الميثاق نت -

الثلاثاء, 28-مارس-2017
حوار/ نجيب شجاع الدين -
دعا الأستاذ مطهر تقي -عضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر الشعبي العام- القوى السياسية الى ضرورة اختصار الوقت ونزيف الدم اليمني بالاحتكام الى الثوابت الوطنية في تكوين رؤية حل يمني لإنهاء الأزمة وتقطع الطريق على من يسعى الى جعل اليمن ساحة للصراع الإقليمي. وأكد تقي أنه لا مناص من المصالحة الوطنية، وأن من يراهن على الحرب سيخسر.
وقال القيادي المؤتمري: إن السعودية نجحت في تدمير مكتسبات الشعب لـ50 سنة لكنها لا تستطيع نقل اليمن الى قارة أخرى ولابد من علاقة جوار متكافئة وترعى المصالح المشتركة.
لافتاً الى أن الفار هادي واسرائيل يتساويان في التأييد والدعم المقدم من دول أوروبية وأمريكية وخليجية.. وأضاف: أن العدوان السعودي ألحق أضراراً فادحة بـ2000 منزل في صنعاء القديمة وأنها باتت مهددة بالخروج من قائمة التراث العالمي.. الى الحصيلة:
♢ بدايةً ما تقييمك للمشهد اليمني خاصة بعد مرور عامين على العدوان السعودي؟
- حقيقةً المشهد صعب ومقلق أيضاً فمن يطلع على الخارطة السياسية العسكرية سيجد الخوف متجسداً في هذا التقسيم الجغرافي لليمن..
صحيح أن السواد الأعظم من المواطنين تحت مظلة صنعاء و«المؤتمر وأنصار الله» ولكن حين تطّلع على خارطة المحافظات الجنوبية تجد فيسفاء متنافرة ومتقاسمة ومتناحرة، المحافظة الفلانية تسيطر عليها داعش- القاعدة بل وتصدران احكامها على مستويات عدة- تجد أنك بين ثلاث قوى، الأولى يمثلها عيدروس الزبيدي بأمنه وسجونه، وجزء آخر من عدن تحت سيطرة شلال شائع وما يمتلكه من سجون وقوات وموارد، والثالثة لحسين عرب.
وتجد هادي وبن دغر في المعاشيق لا يظهر التلفزيون إلاّ الوجه المراد الكشف عنه، واذا توجهت الى المكلا ستجد أن الإماراتيين لهم مندوبهم السامي ولهم قواتهم كما هم أيضاً في الحزام الأمني لعدن.
واذا اتجهت نحو الشمال في مأرب ستجد هناك قوة أو شبه حكومة يحكمها العرادة، وللأسف عندما أكتشف أنا كمواطن يمني افتخر بالوحدة وأن المواطن بالشمال حتى وان كان وزيراً من الصعب عليه أن يذهب الى عدن وأن يتجول ويعيش فيها.. كما هو الحال كذلك لأبناء المحافظات الجنوبية من الوزراء لا يستطيعون الذهاب الى مأرب إلاّ كضيوف.. هذه الجغرافيا والسياسة المتشابكة تجعل الأفق السياسي معقداً لا تجد فيه رؤية يمكن أن تساعد على الخروج بحل.. أعتقد أن أي محلل سياسي لا يرى في هذا المشهد سوى أنه مليئ بالتعقيدات وأن هناك محاولة فرض أمر واقع وعندما يروج لما يسمى بالأقاليم واليمن الاتحادي والمواطن البسيط يعرف أن اليمن متحد منذ ان وجد فهو دولة واحدة من عهد السبئيين والحميريين ثم ما بعد عصر الاسلام حتى انفصل سلطان لحج في 1227هـ عن الإمام في صنعاء نظراً لضعف الإمام وقتها أحمد بن المنصور علي.. فاليمن عبر التاريخ موحد ولكن للأسف هناك مخطط تآمري يهدف لتمزيق اليمن والاقتتال بين ابنائه.
♢ هل هذا يعني أن اندلاع الحرب في اليمن أسهل من ايقافها؟
- النار أولها شرارة، لكن أن تخمدها فإن التحدي هنا كبير، اليوم مضى عامان على بدء العدوان على اليمن وستظل الساعة الثانية عشرة من منتصف ليل الـ26 من مارس 2015م محفورة في الذاكرة اليمنية.
لقد كان الشعب اليمني مصدوماً من هول تلك الغارات وفوجئ أنه هو الضحية وليس الحوثي وصالح كما يروج إعلام العدوان فالحرب استهدفت المواطن اليمني، الأمر الذي غير المعادلة وبالتالي أصبح الزعيم علي عبدالله صالح والسيد عبدالملك الحوثي في نظر الجميع رمزين وطنيين ورمزي مقاومة عدوان ومحافظين على سيادة وكرامة البلاد.. وفعلاً لو كان هناك رؤية سياسية حقيقية لإعادة ما يسمى بالشرعية كان على قوات التحالف أن تتعرض بالقصف للمنشآت العسكرية فقد يشفع لها ذلك والمواطن ربما يأخذ مكان المتفرج، لكن بعد استهداف المواطن واستهداف حياته ومنشآته ومدرسته وطريقه ومنزله وحتى مياه الشرب مستهدفة فإن الموقف الشعبي تحول الى مقاوم واستنهض الشعب اليمني حضارته العظيمة وأصبح كالمارد الذي خرج من قمقمه، والمراقبون محتارون كيف استطاع اليمني أن يستمر بصموده الاسطوري رغم أنه لا مقارنة اطلاقاً بين الامكانات.
أقول إن الحرب اليوم هي حرب إرادة.. إرادة العدوان وما يمثله بجبروته المالي والسلاح وسلطة سياسية مؤثرة على العالم.. وإرادة شعب يعتمد على إمكاناته البسيطة غير أنه أقوى بكثير من أي إرادة عسكرية أو مالية أو سياسية، فالمواطن اليمني الذي يحارب العدوان سواءً في الجيش أو اللجان الشعبية أو متطوعي القبائل هم يدافعون عن كرامة وسيادة وطنهم وعن أولادهم، والوضع الآن أصبح فيه ثأر بين كل مواطن وبين كل من اعتدى على اليمن.
شخصياً كمواطن أشعر أن الفسيفساء السياسية يجب أن تتخذ موقفاً واحداً إزاء القضايا الوطنية لأنها لا تتجزأ وكنت أتمنى أن يكون هناك صوت من حزب الاصلاح يقف ضد الاعتداء على الوطن ويندد على الأقل بقتل الأطفال والنساء والشيوخ واستهداف المنشآت لأن استهداف كل هؤلاء هو استهداف للمواطن وليس استهدافاً لصالح أو الحوثي، فالمستشفيات والطرقات والمصانع والمدارس هي مقدرات الوطن.. وكنا نتمنى أيضاً أن نسمع صوتاً مماثلاً من حزب الاصلاح أو الاشتراكي أو الناصري المتواجدين في الخارج، لهم الحق في أن يختلفوا مع المؤتمر وأنصار الله وليس بالضرورة أن يتوافقوا في كل شيء لأن السياسة لا تعني التوافق الكامل، لكن أنا كمواطن أريد أن أسمع صوتاً لهم يندد بالمذابح التي جرت في قاعات الأعراس وبقتل العدوان للمواطنين في الأسواق الشعبية وقصفه للصيادين في عرض البحر وكذا المصانع والجسور.
وأنا أقول لهم ما ذنب هؤلاء المواطنين، أليسوا أخوتكم وأبناء جلدتكم والدم الذي يُسال أليس يمنياً؟
♢ هل من المعقول أن اعضاء هذه الأحزاب كافة مجمعون على تأييد العدوان؟
- صحيح أنا عضو لجنة دائمة في المؤتمر ورئيس فرع مؤتمر أمانة العاصمة لمدة 8 سنوات ومن المؤسسين للتنظيم، لكني أشعر وأنا في المؤتمر أن لي حرية القول.. وأن المؤتمر لا يبرمجني حسب خطه السياسي.. ميزة المؤتمر أنك ضمن كيانه السياسي لكنك حر في تحليلك للأمور وعندما أرى المؤتمر مصالحه تتعارض مع مصالح الوطن والشعب فإن من حقي أن أنتقده وأحدد موقفي منه، وهذه ميزة حقيقية للمؤتمر لا نجدها لدى الآخرين وبالذات العقائديين والمؤدلجين الأمميين والقوميين.. هم أحرار في نهجهم السياسي لكنهم ليسوا أحراراً في أن يظلوا متفرجين على الوطن وعلى المذابح التي يراق فيها الدم اليمني.
عندما يقتل المواطن في عدن أو في أبين أو في مأرب أشعر بألم لأن هذا أخي وأختي، وابني وابنتي وأبي وأمي، وعندما نرى داعش والقاعدة تستعدي المواطنين في تعز أعرف أن تعز أصبحت اليوم موزعة بين قوى سياسية متصارعة والمواطن هو الذي يدفع الثمن.. هذا شيء مخزن عندما أرى أن هناك من ينفخ في كير المذهبية والمناطقية والانفصالية ويدعو الى تجزئة الوطن الى أقاليم.. فإنه بلا شك يشكل تهديداً للسلم الاجتماعي.
♢ كيف ترى إمكانية الحل.. وما المطلوب من القوى السياسية القيام به؟!
- شخصياً أنا مع المصالحة الوطنية وناديت بها منذ عام ونصف عبر العديد من الوسائل وهنا أؤكد مجدداً: سوف تنتهي الحرب وسوف نتفق لكن علينا أن نختصر الدماء والوقت الذي أصبح من الصعب على المواطن الاستمرار فيه وأن نتفق على المبادئ في الثوابت الوطنية، المعروف أن هناك ثوابت وطنية تجمع كل القوى السياسية فلنحتكم اليها ولتكن الرؤية والحل يمنياً ولنقطع الطريق على الصراع الإقليمي فمن الصعب أن يظل اليمن ملعباً له.
لا يهمني السعودي أو الإيراني وإنما يهمني يمنيتي وحريتي وكرامة وطني.. أنا أيضاً مع الجوار المتكافئ والعلاقة الندية والمتكافئة ورعاية المصالح، لا يمكن للسعودية أن تنقل اليمن الى قارة أخرى أو العكس فالجوار بيننا يحتم علينا الاحترام المتبادل ورعاية المصالح المشتركة.. واليمنيون عليهم أن يتفقوا، وأنا شخصياً أجد أن على الاصلاح -وهم الفاعلون في التأييد للعدوان أكثر من الناصري والاشتراكي- أن يجعلوا المصالحة الوطنية نصب أعينهم وبالتالي أن نتفق على مبادئ عامة للمصالحة الوطنية ولا غالب ولا مغلوب فالمنتصر هو الوطن وليس الحزب.. وأعول على المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله مسئولية كبيرة بهذا الشأن فهم على الأقل أحرار في اتخاذ قراراتهم وهم من يمثلون غالبية سكان اليمن.. اليوم عندما نرى 80% من الأرض اليمنية هي صحراء وخالية من السكان والمحافظات التي تحت إدارة العاصمة صنعاء تمثل غالبية السكان وفي الأخير كل من في اليمن يهمهم أن تتوقف الحرب وأن يتوقف نزيف الدم وفق إرادة طنية واحدة.. تقول للحرب كفى..
لا أدعي أن صنعاء تملك كل الحق وتمتلك كل الحقائق وإنما هناك معايير سياسية ينبغي التوافق عليها.
إن مستقبل البلاد بحاجة الى رؤى مشتركة تجعلنا جميعاً متناغمين وإذا بدأنا من حيث انتهينا في موفنبيك على سبيل المثال فهذه خطوة جيدة.
اليوم هذا العدوان تمكن ونجح نجاحاً عظيماً في تدمير مكتسبات اليمن لـ50 سنة.
السعوديون والاماراتيون لا أعتب عليهما فلهما مصالحهما ورؤاهما وارتباطاتهما الإقليمية.. أنا أعتب على اليمن الذي يرى اخوانه وأولاده يُذبحون دون أن يحرك ساكناً.
أتمنى أن تقدم صنعاء مبادرة وطنية تفتح الأبواب الموصدة مع المكونات السياسية مثل الاصلاح وغيره.. وتعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم وفق الثوابت الوطنية ولنتفق على صناعة المستقبل بعيداً عن أي تأثيرات إقليمية وخارجية.
♢ منظمات المجتمع المدني لِمَ لا تبادر باتجاه الحل والى أين انتهت بفكرة التجمع الوطني للعاصمة التي كنت رئيسها التحضيري؟!
- بدأنا بنشاطات طيبة ومازلنا، غير أنه وسط الصخب في الساحة السياسية هناك أولويات أمام الوطن والمواطن.
أتمنى أن تلتئم مؤسسات المجتمع المدني وتساعد في إيجاد رؤية وطنية سليمة.
لقد أثار استغرابي وسائل إعلامية تناقلت قبل فترة خبراً حول رسالة من بعض الشخصيات المجتمعية للرؤساء والملوك العرب للتدخل وسرعة ايقاف الحرب على اليمن.. وكان هؤلاء لم يسألوا أنفسهم من الذي اشعل الحرب ومن يمولها ، أليسوا هؤلاء الذين تخاطبونهم بوقف العدوان؟!
اذا كانت رسائلكم ستصل اليهم وتصل ضمائرهم نتمنى ذلك، في كل حال لا يمكن إغفال حتمية أن الحل يجب أن يكون أولاً يمنياً ويجب أن تكون كل أيادي سبأ مجتمعة.. وأنا واثق أنه في حال حصل هذا الأمر فلن يوجد طرف خارجي يمني واحد مستعد للتوجه الى الحرب.
♢ أنت من أبرز المنادين لإنقاذ صنعاء القديمة.. ما حجم الأضرار التي لحقت بها جراء العدوان.. وما المخاطر التي لاتزال تتهددها؟
- صنعاء القديمة أعلنت في عام 1984م مدينة تراث عالمي، وأنا منذ كنت وكيلاً لقطاع الثقافة بوزارة الثقافة بدأت جهودي المتواضعة منذ ذلك التاريخ ومازلت، وآخر تلك الجهود اجتماع اللجنة العليا للحفاظ على صنعاء القديمة برئاسة مدير مكب رئاسة الجمهورية الأستاذ محمود الجنيد وعضوية نائبه الاستاذ عبدالله الكبسي وزير الثقافة وكذلك وزير الأوقاف الاستاذ شرف القليصي وأيضاً أمين العاصمة الاستاذ أمين جمعان وعدد من المهتمين بتراث صنعاء من أبرزهم الأستاذ طه الهمداني والاستاذ محمد العامري وهذه اللجنة عقدت أكثر من اجتماع خلال الفترة الأخيرة وأصدرت قرارات إيجابية أهمها حصر 34 مخالفة جسيمة يجب إزالتها بأسرع وقت كي نجنب المدينة الأضرار وكي نتفادى مطالب سحب صنعاء من قائمة التراث العالمي.
وحالياً هناك ثلاثة مخاطر تواجه مدينة صنعاء أولها العدوان السعودي الذي استهدف 56 موقعاً أثرياً مهماً في اليمن وفي مقدمتها مدينة صنعاء القديمة فقد تم قصفها مباشرة بصواريخ كما حدث في بستان القاسمي وبستان الفليحي، ناهيك عن التأثير الخطير للانفجارات الهائلة وقد بدأت بتفجير سيارة مفخخة قبالة وزارة الدفاع في 2013م ثم توالت الانفجارات بفعل العدوان كما حدث إلقاء العدوان قنبلة فراغية على جبل نقم والقصف المستمر حول مدينة صنعاء، كل هذا أثر بشكل كبير عليها، وهناك أكثر من 2000 منزل تضررت بصورة مباشرة وغير مباشرة جراء العدوان السعودي.
الخطر الثاني هو المخالفات من قبل بعض الساكنين وخاصة بعض التجار الذي يقومون بتحويل عدد من المنازل الى متاجر والى أسواق واستحداث أبنية أسمنتية لا تتواءم والنمط المعماري وتخالف شروط قانون حماية المدن التاريخية الصادر في 2013م.
أما الخطر الثالث فهو الامطار كما حدث في العام الماضي وأدى الى تهدم وتضرر 46 منزلاً ونخشى أن تهطل الأمطار قبل أن يتم ترميمها وأخشى أيضاً أن تتضرر المزيد من المنازل لهذا الموسم ونحن على أبوابه، ولذا أهيب بكل المهتمين بالجانب التراثي والتاريخي سرعة العمل على تلافي هذه المخاطر..
وأوجه الشكر للأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي والدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس الحكومة اللذين أصدرا توجيهات الى وزيري الثقافة والأوقاف وأمانة العاصمة بسرعة الحفاظ على مدينة صنعاء وإزالة المخالفات المشوهة لجمالها وحضارتها، ومازلنا ننتظر قيام اللجنة العليا بتنفيذ ما توصلت اليه من قرارات.. وأشكر منظمات المجتمع المدني بحدود 16 منظمة تضامنت مع صنعاء وعلى رأسها الاستاذ طه الهمداني رئيس دائرة منظمات المجتمع المدني بالمؤتمر، كما أشيد بتفاعل أمين العاصمة أمين جمعان ووزير الداخلية اللواء محمد القوسي والنائب العام عبدالعزيز البغدادي ومتابعتهم المستمرة لإزالة المخالفات.
♢ ما تقييمك لمواقف المنظمات الدولية.. وهل يمكن القول إنها تحجم عن انقاذ صنعاء القديمة؟
- فيما يخص منظمة اليونيسكو أنا كنت على تواصل مع الدكتور أحمد الصياد ممثل اليمن.. ولاشك أنه في مثل هكذا ظروف فإن الجانب السياسي يسيطر على المنظمات الدولية.
وعندما هدد الناطق باسم تحالف العدوان عسيري بقصف صنعاء القديمة ومقر الأمن القومي أصدرت نداءً عاجلاً للمنظمات الدولية، وقد كان للأمم المتحدة ممثلة باليونيسكو موقف إيجابي وأكدت في بيان رفضها استهداف صنعاء وتراثها العالمي.
♢ باعتبارك أحد مؤسسي المؤتمر وأحد قياداته.. كيف تقرأ التحديات التي تواجهه في الوقت الراهن.. وما سبل التغلب عليها؟
- طبعاً أبرز تحدٍّ للمؤتمر هو مواجهة العدوان وإعادة اللحمة اليمنية الى ما يجب عليه وبالتأكيد فإن المؤتمر يتحمل عبئاً كبيراً فهو التنظيم الرائد الذي يضم في صفوفه عشرات الآلاف من الكوادر السياسية والثقافية والاجتماعية وهو الذي يعول عليه المواطن أن يتحمل العبء الأكبر في إخراج اليمن من هذه المحنة، كما يعول كذلك على انصار الله ولاشك أن فيهم وطنيين شرفاء عقلاء، لكن الخوف من الفئران الصغيرة «المتحوثين» ومن الذين يبحثون عن مصالح شخصية ضيقة.. لكن أقول البركة في القيادات الوطنية لأنصار الله والمعول عليها في تلاحمها مع المؤتمر، ولعل التحدي الكبير يكمن في مواجهة العدوان وأيضاً إخراج اليمن من هذا المأزق.

♢ كنت من المتحمسين لقدرة هادي على تجنيب البلاد المزيد من الأزمات حتى أنك اعتبرت القوى السياسية ملزمة بالوقوف الى جانبه.. ألا ترى أنك أخطأت في الحكم؟
- شوف.. كلنا خرجنا في العام 2012م لتأييد وانتخاب أو بالأصح لنصوت لمرشحنا الوحيد للرئاسة وهو عبدربه وبدعوة من رئيس المؤتمر الزعيم علي عبدالله صالح خرجنا جميعاً لانتخابه وكان الأمل أن يرسو بسفينة الوطن الى بر الأمان.
تعرف أن أزمة العام 2011م قضت على الاستقرار الذي كان اليمن ينعم به وأدخلته في نفق مظلم، والكل كان يرى في هادي المنقد للسفينة إلاّ أنه للأسف الشديد وكما نلاحظ اليوم فإن دولاً أوروبية وأمريكية وخليجية لم تقف مؤيدة إلاّ مع هادي واسرائيل وبالرغم من كل ذلك الدعم الذي حظي به فإن فاقد الشيء لا يعطيه.
ونقول: يكفي سنتين من فترة رئاستك السابقة وقد مدد لك الشعب أو الأحزاب لسنة ثالثة انتهت.. فدع اليمن وخوتم عمرك واطلب ايقاف العدوان فلعل التاريخ يحتفظ باسمك لأنه الآن في نظر التاريخ وفي نظر اليمنيين أبو رغال منصور هادي.. ونصيحتي للفار هادي أن يتخذ موقفاً إيجابياً واحداً تجاه الشعب والوطن لعله ينقذك من الوضع الذي أنت فيه.
♢ قبل أيام دشن المؤتمر خطته التنظيمية للعام 2017م، ما تقييمك للأنشطة والفعاليات التي يقيمها على مستوى المحافظات والمديريات؟
- لاشك أن رئيس المؤتمر الزعيم علي عبدالله صالح استعاد وهج وألق المؤتمر بمواقفه الوطنية الشجاعة واثبت انه الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه.. ولا أنسى جهود اعضاء اللجنة العامة والأمين العام للمؤتمر الأستاذ عارف الزوكا بشخصيته الوطنية المثابرة وكذلك رؤساء فروع المؤتمر في العاصمة والمحافظات.. إن الحراك السياسي المؤتمري الذي تشهده الساحة الوطنية أعاد الأمل للمواطن بأن النشاط المؤتمري لايزال في قمة عطائه وقد تجسد في هذه المواقف الشجاعة بالوقوف الى جانب الوطن ضد العدوان، ولا ننسى الحشد المليوني غير المسبوق الذي شهدته العاصمة بالذكرى الثانية للعدوان للعدوان على بلادنا بحضور الزعيم علي عبدالله صالح، ولعل في ذلك أبلغ رسالة بأن الشعب يعول على المؤتمر في استمرار صموده ضد العدوان وقيادة المرحلة وايصالها الى بر الأمان بالانتصار للإرادة اليمنية.
♢ أخيراً..
- أنا مواطن يمني مؤتمري أقف ضد العوان وضد المذهبية وضد استمرار نزيف الدم وضد الحرب التي يقتل فيها اليمني أخاه.. وأقف الى جانب كل ما يحفظ وحدة النسيج المجتمعي والخروج بحل يمني جماعي من كل الفئات السياسية.. وأدعو كل الشرفاء الى أن يقفوا مع وطنهم، ولا مناص من المصالحة الوطنية.. ومن يراهن على الحرب فهو خاسر.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49752.htm