عبدالفتاح علي البنوس -
كان ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني السابقة، الشخصية الوطنية التي تحظى باحترام وتقدير مختلف ألوان الطيف السياسي نظراً للرؤية الوطنية الثاقبة التي كان يتحلى بها والمواقف الإيجابية التي كان يبديها حول الكثير من القضايا، وهو الأمر الذي جعل إسمه متداولاً في الوسط السياسي والجماهيري خلال جلسات مؤتمر الحوار الوطني بأن يكون أبرز المرشحين لخوض غمار الإنتخابات الرئاسية التي كانت مقررة عقب الانتهاء من جلسات مؤتمر الحوار الوطني ، حيث كان يمثل شخصية توافقية قياساً على المواقف التي كان يبديها للأطراف السياسية في البلاد .
ولا أخفيكم أن العبد الفقير إلى الله كاتب هذه السطور كان من المخدوعين بهذا الرجل وكنت أحسبه من النخبة الوطنية المستنيرة ولطالما كنت أنظر إليه كمشروع لقائد حكيم يحمل في داخل عقله برنامج عمل لبناء دولة عصرية يعتز ويفتخر بها كل مواطن يمني ،وكنت من أشد المتحمسين والمعجبين بكتاباته ومؤلفاته ومقابلاته والتي كانت ملامسة للهم الوطني ومعالجة لمختلف القضايا والمواضيع ذات البعد الوطني وكنت أعتبره من النماذج اليمنية التي تمتلك كافة المؤهلات لقيادة سفينة الوطن في تلكم المرحلة العصيبة، وخصوصاً من خلال أطروحاته التي كان يتناول فيها القضية الجنوبية بأبعادها المختلفة والحلول والمقترحات التي كان يتبناها والإسهام في معالجة القضية الجنوبية بنسبة كبيرة بخلاف غيرها من الأطروحات والحلول التي كانت مشبعة بالشطحات والمثالية المفرطة .
وكنت أظن أن السنوات التي قضاها ياسين سعيد نعمان خلال فترة هروبه من عدن عقب حرب صيف 1994م كانت كفيلة بأن تجعله يعرف قدر الوطن ويخلص له ويحرص على العمل لخدمته والسعي نحورفعته وتقدمه وازدهاره وعلو شأنه بين دول المنطقة وخصوصاً أنه يمتلك موهبة متفرد بها على غيره في التنظير والفلسفة السياسية ، وظننت وبعض الظن إثم أنه قد استوعب الدرس وفهم مخاطر وعواقب الخيانة والتآمر والعمالة من خلال تجربة حرب صيف العام 1994م وأن »العيش والملح« الذي أكله عقب عودته إلى صنعاء وأن الاهتمام والرعاية التي منحت له وحظي بها من قبل القيادة السياسية والحكومات المتعاقبة قد أثرت فيه وقطعت منه عرق الخيانة والعمالة والارتزاق..
ولكن وما أن بدأت تتضح خيوط المؤامرة التي تحاك ضد الوطن والتي كانت مقدمة للعدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على بلادنا، ظهر ياسين سعيد نعمان بصورة مغايرة لما كان يتظاهر به، حيث ظهر بصورته الحقيقية كاشفاً عن وجهه القبيح ، فتحول من ياسين سعيد نعمان، إلى ياسين سعود نعمان ،وما أن بدأ العدوان حتى كان في مقدمة من باركوه وأيدوه وساندوه، فأظهر عمالة وحقارة ووساخة غير مسبوقة وتخلى عن قيم ومبادئ الاشتراكية المعادية والمناهضة للرأسمالية والرجعية وأبدى انبطاحه المخزي والمذل لآل سعود وكان من السابقين لتقديم قرابين الولاء والطاعة على حساب وطنه وأبناء شعبه ، حيث تحول إلى مجرد أداة بيد آل سعود والدنبوع ونتيجة لهذه المواقف المشينة لهذا الرجل العميل تمت مكافأته بمنحه منصب سفير لجمهورية الرياض الفندقية سبعة نجوم بالمملكة المتحدة تكريماً لعمالته وخيانته لوطنه ، بعد أن نجح في سعودة نفسه وصار بن سعود لا بن سعيد وبعد أن أضحت مواقفه مخزية وحقيرة ومهينة ومذلة .
بالمختصر المفيد ياسين سعود نعمان وأمثاله من أصحاب الوجوه المتلونة والقناعات الموجهة هم عبارة عن أُجراء ومتسلقين يتمظهرون بالقيم والمثل، وسرعان ما يفتضح أمرهم ويظهرون على حقيقتهم، ولذلك من الطبيعي أن يتساقط هو وأمثاله في وحل العمالة والارتزاق ويلفظهم الوطن الطيب الذي لايقبل بخبثهم ونجاستهم وقبحهم.
أعتقد جازماً أن هذا المسخ ارتضى لنفسه هذه المهانة وهذه النهاية المخزية والمذلة ولذا فلا أسف عليه، فهو وأمثاله من الجرم والإجحاف في حق التاريخ أن يكون لهم تاريخ مشرف وأن تكون لهم مكانة مشرفة في أوساط المجتمع ، فمزبلة التاريخ هي مقامه الأنسب، وسيكون وصمة عار في حق الحزب الاشتراكي اليمني الوطني ، الحزب الأصيل صاحب القيم والمبادئ غير القابلة للبيع والشراء مهما كانت المغريات ، الحزب الذي لا يؤمن بثقافة الخيانة والعمالة والارتزاق التي باتت هي مبادئ قيادات الحزب التي أعلنت تحالفها مع قوى العدوان وأعلنت مبايعتها لسلمان ، ونجله المهفوف وصارت تقتات من فتات الديوان الملكي السعودي وفضلات القصور الأميرية السعودية، وريالات اللجنة الخاصة السعودية .
وحتى الملتقى ...... دمتم سالمين .