الميثاق نت : - عمل النظام السعودي منذ بدء عدوانه في الـ26 من مارس 2015م على توظيف امبراطوريته الإعلامية التي يمتلكها، ومعها الكثير من القنوات الفضائية والوسائل الاعلامية العربية والغربية المختلفة، لتجميل صورة عدوانه وقلب الحقيقة والتغطية على جرائمه ومجازره التي يرتكبها ضد اليمنيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء وكبار السن، وتدميره المتعمد للمنشآت المدنية والبنية التحتية اليمنية.
طيلة عامين وهذا النظام الإجرامي المتجرّد من كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية يعمل على شراء المؤسسات الإعلامية ودفع الرشاوى لقياداتها والكثير من الصحفيين والكتاب أكانوا عرباً أو أجانب، بهدف تشويه الوقائع والأحداث ونقل صورة مغايرة لما يحدث في اليمن باعتماد أساليب الكذب والتضليل، وبث الشائعات، من أجل زعزعة الصف الوطني وكسر الصمود الجبار لرجال الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية في مختلف جبهات المواجهة ولكن هيهات له ذلك..
لقد اعتمد النظام السعودي حرباً إعلامية ونفسية شرسة مواكبة لحربه العسكرية، وجند من أجل ذلك الكثير من خبراء الإعلام وأساتذة علم النفس لإدارتها من مختلف انحاء العالم تنفيذاً لمخططه التآمري التقسيمي وخدمة للأجندة الأمريكية الغربية في اليمن وفي المنطقة عموماً!
بدا الإعلام العربي والخليجي الداعم للعدوان كركيزة أساسية في هذه الحرب الظالمة وهذا العدوان الإرهابي، ورغم الامكانات الضخمة والهائلة التي رصدها النظام السعودي لإنجاح حربه الاعلامية والنفسية الشعواء على اليمن واليمنيين، إلاّ أنه لم يستطع بسلطاته ونفوذه الواسع تضليل الرأي العام العربي والعالمي، واختراق العديد من المؤسسات الإعلامية العربية أكانت فضائيات أو صحفاً أو مواقع الكترونية أخبارية، وأصيب بالخيبة عندما عجز وفشل في شراء كبار الكتاب والصحفيين العرب أمثال القامة والهامة الصحفية العربية محمد حسنين هيكل -طيَّب الله ثراه- والصحفي والكاتب العربي عبدالباري عطوان، والاستاذ حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب، والباحث والكاتب والصحفي اللبناني فيصل جلول، والصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، والمحلل السياسي أنيس نقاش والدكتور عبدالحميد دشتي والشيخ سيف المسكري والناشط سيف النوفلي، وغيرهم الكثير الذين كان لهم مواقف مشرفة من العدوان السعودي وحلفائه على اليمن وفضحوا وعروا أهدافه وغاياته وجرائمه الشنيعة التي يرتكبها ضد المدنيين وضد اليمن عموماً..
مواقف قومية مشرفة عبّر عنها أصحاب الصوت العربي الحر إزاء العدوان الإجرامي الذي يقوده النظام السعودي ولم يستطع أو يتمكن من شراء أصواتهم وأقلامهم وقوميتهم العروبية، كما فعل مع كثيرين آخرين باعوا مصداقيتهم ومهنيتهم وإنسانيتهم وأخلاقهم وسقطوا غير مأسوف عليهم تحت أقدامنا بعد أن كنا نحسبهم أصحاب مبادئ وقيم ومواقف تجاه مجمل القضايا العربية الحاصلة!
لقد استطاعت الوسائل الإعلامية والصحفية اليمنية المختلفة -والتي لا يمكن مقارنتها بامبراطورية الإعلام العدوانية، ومعها بعض الكتاب والصحفيين والباحثين والمحللين السياسيين العرب - مواجهة امبراطورية الاعلام العدوانية بكاملها وفضحت وعرَّت ممارساتها وأساليبها التضليلية واكاذيبها وفبركاتها الإعلامية التي دأبت عليها ومازالت منذ بدء العدوان.. وبمواجهات مكشوفة تم فضح كتاب ومحللي وسياسيي وصحفيي الدفع المسبع ومرتزقة الإعلام العربي، وايصال الحقيقة- التي عملت وسائل إعلام العدوان على اخفائها أو تشويهها -الى الرأي العام العربي والغربي.
عجزت وفشلت الماكينة الإعلامية السعودية والخليجية والعربية الداعمة للعدوان في تحقيق أهدافها التي وظفت وجندت من أجلها.. ولم تفلح الامكانات الضخمة والهائلة التي منحت لها في زعزعة الصف الوطني والعربي المناهض للعدوان، كما لم تتمكن من كسر وتقويض الإرادة القوية والعزيمة الجبارة للجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية، الذين تمكنوا من تلقين العدوان ومرتزقتهم الدروس العظيمة في سفر الوطنية والشرف والكرامة، والتي لم ولن ينساها قادة العدوان وجيوشه أبداً.
إن ما يهمنا في هذا المقام وبعد مرور عامين من الصمود والمواجهة أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا للأقلام العربية الكبيرة الذين رفضوا الاغراءات المادية التي عرضها عليهم قادة العدوان وفي مقدمتهم النظام السعودي مقابل التخلي عن قوميتهم وعن قيمهم وأخلاقهم والارتماء في احضان العدوان وتجميل صورته.
تحية إجلال وتقدير للأستاذ محمد حسنين هيكل «رحمة الله عليه» الذي رسم معالم هذا العدوان وأوضح أهدافه وتفاصيله منذ البداية كما وضع خاتمته التي لن تكون إلاّ لصالح اليمن واليمنيين.
تحية شكر وتقدير للأستاذ الباحث والصحفي فيصل جلول وللأستاذ عبدالباري عطوان وابراهيم جمعة وأنيس نقاش، وهي أيضاً لكل كاتب وصحفي وباحث ومحلل سياسي وإعلامي عربي رفض هذا العدوان وأسهم بمختلف الصور والاشكال في كشف وفضح وتعرية جرائم القتل والتدمير التي قام بها العدوان طيلة العامين الماضيين ومايزال يرتكب المزيد من الجرائم والانتهاكات الإنسانية بحق اليمنيين.
ويكفي اليمنيين معرفتهم هذه الاسماء وتلك الشخصيات الذين وقفوا الى جانبهم في مواجهة العدوان وايصال صوتهم ورسالتهم الى المجتمع العربي والغربي، والتي بدت قيادات انظمتهم متواطئة وشريكة في قتل اليمنيين وتدمير اليمن.. يكفي اليمنيين معرفة أن هؤلاء أثبتوا انتماءهم لليمن وهويتهم اليمنية والقومية، بعكس كثير من الكتاب والصحفيين والمحللين والباحثين اليمنيين الذين سقطوا في مستنقع العدوان وشاركوه مختلف الجرائم التي ارتكبها ضد اطفال ونساء اليمن والمدنيين عموماً.. وظلوا طيلة العامين الماضيين من عمر العدوان يبررون لتلك الجرائم ويتوهمون الأحداث والوقائع ويكذبون ويضللون خدمة لأسيادهم وباعوا وطنهم وشرفهم وكرامتهم ليكونوا عبيداً تحت أقدامهم.
|