الثلاثاء, 21-مارس-2017
-
تراجعت الحملة العسكرية الاستعراضية الامريكية لمكافحة الإرهاب في اليمن بعد نشاط مفاجئ ومشبوه استمر قرابة الشهر نفذ خلالها عمليات القصف والانزالات العسكرية وغارات للطائرات بلا طيار، استهدفت متهمين ومدنيين.. ويبدو ان زيارة محمد سلمان وزير الدفاع السعودي للبيت الابيض أُكلها، واستطاعت صفقات الاسلحة الباهضة الثمن أن تقنع ادارة ترامب التي تدَّعي محاربتها الارهاب ومكافحة التنظيمات الارهابية في العالم وفي اليمن على وجه الخصوص بالتوقف بغض النظر عن الارهاب وتمدده في اليمن في ظل استمرار حرب تحالف العدوان على اليمن، بل لقد سكتت الادارة اللاهثة وراء المال الخليجي توظيف الارهاب في اليمن لأغراض سياسية وحزبية وإعلامية تخدم الحرب السعودية وعاصفة انتقامها على اليمن، وخاصة مع تقوقع الحملة العسكرية للعدوان ومرتزقته في جبهات: المخا والبقع وميدي ونهم والجوف ومأرب وعسيلان وبيحان والبيضاء التي يقودها مقاتلون ضمن قائمة الارهاب الامريكية، امثال حسن ابكر قائد جبهة الجوف ومحافظ البيضاء الحميقاني المتحالف مع آل الذهب اللذين يقودان جبهة البيضاء ورداع، كما يتزعم بسام المحضار وأبو مهران القباطي الحماية الرئاسية للفار هادي في جبهتي البقع وميدي، وكذلك يتحرك هشام السيد، قائد ميليشيات هادي في ابين وقائد ما يسمى بقائد المقاومة ادارة معارك العدوان في نهم. وفي هذا الاتجاه تدعم الامارات السلفيين برئاسة وزير الدولة في حكومة بن دغر هاني بن بريك للقتال في جبهات المخا وتعز وعسيلان بالسلاح والمال والرعاية السياسية والإعلامية من قبل دول تحالف العدوان وخاصة السعودية التي تخرج شهرياً مئات الارهابيين والمرتزقة الى اليمن وتنشئ لهم معسكرات التدريب والإعداد والتجهيز كما تستقبل تلك المعسكرات الإرهابيين من سوريا والعراق الذين يتم نقلهم الى اليمن بأعداد متزايدة وسط تجاهل وصمت مريب من قبل حكومة المرتزق هادي ودول العدوان وشرعية الامم المتحدة.

وفي هذا الشأن كشف موقع "ذي إنترسبت" أن القوات الأمريكية كانت تنوي القيام بـ"عملية أخرى داخل اليمن في وقت سابق من شهر مارس الجاري بعد تنفيذ عملية يكلا في 29 يناير قبل أن يتقرر إجهاضها في اللحظة الأخيرة، وحسب ما أورده " موقع العربي " الذي أشار " إلى انتشار عناصر من الفرقة السادسة في مشاة البحرية الأمريكية في البلاد مطلع مارس من أجل القيام بهجوم بري ضد عناصر تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، المصنّف أمريكياً على أنه "أخطر أفرع التنظيم الإرهابي.. وبحسب ما أفاد به مسؤول عسكري أمريكي رفيع لـ"ذي انترسبت"، فقد "اختارت قيادة العمليات الخاصة المشتركة في أعقاب إلغائها مهمة الفرقة السادسة في مشاة البحرية التي كان من المقرر تنفيذها في مارس لمواصلة استهداف المقرات والعناصر المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة عبر الطائرات المسيّرة" دون أن يوضح الأسباب التي أوجبت إلغاء المهمة المشار إليها.. وأضاف المصدر: ان الغارات الجوية الأمريكية المتزامنة مع "وجود عناصر من الفرقة السادسة في مشاة البحرية" على أرض اليمن تُعد مؤشراً إلى زيادة "عمليات مكافحة الإرهاب" من قبل الولايات المتحدة داخل اليمن، الذي أعلن الرئيس ترامب بعض أجزائه كـ"مناطق أعمال عدائية نشطة"، الأمر الذي من شأنه أن "يعطي القادة العسكريين مزيداً من السلطة للقيام بعمليات عسكرية، سواء عبر عمليات إنزال جوية، أو عبر غارات بطائرات تقليدية، وأخرى بدون طيّار.

وفي ذات الاطار زادت عمليات عناصر القاعدة في حضرموت واديها وساحلها مستهدفة مرتزقة النخبة الحضرمية على وجه الخصوص في تطور يفسر استمرار الصراع الاماراتي السعودي، حيث تعمل السعودية على تحريك عناصر القاعدة لمهاجمة مرتزقة الحزام الامني الموالين للإمارات في عدن وأبين ولحج، كما تشن عناصر انصار الشريعة عملياتها على مرتزقة النخبة الحضرمية في ساحل حضرموت التي تمدد سلطتها الى وادي حضرموت ومنابع النفط بمنطقة المسيلة، مهددةً بذلك التواجد العسكري والاقتصادي لمرتزقة هادي الموالين للسعودية.

وفي هذا الاتجاه استقبلت ثلاجة مستشفى سيئون العام جثتي عنصرين من القاعدة قاما بقتل مواطن من آل بن هلابي ينتمي لقوات النخبة الحضرمية الاربعاء، وتم قتلهما وهما يحاولان الهروب بعد الجريمة.. كما اصدرت شرطة ساحل حضرموت بياناً مهماً لسائقي الدراجات النارية يوجب عليهم حمل الوثائق والملكية الخاصة بالدراجة وحمل البطائق الشخصية. ويأتي هذا القرار بعد عودة عمليات الاغتيالات والسيطرة على البنوك ومقرات البريد والتهجم على الممتلكات الخاصة والعامة بالمحافظة عَبْر دراجات نارية.

وفي سياق متصل شن تنظيم القاعدة هجوماً مباغتاً على قوات النخبة الحضرمية بمديرية الضليعة التابعة لساحل حضرموت، في عملية عسكرية واسعة استعملت فيها كافة الاسلحة الخفيفة والمتوسطة أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين بحسب المصادر المحلية.. الجدير ذكره أن تنظيم القاعدة استعمل تكتيكاً عسكرياً جديداً يتمثل بمهاجمة النقاط الامنية بشكل مباغت، والتواجد العسكري في المديريات البعيدة جغرافياً عن عاصمة المحافظة مدينة المكلا، ما تسبب في كثير من الخسائر المادية والعسكرية بقوات النخبة الحضرمية وجماعة ما تُسمى بقوات العشائر القبلية المدعومة من السلطة المحلية بساحل حضرموت والامارات.. هذا وذكر موقع اخبار تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب على موقع التيلجرام- الاربعاء: سقوط قتلى وجرحى من قوات النخبة وإحراق طقم عسكري إثر هجوم استهدف مركزاً لقواتهم في منطقة الضليعة بولاية حضرموت- حسب زعمهم.

وفي ذات الاتجاه حيا محافظ حضرموت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وجنود النخبة الحضرمية ومشائخ وأعيان وأبناء مديرية الضليعة الذين هبوا دفاعاً عن مديريتهم من عدوان عصابات تنظيم القاعدة الإرهابي الذين قاموا بهجوم مباغت على مركز الأمن بالمديرية.. ولم تمر إلا ساعات حتى حذرت القاعدة في بيان تم توزيعه في المساجد والمدارس من ان التنظيم سوف يستهدف كل من يلتحق بقوات النخبة الحضرمية او يساعد السلطة المحلية وتتوعدهم بالقتل كونهم يخضعون لدولة الامارات في اشارة واضحة الى ان تلك البيانات من تنظيم القاعدة تخدم المخطط السعودي في حضرموت.

وفي سياق مشابه قُتل عنصران من تنظيم القاعدة -الثلاثاء- في غارة جوية أمريكية بمحافظة حضرموت، ونقلت " وكالة فرانس برس " عن مسؤول أمني لم تكشف عن هويته: إن القتيلين هما ابو جندل الحضرمي وأبو هشام الشروري، وأن أحدهما سعودي الجنسية.. هذا وقد ذكر مراقبون أن محافظة حضرموت بالساحل والوادي تشهد توافداً ملحوظاً لعناصر محلية وأجنبية ارهابية وتنتشر في بعض المناطق والمديريات وخاصة مديرية الدواس الجلية بساحل حضرموت وفي وادي سر ذي التحصين الجغرافي بوادي حضرموت.. وأشار المراقبون الى ان الحملة العسكرية الامريكية لمطاردة عناصر القاعدة وضربهم بالطائرات بلا طيار دفعت عناصر التنظيم للبحث عن مناطق آمنة في المحافظة كونها بعيدة عن الاستهداف الامريكي، كما ان جغرافية حضرموت الكبيرة تسمح لعناصر الارهاب بالتنقل بين محافظات شبوة ومأرب وأبين وعدن والانتقال براً وبحراً لحضرموت ذات الشريط البري والبحري الواسع، وأضافت المصادر: أنه تم نقل عناصر اجنبية يُعتقد أنهم من عناصر القاعدة وداعش وصلوا عن طريق البحر من العراق وسوريا للمديريات الساحلية للمحافظة.. وأعرب المراقبون عن مخاوفهم من وراء توافد عناصر القاعدة للمحافظة بصورة متكاثرة دون أي اعتراض او متابعة من قبل حكومة هادي الأمر الذي يؤشر لمخطط يستهدف اسقاط محافظة حضرموت الوادي بيد الارهاب، لا سيما بعد ان تم تفريغ المنطقة من معسكراتها وأسلحتها التي كانت تمثل قوة ردع لعناصر الارهاب والإجرام.

وفي سياق مختلف قالت مصادر صحفية: ان قائدين في القوات الموالية للتحالف السعودي أصيبا الاثنين الماضي بجبهة البقع، وهما عبيد بن آثلة الموالي للجنرال علي محسن، والسلفي بسام المحضار، أصيبا بانفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارتهما، وأشارت الى أن الآثلة والمحضار أُسعفا إلى مستشفى الملك خالد بن عبدالعزيز في نجران بالسعودية.. كما شيع المئات من أبناء قرى ومناطق العلوي بمديرية الملاح بردفان محافظة لحج -الاربعاء- العقيد فضل مقبل شايف الذي توفي بجبهة نهم، وكان يتلقى العلاج في قسم العناية المركزة بمستشفى ابن خلدون بلحج.

الجدير ذكره أن الفار هادي والمجرم علي محسن وحزب الاصلاح يحشدون المرتزقة في المحافظات الجنوبية ويدربونهم للقتال وتوجيههم الى الجبهات كمرتزقة، حيث يتم فرز المعسكرات على اساس طائفي كمعسكرات للقاعدة ومعسكرات للسلفيين ومعسكرات للإصلاحيين ومعسكرات لمقاتلي دماج ومعسكرات للوافدين الاجانب وخاصة من الصومال والسعودية.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49637.htm