الثلاثاء, 04-أبريل-2017
الميثاق نت -       د. علي الغفاري -
يبدو للمراقب والمتابع للأزمة بين حكومتي بغداد واربيل في العراق الشقيق الناشبة أنها تمر في ظرف دقيق وخطير لا يمس سيادة الدولة المركزية العراقية وحدها بل أن عدواها ستنتقل إلی بقية دول المنطقة وسوف تستغلها إسرائيل وغيرها من الدول التي تطمع في تمزيق شمل الأمة العربية .
فخلال اليومين الماضيين ثم حدث جديد في العراق الذي يواجه تحديات كبيرة، والحدث الجديد قد يؤدي الی تحقيق طموحات إسرائيل ومن يقف معها بسبب ازمة كركوك بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل هذه الأزمة الجديدة والمبيتة أصلا هي الآن علی طاولة المفاوضات بين حكومتي بغداد واربيل، ودون شك فإن رفع علم إقليم كردستان في كركوك ورفض بغداد هذا التصرف فإن الأزمة بين أربيل وبغداد لن تمر مرور الكرام ولن تكون تجاذباتها إقليمية ولكنها مرشحة لتجاذبات دولية من الصعب حلها والعراق يواجه تحديات ومشاكل داخلية فوق طاقته، وبالتالي فإن أزمة رفع علم كردستان في محافظة كركوك يزيد من توتر وتفاقم الأزمات المتفاقمة علی المستوى العراقي وعلی مستوی المنطقة بقوة ، وأمام رفض مجلس النواب في بغداد رفع علم كردستان في مكاتب محافظة كركوك والتي هي جزء من العراق عبر التاريخ فإن حكومة أربيل من ناحيتها هي الآخری مصرة بقوة علی رفع علمها في واجهة ومكاتب محافظة كركوك مدعية أن إقليم كركوك جزء من إقليم كردستان الذي ينتج أكثر من 60% من نفط العراق الذي يعتمد عليه الشعب العراقي في عمليات البناء و التنمية والمعارك الجارية في أنحاء العراق .
الوضع خطير جدا والغرب بما في ذلك بعض الدول العربية مع تقسيم العراق وفصل إقليم كردستان عن الوطن الأم هي الخطوة الأولى نحو سايكس بيكو جديدة في الوطن العربي وما يجري بمناسبة مرور 100 عام علی التقسيم السابق للدول العربية واخضاعها للإستعمار إلا مقدمة لتقسيم أوصال الوطن العربي.
وتدريجيا لا نستبعد حدوث مثل هذا في المحافظات الجنوبية في بلادنا بسبب
العدوان السعودي الظالم علی اليمن وهناك مؤشرات إقليمية ودولية لبعض المحافظات ونعتبر بعض التصرفات للمسؤولين في هذه المحافظات مقدمات لتحقيق الغايات الحقيقية من الحرب الحالية والحصار الشامل المفروض علی اليمن ووضع ميناء الحديدة تحت الوصاية لمزيد من التجويع و تمزيق اليمن وعدم وجود يمن قوي في جنوب الجزيرة العربية.
علی الدول العربية الحرة أن تقف مع وحدة العراق وسوريا واليمن وإن إستمرار الحروب في هذه الدول مشين ومعيب في حق زعماء وقادة الوطن العربي وعلی كافة الأحزاب السياسية والمكونات الوطنية العربية الإسراع في إدانة هذه المخططات والدعوة إلی مواقف ومبادرات عربية سريعة تدين المخططات الإستعمارية والانقسامية والدعوة إلی صيانة وتعزيز العمل العربي المشترك قبل فوات الأوان ..
والله من وراء القصد .
-رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49844.htm