون الإسلامي واتحاد المنظمات الإسلامية و«رابطة العالم الاسلامي» وغيرها من المسميات التي لا تُحصى، لم يكن لها موقف واحد مندد ومستنكر للجرائم والمجازر التي يرتكبها النظام السعودي وحلفاؤه بحق اليمنيين، بل على العكس من ذلك أيدت العدوان وحرضت على قتل اليمنيين وسقطت ذليلة خانعة في مستنقع الوهابية، وظهرت كأدوات لخدمة أسرة آل سعود المؤسسة والممولة والداعمة للجماعات والحركات الإرهابية في العالم.
لم يعد بين هذه المنظمات والهيئات الاسلامية وبين الجماعات الإرهابية التي يستخدمها النظام السعودي في حروبه وتدميره لليمن وسوريا وليبيا فرق على الاطلاق.. فجميعهم أدوات بيد هذا النظام وتخرجت من تحت عباءة هذا النظام وإن اختلفت مهامهم ووظائفهم وحتى تسمياتهم..
لا فرق فيما بينهم فجميعهم يقاتلون اليمنيين سواءً في الميدان أو عبر الكلمة وباسم الدين.
تبت أيديهم جميعاً.. والنصر لليمن واليمنيين بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49627.htm