عبدالملك الفهيدي - لا ندري من اين نبدأ الحديث عن ثلة اولئك العملاء والخونة الذين ابتليت بهم اليمن في تاريخها المعاصر والذين تحولوا الى ادوات دموية تآمرية خيانية تولت على عاتقها تنفيذ كل جرم بحق الوطن والشعب دون حياء او خجل .
ولعله من المفيد ان نشحذ الذاكرة الوطنية بتاريخ اسود ملىء بالمخازي وأعمال القتل والهدم والتخريب والتآمر لبعض الرجال الذين صنع منهم الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح ارقاما تحولت فيما بعد الى ادوات للعمالة والتدمير وعلى رأس أولئك الثلة المدعو علي محسن الاحمر الذي تحول بفضل صالح من ضابط عادي الى ما كانوا يسمونه بأركان حرب الجمهورية ومن شخص لا قيمة له ولا وزن الى رجل اطلق على نفسه -كما يتذكر الجميع- في مقابلته مع صحيفة الجمهورية عام 2011م أنه كان الرجل الاول في النظام في اليمن في عهد صالح .
وحتى تتضح الصورة بجلاء عن الادوار التي لعبها علي محسن يجب ان نذكر الجميع بحقيقة ان حركة الاخوان المسلمين في اليمن التي تم استغلالها منذ سبعينات القرن العشرين المنصرم في اطار الحرب الباردة التي كانت تدور بين المعسكرين الشرقي (الشيوعي) والغربي (الرأسمالي) كأداة من ادوات المواجهة باشكال مختلفة عملت على استقطاب علي محسن الى صفها بهدف التستر على ممارسات وتوجهات الحركة في اليمن منذ ما قبل اعادة تحقيق الوحدة اليمنية حيث كان له دور بارز مع قيادات الحركة كالزنداني وغيره في اطار تجنيد الشباب وارسالهم الى افغانستان للجهاد ضد الاتحاد السوفييتي انذاك وبدعم مادي مباشر من قبل السعودية ودول الخليج وبتنسيق تام مع المخابرات الامريكية،وقد اجاد علي محسن لعب ذلك الدور على اكمل وجه حيث زج بالآلاف من شباب اليمن خاصة فيما كان يسمى بالشطر الشمالي الى محرقة افغانستان وجبالها واستلم مع قادة حركة الاخوان ثمن دمائهم التي راحت هدرا بل استلم ثمن من خرجوا من تلك الحرب احياء وتحولوا الى عناصر ارهابية في تنظيم القاعدة فيما بعد.
ولان حركة الاخوان المسلمين وجدت في علي محسن الاحمر الرجل الذي يؤدي الادوار الموكلة اليه بامتياز فقد عمدت قيادة الحركة الى جعله اشبه بالقائد العسكري لجناحها المسلح الذي بنته على غرار ما فعلت اذرع الحركة في بقية البلدان العربية ،وما ان تم اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م حتى بدأت ملامح الدور الذي سيلعبه محسن في اطار حركة الاخوان المسلمين تتضح اكبر من ذي قبل وبشكل مختلف هذه المرة ،فبعد ان حولت الحركة اسمها الى حزب "التجمٌّع اليمني للإصلاح" حتى وجد الناس الحزب ومعه علي محسن يتخذون موقفا مناوئا للوحدة اليمنية حيث اعلنوا بوضوح رفضهم اعادة تحقيق الوحدة بحجة انه لا يجوز تحقيقها مع الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم لما كان ما يسمى بجنوب الوطن بحجة ان الاشتراكيين من بقايا (الشيوعية) ليسوا سوى (كفار) لا يجوز الاتحاد معهم وعمدت حركة الاخوان المسلمين (حزب الاصلاح) آنذاك الى التحريض ضد دستور دولة الوحدة، واخرجوا مظاهرات صاخبة تدعو لإسقاط الدستور والتصويت له بـ(لا) لكن مشروعهم ذلك فشل واعيد تحقيق الوحدة بقيادة المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني .
وعقب اعادة تحقيق الوحدة عمل حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين) وبتوجيه وتنفيذ مباشر من قبل علي محسن الاحمر على تنفيذ الكثير من الممارسات التي سعت لزعزعة دولة الوحدة في مهدها من خلال اعمال الاغتيالات والتفجيرات بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة وغيرها من الاعمال التي تم استغلال الشباب العائدين من افغانستان الذين كان يجندهم محسن وحركة الاخوان لتنفيذها .
وحتى لا نطيل في السرد والشرح لكل ما ارتكبه الاخوان المسلمون وعلي محسن دعونا نركز فقط على سجل هذا الرجل الدموي والتدميري والتاريخ التآمري الخياني لعلي محسن منذ ما قبل العام 2011م وحتى اليوم :
عمد علي محسن الاحمر وبحكم موقعه ومسئولياته كقائد للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية الى اشعال فتيل حروب صعدة ، تنفيذاً لتوجيهات أسياده وأوامر حميد الأحمر وقيادات الإصلاح، وورّط الدولة في تلك الحروب، بهدف تصفية حسابات سياسية وحزبية وذاتية من منطلق عنصري طائفي مذهبي، وهي النعرات التي تجاوزها شعبنا منذ قيام الثورة ونظامها الجمهوري الخالد عام 1962م، وكدليل على عمالته وخيانته الوطنية فتلك الحروب التي كان فيها راس الحرب اشعالا وتنفيذا كانت تتم بتوجيهات من قبل السعودية و من خلال اللجنة الخاصة، ووزارتي الداخلية والدفاع السعودية والتي اعتمدت له شهرياً خمسة عشر مليون ريال سعودي (خمسة ملايين من اللجنة الخاصة، وعشرة ملايين من وزارة الدفاع ووزارة الداخلية) عن طريق الأمير خالد بن سلطان تحت اكذوبة مواجهة المدّ الشيعي ومنع تمدده إلى الأراضي السعودية،لكن علي محسن لم يجن من تلك الحروب سوى الهزائم المنكرة،والفشل الذريع وارهاق الدولة ،وازهاق ارواح الابرياء ،وادخال البلد في اتون صراعات لم يكن المستفيد منها سوى اعداء الوطن .
ولم يقف دور علي محسن الاحمر عند اشعال تلك الحروب ،بل عمد الى اشعال حروب اخرى ولكن هذه المرة في ميدان السياسة ،فبعد انتخابات الرئاسة عام 2006م والتي فاز فيها مرشح المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح على نظيره مرشح احزاب اللقاء المشترك المرحوم فيصل بن شملان ،وإعلان الاول توجهه لإجراء اصلاحات جذرية على العملية الديمقراطية كان ابرزها التوجه نحو تحقيق الحكم المحلي وانتخاب محافظي المحافظات مباشرة من قبل المجالس المحلية التي كان علي محسن الاحمر ومن خلفه حركة الاخوان المسلمين (حزب الاصلاح) اكبر معارضيها شعر محسن والإصلاح بخطورة هذه التطورات الديمقراطية عليهم فعمد علي محسن للعب دور رئيس في تحريض أحزاب اللقاء المشترك التي كان يقودها حزب التجمُّع اليمني للإصلاح للعمل على تأجيل إجراء الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في عام 2009م إعمالاً للدستور والقانون، ودفع بالإصلاح إلى إفتعال المشاكل مع المؤتمر وتعطيل الحوارات التي كانت تجري بين المؤتمر وأحزاب اللقاء المشترك بهدف زعزعة الأوضاع وتعطيل الحياة السياسية، والتأثير على أداء مؤسسات الدولة، وتشجيع قُطَّاع الطرق والمخربين، وتأمين الحماية لهم وخاصة أولئك الذين كانوا يقومون بالإغتيالات وبتفجير أنابيب النفط والغاز، والإعتداء على أبراج نقل الكهرباء الممتدة من مأرب إلى العاصمة صنعاء، وقطع الطرق العامة، وإقلاق الأمن والاستقرار، والتستر على المخربين والقتلة، والبسط على أراضي وممتلكات الدولة، والممتلكات الخاصة، وممارسة الطغيان على المواطنين وإرهابهم، بهدف إسكاتهم عن المطالبة بممتلكاتهم التي كان يصادرها عليهم بالقوة ويستولي عليها، وبالذات الأراضي حيث عرف عنه بأنه اكبر نهاب اراضي في الجمهورية اليمنية ،وأسهمت تلك الاعمال والمراوغات التي نفذها حزب الإصلاح وأحزاب اللقاء المشترك وتعنتها ورفضها إجراء الانتخابات العامة في تأجيل اجراء انتخابات البرلمان ليكون ذلك التأجيل تمهيداً ومقدمة لأحداث 2011م وعن سابق إصرار وتقصّد.
ومع بداية عام 2011م شارك علي محسن بالتنسيق مع حركة الإخوان المسلمين وحميد الأحمر وإخوانه ،ومن خلفهم احزاب اللقاء المشترك في إعداد وتنفيذ خطة الإحتجاجات التي انطلقت في البداية من قبل مجاميع من الشباب، في إطار ماسُمّي بـ"الربيع العربي" في ساحة الجامعة، ويمكن التأكيد هنا ان اختيار ساحة الجامعة لتكون مقراً لتلك الاحتجاجات تمت باختيار وإشراف مباشر من قبل علي محسن لتكون تحت حمايته من موقعه في معسكر الفرقة الأولى مدرع، قبل ان يعلن انحيازه الكامل لمطالب تلك الاحتجاجات الفوضوية للإخوان المسلمين، وفي المقدمة الزنداني واليدومي والآنسي وقحطان والحنق والمؤيد وغيرهم من قيادات الاخوان ، ومن سار في فلكهم من أحزاب اللقاء المشترك، وبالذات الحزب الاشتراكي بقيادة ياسين سعود نعمان، وتنظيم الناصريين بقيادة سلطان العتواني والحوثيين ،وبعض الانتهازيين من المؤتمر الشعبي العام وحلفائه الذين كانت تربطهم علاقات خفية بعلي محسن اثناء شغلهم للمناصب ضمن حكومات المؤتمر الشعبي العام ..وأمام تلك الفوضى التي بدأت تضرب استقرار وامن البلاد سعى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك الرئيس علي عبدالله صالح لاحتوائها فكلف علي محسن والفرقة الأولى مدرع بقيادته لتتولى تأمين الحماية اللازمة للمعتصمين في ساحة الجامعة، لكن محسن استغل ذلك التكليف وقام بتحريض المعتصمين بالإقدام على استخدام العنف ضد جنود الأمن والجيش واستفزازهم بهدف أن يقوموا بالرد على اعتداءات المتظاهرين الذين زودهم علي محسن وحميد الاحمر وحسين الاحمر بالأسلحة والذخائر لمزيد من إثارة غضب الشارع.
ونظراً لفشل تلك الخطة لجأ علي محسن الى انتهاج اسلوب جديد فعندما تقدّم ما سُمّى بالعلماء وهم في الحقيقة علماء الإصلاح، بما أسموه مطالب أحزاب اللقاء المشترك المحددة بأربعة مطالب والتي وافق عليها الرئيس علي عبدالله صالح، قام علي محسن بالتحريض على رفع سقف المطالب ووضع الشروط التعجيزية، ودفع بما يسمّى علماء وقادة الإصلاح بتبنيها باسم علماء اليمن، وذلك بهدف المزيد من تعقيد الأوضاع وإشاعة الفوضى وإقلاق الأمن والإستقرار وتخريب المصالح العامة المرتبطة بحياة المواطنين، من خلال الاستمرار في تشجيع قطاع الطرق والمخربين، وتأمين الحماية لهم، وخاصة تلك الاعمال التي كان يقوم بها عناصر التجمع اليمني الإصلاحي، سواء بالاغتيالات او تفجير انابيب النفط والغاز وقطع الكهرباء عن العاصمة صنعاء وبقية المدن ومنع وصول الإمدادات النفطية والغازية وقطع الطرق واحتجاز ناقلات المواد الغذائية والدوائية بهدف إحداث أزمة يتضرّر منها المواطنون، وتثير غضبهم،وظهر بوضوح ما كان يخطط له علي محسن والإخوان فبتوجيه وإشراف مباشر من قبل علي محسن قام الزنداني ومعه قيادات اصلاحية من اولئك المسمين علماء كالمؤيد وغيره بزيارة ساحة الجامعة وإطلاق دعوات التحريض ضد الدولة والنظام .
واستمراراً لمسلسله التآمري خطط علي محسن وحميد الأحمر وقيادات الإصلاح قبل يوم 18 مارس 2011م لجريمة ماسُمّي بجمعة الكرامة التي تم فيها استهداف وقتل المتظاهرين في ساحة الجامعة ، بهدف إيجاد المبرر لتصاعد الغضب الشعبي، والاستنكار العربي والدولي، وإلصاق التهمة بالدولة، ،لكن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله فقد تم كشف مخططهم ذلك عندما تبين أن طلقات الرصاص التي استهدفت المتظاهرين من الشباب كانت من الخلف، لأنه كان المسئول عن حماية المعتصمين وانه لم يكن هناك وجود لأي قوة امنية بحسب طلبه وطلب الإصلاح، وكونه متحملاً مسئولية حماية المعتصمين، واقر ذلك مجلس الدفاع الوطني الذي اكد أن علي محسن قائد الفرقة هو المسئول عن حماية الساحة،وليس ذلك فحسب ،بل ثبت تورّط علي محسن وحميد الأحمر في تلك المجزرة البشعة ضد المعتصمين من الشباب من خلال تستر علي محسن على القتلة واحتجازهم في زنازن الفرقة، وسعيه لإخفاء أي دليل على تورّطه فيها قبل ان يقوم بقتلهم، والإبقاء على جثثهم فترة طويلة ثم تشييع تلك الجثامين إلى مقبرة سواد حنش على اعتبار أنهم من ضحايا ما سمي ثورة الشباب وأن شخصياتهم غير معروفة.
وعقب فشل مخطط تلك الجريمة لم يجد محسن سبيلاً آخر سوى اعلان انشقاقه عن الدولة وانضمامه الى ساحة الاعتصام في 21 مارس 2011م وتوجيه المنتمين لحركة الاخوان المسلمين وغيرهم من الاحزاب الاخرى الذين كانوا انضموا في اوقات سابقة الى المؤتمر وشغلوا مناصب في الدولة الى جانب عدد من القيادات العسكرية التي كانت تدين بالتبعية والولاء له الى اعلان انشقاقهم والانضمام الى ساحة الاعتصام ،في خطوة تآمرية اخرى ،لكن مخططهم هذا ايضاً باء بالفشل ولم ينجح ،الامر الذي جعل علي محسن يتخذ من انشقاقه سبباً للتصعيد ضد القوات المسلحة والأمن وعلى وجه الخصوص ضد وحدات الحرس الجمهوري في مناطق تواجدها، وتكليف مجاميع من أتباع وميليشيات الإصلاح لقطع طريق آنس - الحديدة، وطريق صنعاء نهم مأرب، وطريق صنعاء الحيمة الحديدة، ومحاصرة قوات الحرس الجمهوري التي كانت مرابطة في مقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام بالحصبة، والاعتداء على سكن الرئيس في شعوب (قرية الدجاج) والاعتداء على وزارة الداخلية وشرطة النجدة، ومدرسة الرماح، ووكالة سبأ للأنباء، ووزارة الصناعة والتجارة، وهيئة المساحة وأراضي وعقارات الدولة، ووزارة الإدارة المحلية، والمعهد العالي للتوجيه والإرشاد، ومجلس الشورى، وهيئة كهرباء ومياه الريف، والمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي، ومخازنها الرئيسية، ومبنى التلفزيون، ومدينة الثورة الرياضية، إلى جانب استهداف القوات الجوية والدفاع الجوي، وتفجير بعض الطائرات، والإعتداء على المعهد الفني للقوات الجوية.
وبالإضافة الى ذلك فقد جنّد وجهّز الكثير من أتباعه وميليشيات الإخوان المسلمين، وزودهم بالأسلحة والآليات والمدرعات وقواعد الصواريخ والذخائر ودفع بهم لمهاجمة معسكرات الحرس الجمهوري في كل من أرحب (الصمع، فريجة، بيت دهرة، الفرضة، الحيمة) وقتل قائد معسكر الحرس الشهيد العميد عبدالله الكليبي إلى جانب قتل المئات من الضباط والصف والجنود،وغيرها من الأعمال الجبانة التي يندى لها الجبين.
ولان كل تلك المخططات التآمرية التي انتهجها علي محسن ومن خلفه حركة الاخوان المسلمين (حزب الاصلاح) باءت بالفشل في تحقيق اهدافها بالانقلاب والاستيلاء على السلطة ،فقد لجأ علي محسن وأولاد الاحمر ومعهم قيادات الاخوان المسلمين الى تخطيط وتنفيذ اكبر جريمة ارهابية في الالفية الثالثة وهي جريمة تفجير جامع دار الرئاسة الارهابية في اول جمعة من رجب الحرام الموافق 3 يونيو 2011م والتي استهدفت اغتيال وتصفية رئيس الجمهورية آنذاك علي عبدالله صالح وكبار قيادات الدولة اثناء ادائهم صلاة الجمعة حيث سارع فريق علي محسن والإخوان الى الاحتفاء بالجريمة عبر خطيب ساحتهم في شارع الستين وانبرت وسائل اعلامهم لتغطيتها وتحويلها الى نصر مبين ،بل ان بعض قياداتهم لم تخفي تورطها عبر تصريحات اطلقتها للقنوات الخارجية المساندة للإخوان وفي مقدمها الجزيرة ،قبل ان يذبحوا الثيران في ساحة الجامعة احتفالاً بتلك الجريمة الارهابية.
ولم يكن احتفاؤهم بالجريمة الارهابية وحده دليلاً على تورطهم فيها بل اثبتت التحقيقات التي اجرتها اجهزة الامن الرسمية فيما بعد ضلوع علي محسن وأولاد الاحمر وقيادات الاخوان في تنفيذ تلك الجريمة الارهابية البشعة التي راح ضحيتها عدد من الشهداء من ضباط الحرس الرئاسي ،وقيادات الدولة في مقدمهم شهيد اليمن وعزيزها رئيس مجلس الشورى الشهيد عبدالعزيز عبدالغني ،وكانت عناية الله لمخططهم بالمرصاد فقد نجا رئيس الجمهورية آنذاك علي عبدالله صالح ورفاقه من الموت رغم الاصابات الخطيرة التي تعرضوا لها نتيجة التفجير الارهابي .
ومع ان موقف الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح الذي ما أن افاق من غيبوبته جراء اصابته في تلك الجريمة وجه بعدم اطلاق أي رصاصة كرد فعل على الجريمة ،إلا ان علي محسن وقيادات الاخوان عمدوا الى استغلال سفره وكبار قيادات الدولة الى الخارج لتلقي العلاج لاستكمال مخطط الفوضى والتصعيد عبر محاولتهم مهاجمة المعسكرات وتحريض المعتصمين في ساحة الجامعة على الزحف الى مؤسسات الدولة كما حدث في محاولتهم التمدد الى جولة كنتاكي حيث ظهر يومها المتحدث باسم علي محسن المدعو عسكر زعيل ليفاخر بتقدمهم ويهدد بأنهم على استعداد لتقديم (200) الف شهيد من اجل الوصول الى دار الرئاسة في السبعين وإسقاطه.
ورغم ان العام 2011م انتهى بتوقيع المبادرة الخليجية من قبل رئيس الجمهورية انذاك علي عبدالله صالح الذي رغم كل آلامه وجراحاته حرص على حقن دماء اليمنيين وسلم السلطة سلمياً الى عبدربه منصور هادي ،إلا ان مخططات علي محسن وقيادات الاخوان التآمرية ظلت مستمرة من خلال تعاونهم مع هادي الذي تولى السلطة رئيساً للبلاد في هيكلة وتدمير الجيش والأمن وإقصاء القيادات العسكرية الوطنية وتفكيك المعسكرات وتسليم كل معلومات القوات المسلحة اليمنية والأمن الى الخارج وتحديدا الى الخبراء الاجانب الذين اشرفوا على ما سمي بإعادة الهيكلة ،بل وعمد علي محسن وقيادات الاخوان الى استغلال السلطة وهادي في تفكيك معسكرات معينة وتسريح منتسبيها وقياداتها من الخدمة خاصة تلك التابعة للحرس الجمهوري والأمن المركزي و ادخال الآلاف من ميليشيات الاخوان المسلحة بديلا عنها .
والحقيقة ان سرد ما ارتكبه علي محسن منذ العام 2011م من جرائم ومخططات تآمرية اكبر من ان يحويها مقال صحفي، ويكفي هنا معرفة ان كميات الاسلحة والمعدات والذخائر التي كانت تصرف بأوامر الرئيس علي عبدالله صالح للوحدات التي كانت تتبع الفرقة الأولى مدرع، وتلك الوحدات التابعة للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية، كان على محسن يوجهها لأغراض أخرى ولم تكن تنقل الى الوحدات اطلاقاً، إلا القدر اليسير، وكان يخزنها في اماكن لا احد يعرفها إلا هو وبعض القادة والضباط المرتبطين به وخاصة الإصلاحيين.
علي محسن الذي أحاط نفسه بهالة كبيرة واستطاع استقطاب بعض ضعفاء النفوس من المشائخ وقيادات الأحزاب والمتمصلحين وإغراءهم بأموال الدولة، وإمكاناتها ،وسلطاتها ، وسلاحها ، وسياراتها التي كان يتحصل عليها بأوامر رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، كان من أكبر الفاشلين في تاريخه العسكري، ولعل سجله في حرب المناطق الوسطى وما لحقه فيها من فشل ذريع، وكذلك حرب الدفاع عن الوحدة والتصدّي للانفصال التي لم يكن له أي هم أو هدف منها سوى تمكين الإصلاح من الانتقام والنهب والتدمير لكل المقدرات الوطنية، ونهب الممتلكات العامة والخاصة والسطو على مقرات ومؤسسات الدولة، والبسط على الأراضي والمساكن والقيام بتوزيعها لأتباعه وللمتنفذين وتجَّار الحروب، وكذلك تهميش أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وحرمانهم من حقوقهم، بالإضافة إلى الاستيلاء على مخازن الأسلحة والذخائر التي كانت في معسكرات الدولة في عدن ولحج وأبين والضالع وشبوة، ونهبها ونقلها إلى مخازن الإصلاح، وهي التي وجّهها الإصلاح إلى صدور أبناء القوات المسلحة والأمن من عام 2011م إلى اليوم.
وليس مبالغة القول إنه لم يكن غريباً أو مفاجئاً أن يمارس علي محسن كل تلك الجرائم، فقد عرف عنه تعطّشه للدم والقتل والنهب والاختلاس، ومع ذلك فقد كانت خيباته أكثر بكثير من نجاحاته فيما كان يخطط له ويمارسه، إلّا في التآمر على الوطن والشعب وارتكاب جريمة الخيانة الوطنية، فلقد كان فيها ناجحاً وبامتياز، فالرجل الذي صنع منه علي عبدالله صالح شيئاً مذكوراً خان القسم، والعهد، وخان ولي نعمته علي عبدالله صالح، وارتبط بدوائر الإستخبارات التابعة لبعض دول الخليج مثل قطر والسعودية، وقبض منهم الأموال والأسلحة والسيارات التي سخّرها للتآمر على الوطن.
ولان سجل علي محسن الاحمر حافل بالتآمر والخيانة فقد اصر هذا الرجل على ان ينهي تاريخه بالأسوأ من كل ما ارتكبه من جرائم ،فبعد هروبه يوم 21 سبتمبر 2014م إلى السعودية، وعقب انطلاق عدوان التحالف الذي تقوده الاخيرة على الشعب اليمني في 26 مارس 2015م اوكلت الى علي محسن مهمة جديدة من قبل اسياده حيث اصبح مشاركا في مركز القيادة والسيطرة لعمليات العدوان السعودي المسمى عاصفة الحزم في الرياض وتولى مسؤولية تحديده للمواقع التي استهدفتها الغارات الجوية لطائرات تحالف العدوان بقيادة السعودية، من خلال تزويده لهم بالإحداثيات للمدن والمنازل والمنشآت العامة والخاصة والمصانع الحكومية وتلك التابعة للقطاع الخاص، والمزارع العامة والخاصة، والجامعات والكليات والمدارس والمعاهد والمساجد والطرق والجسور والمطارات والموانئ والمعالم الأثرية والتاريخية والمنشآت والمناطق السياسية التي تتفرد بها بلادنا، إلى جانب استهداف منازل وممتلكات الزعيم علي عبدالله صالح وإخوانه وأبنائهم وكل أفراد أسرته التي دمرتها طائرات العدوان وبوارجه بصواريخ وقنابل محرّم استخدامها دولياً، وكافأته السعودية بتعيينه نائباً للفار عبدربه منصور هادي.
الأمر الذي جعله يتفانى في خدمة السعودية وقطر وبقية دول التحالف، ويعمل على إعداد خطط المعارك في جبهات القتال سواء في مأرب وصرواح ونهم، أو في الطوال وميدي والبقع وكتاف وعلبين، وإشرافه الشخصي ميدانياً على تلك العمليات التي تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبية والمتطوعون من رجال القبائل الشرفاء من إفشال اهدافها وكل ما يخطط له علي محسن وإلحاق الهزائم المنكرة بمرتزقة السعودية وعلي محسن.
والحقيقة التي سيسجلها التاريخ ويجب ان يعرفها كل ابناء الشعب اليمني ان علي محسن هو المسئول الأول، إلى جانب الفار عبدربه منصور هادي عما تعرضت له المدن والقرى من اعتداءات وتدمير بالغارات الجوية والبحرية، وما تعرضت له تجمعات المواطنين سواءً في قاعات العزاء أو في المناسبات الأخرى، وفي الأسواق والميادين العامة، وعن مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدوان، لأنه هو بنفسه من حدد إحداثياتها وأبلغ عنها وهو المسئول الأول والأخير هو ورفيقه الخائن عبدربه منصور هادي عن الدفع بالمرتزقة لمساندة القوات الغازية التابعة لدول العدوان، وفي مقدمتها السعودية لتدنيس واحتلال الأرض اليمنية الطاهرة، وللاعتداء على أفراد القوات المسلحة واللجان الشعبية، غير مدرك أنه يرتكب جُرماً لا يساويه جُرم مهما بلغ مستواه، حين يقوم بدفع يمنيين تم استئجارهم لقتل إخوانهم اليمنيين، بمبرر تحرير اليمن من أبناء اليمن.. فهل هناك غفول وخيانة وتآمر وعمالة أكثر من هذا..؟!!
|