الميثاق نت -

الإثنين, 27-مارس-2017
كتب / محمد شرف الدين -
السعودية، أمريكا، اسرائيل، بريطانيا، الامارات، فرنسا، مصر، السودان، قطر، الاردن، البحرين، الكويت، جيبوتي، اريتريا وفلسطين وغيرها.. لماذا تعتدي كل هذه الدول وغيرها على اليمن وشعبه؟
عامان بالتمام مرا بنهاية يوم أمس الأحد الـ26 من مارس على بدء أكثر من 17 دولة بقيادة السعودية عدوانها الهمجي على اليمن اصبح خلالهما مسرحاً للمجازر بالغارات الجوية إذ استحالت السماء جحيماً ينهال على رؤوس المدنيين وتحول المجتمع الدولي إلى متفرج على مأساة إنسانية بحجم الكارثة يبيح فيها العدوان الذي تقود السعودية قتل الرضيع بدم بارد وتباد أسر بأكملها شباباً وشيوخاً وأطفالاً ونساء بدون ذنب وبدون أي سبب.
السعودية، أمريكا، اسرائيل، بريطانيا، الامارات، فرنسا، مصر، السودان، قطر، الاردن، البحرين، الكويت، جيبوتي، اريتريا وفلسطين وغيرها.. لماذا تعتدي كل هذه الدول وغيرها على اليمن وشعبه؟
عامان بالتمام مرا بنهاية يوم أمس الأحد الـ26 من مارس على بدء أكثر من 17 دولة بقيادة السعودية عدوانها الهمجي على اليمن اصبح خلالهما مسرحاً للمجازر بالغارات الجوية إذ استحالت السماء جحيماً ينهال على رؤوس المدنيين وتحول المجتمع الدولي إلى متفرج على مأساة إنسانية بحجم الكارثة يبيح فيها العدوان الذي تقود السعودية قتل الرضيع بدم بارد وتباد أسر بأكملها شباباً وشيوخاً وأطفالاً ونساء بدون ذنب وبدون أي سبب.
مأساة إنسانية عاشتها اليمن ونتائج كارثية على المدنيين بفعل تحالف عدوان الشر.. واقعٌ وثَّقته المنظمات الحقوقية الدولية خلال العامين الماضيين مؤكدة البعد الإجرامي لغارات العدوان الجوية التي تستهدف المناطق السكنية والبنى التحتية بصورة ممنهجة.
هذا العدوان الذي يهدف الى تمزيق أوصال اليمن وقطع أرزاق اليمنيين لم يراعِ قانوناً دولياً أو انسانياً ولم يراعِ أي مقدس حيث بدأت المجاعة تضرب بأطنابها نتيجة الحصار المفروض وبات اليمنيون بالملايين مهددين بالموت تحت وطأة النقص الحاد في الغذاء والدواء.
لم تكتفِ دول العدوان هذه بإبادة اليمنيين بالطائرات والصواريخ والبارجات بل تقتلهم بالأسلحة المحرمة دولياً ومنها القنابل العنقودية المصنعة بريطانياً وغيرها من القنابل المحرمة دولياً المصنعة في امريكا والبرازيل وكندا وفرنسا وغيرها.
وسواءً أكانت حمم القنابل التي تلقيها الطائرات محرمة دولياً أو استثني تحليلها في الحرب على اليمن فالنتيجة واحدة وهي قتل الأنفس بغير حق وأن يقتل تحالف العدوان الآمنين المطمئنين في بيوتهم وهم أعزل ما يكونون عن السلاح المتذرع به وكذلك تجويع البشر المستمر بحصار مفروض جواً وبحراً وبراً.
وللتجويع قصة أخرى من قصص العدوان، إذ يتحمل المسؤولية الكبرى من تهديد الملايين بشبح المجاعة التي حذرت منها الأمم المتحدة في وقت فاقم فيه استهداف طيران العدوان للبنى التحتية من العجز عن توفير الغذاء للغالبية من اليمنيين إذ يعاني أكثر من ثلاثة ملايين يمني نقصاً حاداً في الغذاء بينهم مليونا طفل على الأقل، يضاف إليهم سبعة عشر مليوناً مهددين بالمجاعة.
لقد ارتكب تحالف العدوان من المجازر مالم يرتكبه احد قبله في أي حرب من الحروب.. مما يجعل كل طفل وشيخ وامرأة يمنية يتساءلون: ما الذي فعلته اليمن بكل هذه الدول حتى تقتلنا بدم بارد وتدمر بنيتنا التحتية وتهدم البيوت على رؤوس ساكنيها؟!
وأين ذهبت هذه الدول بمواثيق الأمم المتحدة والجامعة العربية والمواثيق الدولية؟
بل أين ذهبت بالأخوَّة العربية خاصة وأن الشعب اليمني تربطه بشعوب تحالف العدوان علاقات وثيقة خاصة منها الدول العربية التي تعتدي اليوم على اليمن..؟!
الشعب اليمني لم يكن شعباً استعمارياً قط ولا تربطه حدود مع كل هذه الدول المعتدية سوى السعودية.. فما الذي فعله الشعب اليمني بالرئيس عمر البشير أو بالشعب السوداني.. وما الذي فعله الشعب اليمني بالشعب المصري حتى يذهب السيسي لترك نهر النيل يُسرق ويرسل جيش مصر ليحارب اليمن وتقصف بوارجه مدنها.. ثم ما الذي فعله الشعب اليمني بحق قطر أو الأردن أو الامارات، ولا تربطه بهذه الدول حدود برية ولا بحرية، ولم تستولِ اليمن على جزء من أراضيها أو تحتل جزرها.. ولم تنهب ثرواتها أو تتدخل في شئونها الداخلية.. كما أن اليمن لا تأوي المعارضين لسياسة هذه الأنظمة الديكتاتورية المستبدة.
لهذا تبدو الحرب على اليمن والشعب اليمني مجرد تعبير عن حالة نفسية لأنظمة دموية لا تعيش إلاّ على سفك الدماء والخراب وقتل الأبرياء.. أنظمة سادية متعطشة للدماء وجدت لصاً يمتلك ثروات الأمة لتشاركه هذا الجرم الذي لن يفلت مرتكبوه من العقاب أبداً.
الشعب اليمني شعب مسالم منذ أن وجد على هذه الأرض فلم يعتدِ على أية دولة من دول العالم حتى وهو في عز مجده وقوته الاقتصادية والعسكرية.. بل ظل شعباً يجسد أروع صور التعايش السلمي قديماً وحديثاً، ولعل حل مشكلة الحدود مع دول الجوار سلمياً وعبر الحوار وعلى قاعدة لا ضرر ولا ضرار في عهد الزعيم علي عبدالله صالح تأكيد واضح على أن اليمن ليس له عداء مع أي من دول العدوان وفي المقدمة السعودية وجيبوتي واريتريا التي تم حل الخلاف معها حول ارخبيل حنيش عبر التحكيم الدولي وصدر الحكم الدولي ليؤكد ملكية اليمن للأرخبيل.
وما يحز في النفس اليوم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يقف وبشدة ضد الشعب اليمني يتناسى الدماء اليمنية الطاهرة التي بذلها ابناء الشعب اليمني طوال نصف قرن من أجل تحرير فلسطين، بينما نجد هذا المتغطرس والناكر للجميل والمتاجر بدماء وأرض فلسطين يذهب وبكل وقاحة الى المتاجرة بدماء الشعب اليمني والى دعم العدوان السعودي مقابل الحصول على الأموال المدنسة التي يضيفها الى أرصدته في البنوك الغربية.
أما الطاغية اسماعيل عمر جيليه الرئيس الشكلي لجيبوتي فليس مستغرباً من رئيس عاجز عن أن يحمي أرضه من أطماع أسياسي أفورقي وبائع أرض جيبوتي كقواعد عسكرية للدول الأجنبية ولكل من هب ودب، أن يتآمر أيضاً على الشعب اليمني الذي أحسن إليه كثيراً، وتنكر لكل ما قدمته اليمن حتى أمس القريب.. لكنه يبدو مجرد عسكري في أرض المعركة ستتم التضحية به قريباً ولن يجد ملاذاً آمناً له من مطاردة الشعب اليمني والأخذ بثأر أبنائه منه.
وبهذه الذكرى المشئومة لابد من التذكير هنا أن الشعوب الحرة هي التي ستنتصر لا محالة على الغزاة والمعتدين.. والشعب اليمني الذي انتصر على الامبراطورية التي لم تغب عنها الشمس وهو حافي الأقدام، لن يُهزم أمام جيوش الكبسة والأنظمة الهشة أبداً..
والأولى أن يتساءل الجميع: ما الذي فعله الشعب اليمني بملك داعش سلمان حتى يشعل كل هذه المحارق ويرتكب كل هذه المجازر وحرب الابادة بحق الشعب اليمني.
إن على الشعوب العربية وفي مقدمتها قواها السياسية المؤمنة بعدم التدخل في شئون الدول الأخرى أن تقف ضد استمرار الحرب على الشعب اليمني وان تحذر شعوبها من تداعيات هذا العدوان غير المبرر، لأنها هي التي ستدفع ثمن هذه الجرائم اليوم أو غداً، إذا لم تتحرك لوقف هذه الكارثة.. ولتتعظ من مذابح الأتراك للأرمن، أو الألمان لليهود.. بل إن الدم اليمني سيكون الأسرع في أخذ ثأره، مستنداً الى القيم والاخلاق الدينية والإنسانية التي واجه بها هذا العدوان وألحق به الهزائم النكراء منذ أيامه الأولى.
قد يطيل المال السعودي والخليجي العدوان على اليمن، لكنه سيكون وبالاًٍ عليه، ولن يكون الثمن أقل من زوال ممالك النفط.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49726.htm