الميثاق نت -

الثلاثاء, 28-مارس-2017
عبدالفتاح علي البنوس -
قلّبوا صفحات التاريخ صفحة صفحة ، واقرأوا أسطر صفحاته سطراً سطراً، استعينوا بما شئتم من تقنيات البحث الإلكتروني، ومن ثم أخبروني هل وجدتم نظيراً للصمود اليمني الأسطوري في مواجهة قوى الإرهاب والإجرام السعودي الوهابي الأمريكي الإماراتي على مدى حولين كاملين ، وهل وقعت أنظاركم على شعب تعرض لظلم وتعسف وتنكيل أفظع مما تعرض له شعبنا اليمني الأصيل في هذا العصر الراهن بقيادة الشيطان وقرنه وأذنابهم ؟!! وهل شاهدتم عزة وكرامة وشموخاً يضاهي عزة وكرامة وشموخ المواطن اليمني المعتدَى عليه ، والمستهدفة حياته وأفراد أسرته وأبناء وطنه ،والمضايق عليه في معيشته واقتصاده، وفوق ذلك يتحرك للجبهات للدفاع عن الوطن ،وآخر يجهز قوافل الدعم والإسناد والمدد للمرابطين في الجبهات ، وآخر ينفق من ماله الخاص لمواجهة الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم والذود عن حمى الوطن ، وآخر يدعم بنك وطنه لمواجهة أزمة السيولة النقدية في ظل ظروف صعبة ايماناً منه بعظمة هذا العمل وأهميته التي تصب في دعم الاقتصاد الوطني وإفشال مخططات الأعداء.
إنه شعب الجبارين بلا منافس.. عامان في ظل عدوان وحصار عاشهما السواد الأعظم من أبناء الشعب الشرفاء بصبر وثبات وصمود أبهر العالم بأسره.. عامان ولم تهتز شعرة من رؤوسهم ولم ترتعد فريصة من فرائصهم ،ولم يداخلهم يأس ولا إحباط ولا تراجع في صمودهم وثباتهم الذي كان ومايزال وسيظل متصدراً لعناوين الصمود والثبات والرجولة حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
عامان وطائراتهم تقتلنا وتقصف كل متحرك وساكن في بلادنا.. عامان وطائراتهم تحاول إرعابنا بأزيز أصواتها وتحليقها المستمر ورصدها العشوائي الهمجي.. عامان وصواريخ بوارجهم تقصف مدننا الساحلية ومنشآتنا الحيوية وتجمعاتنا السكانية ومدارسنا ومساجدنا ومستشفياتنا ومعاهدنا وجامعاتنا ومطاراتنا وموانئنا ومشاريعنا الخدمية ، ولم يسلم من شرهم حتى الموتى في المقابر.. عامان وصواريخهم ومدافعهم تقصف القرى والمناطق الحدودية اليمنية في صعدة وحجة مستهدفةً كل ما يمت فيها للحياة بصلة .
عامان وهم يزحفون على صنعاء، ويسيطرون على نهم، ويحتلون المخا، ويسقطون تعز، ويستولون على مأرب، ويحررون الجوف، ويحكمون الخناق على صعدة، ويتواجدون في حرض وميدي والبقع وعلب، ويتقدمون في الضالع وشبوة والبيضاء ويزحفون على صنعاء من ذمار، ويحتلون الحديدة، ويستعدون لإعادة الشرعية الدنبوعية وحكومة الفنادق والشاليهات، وتحرير اليمن من وهم التواجد والتدخل والوصاية الإيرانية المزعومة..
عامان من العنجهية والكبر والخيلاء والغطرسة والاستعلاء السعودي الإماراتي السافل تجاه شعب لطالما كان الأكثر قرباً منهم ،والأكثر خدمة لهم ، والأكثر حرصاً عليهم ، والأكثر احتراماً وتقديراً لهم ، شعب قابل كل ما سبق من وضاعات وحماقات قاموا بها، بصمود وثبات وصبر يعد بمثابة انتصار في حد ذاته، بعد أن كان الرهان على الخضوع والاستسلام في غضون أسابيع قليلة قياساً على ما تم حشده من قوات وعتاد وما تم رصده من إمكانات ودعم مالي ولوجيستي من قبل العدو السعودي الصهيوني ومن تحالف معه من البعران والمرتزقة..
عامان مضيا وندلف اليوم العام الثالث من عمر هذا العدوان ، كانت الكلمة فيها على الأرض للجندي والمقاتل اليمني بسلاحه الشخصي وبإيمانه القوي بعدالة قضيته ومظلومية شعبه.. عامان فرض المقاتل اليمني معادلات جديدة للحرب بإمكانات محدودة في ظل العدوان والحصار.. عامان أراد لنا فيهما الأعداء التشرذم والانقسام، وشاءت إرادة الله لنا ومن ثم حكمة ووطنية قادتنا الأفذاذ التوحد والاعتصام.. عامان والعالم المنافق الجبان لا يلقي لمعاناتنا بالاً، وكأننا -دولة وشعباً- خُلقنا للنسيان والتجاهل وحقول تجارب للأسلحة الأمريكية والبريطانية المبتاعة للكيان السعودي الإجرامي ؟!!!
عامان كان الصمود عنوانهما والمقاتل والمواطن اليمني فخرهما، لم نخضع فيهما للسعودية ولم نرتهن لإيران ، بل كان خضوعنا ورهاننا على الواحد الديان، ولم نستنجد ونلوذ لا بأمريكا ولا بإسرائيل ، فكان نجدتنا وملاذنا ومصدر قوتنا واعتمادنا الملك الجليل ، فكانت الحصيلة هذا الدعم والإسناد والمدد وهذه الألطاف الإلهية التي كانت وراء صمودنا وثباتنا وخلف انتصاراتنا التي تحققت حتى اليوم ، وها نحن اليوم نرسم لوحة جديدة من صمودنا ونحن ننهي العام الثاني وندلف العام الثالث، في ظل عدم صرف المرتبات ومتاجرة قوى العدوان ومرتزقتهم بهذه الورقة للتضييق على الشعب في معيشته.. لوحة بديعة رسمناها في ميدان الصمود والشموخ والكرامة والعزة والمجد ، ميدان السبعين الذي كان وما يزال وسيظل رمزاً للصمود والثبات اليمني ، لنؤكد فيه للعالم أن صمودنا لا ولن ينتهي بإذن الله ومهما بالغ المعتدي في وحشيته وإجرامه وحصاره ، ومهما نافق وجامل وتحامل وتآمر المجتمع الدولي على وطننا وشعبنا وتاجر بأوجاعه ومعاناته فلن نركع ولن نخضع حتى يتحقق لنا النصر الذي وعدنا به الخالق عز وجل في محكم كتابه (أُذن للذين يقاتَلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير) .
وحتى الملتقى ...... دمتم سالمين .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49753.htm