عبدالغني الزبيدي -
* اثناء مؤامرة عام 2011م كان الكثير من الاعلاميين والمتنطعين والمزايدين الآن قد خرجوا الساحات او صمتوا او خافوا من عناصر المؤامرة واخذوا إجازات من اعمالهم وتواروا في بيوتهم واغلقوا تلفوناتهم.. وكان عبدالغني الزبيدي الى جوار الاستاذ أحمد الحبيشي ويحيى العابد ومحمد الردمي وثلة من الاعلاميين حاملين الراية الوطنية ومدافعين عن الشرعية الدستورية الحقة والتي كان يمثلها الرئيس المنتخب انتخاباً مباشراً عبر الاقتراع السري وبطريقة حرة وديمقراطية شهد العالم على نزاهتها، وهو فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.
وفي الوقت الذي كان الكثير من الزملاء الاعلاميين المؤتمريين والوطنيين في مناصب حكومية او يحصلون على امتيازات مادية كنت اكتب واطلع التلفزيون لاجراء مقابلات وحوارات وانا لا املك قيمة الحبر الذي اكتب به او حق المواصلات من بيتي في جنوب العاصمة الى التلفزيون الواقع في شمالها وغالباً ماكنت ألجأ الى السلف.. من أجل القيام بواجبي الوطني والقيمي والاخلاقي، معبراً عن قناعة كانت متجسدة في ضميري وفي وجداني.
كنت اكتب واتحدث بوعي ومعرفة ان الموضوع اكبر من المطالب المشروعة للشباب والتي يتم استغلالها وتوظيفها لتنفيذ مشروع تدمير الاوطان وان المسألة ليست تغيير الرئيس او تنحّيه عن السلطة او رفض (التوريث) الذي كان يروج له حينها ..ولم يكن موقفي مستنداً الى العاطفة او التقدير لشخص الرئيس علي عبدالله صالح.. وهي كانت موجودة فعلاً ومتجردة من المصلحة التي لم احصل عليها في ذلك الوقت وحتى اليوم...ولكن لأني كنت اقرأ واطلع على خيوط المؤامرة مستنداً الى المعطيات والحقائق والوقائع التي حصلت في الاقطار العربية التي شملتها المؤامرة..مع فارق الاوضاع السياسية والمتمثلة بالحرية والديمقراطية والمشاركة في الحكم وصناعة القرار والتي كنا ننعم بها ولو في الحدود الدنيا..
كان هذا موقفي في السابق وقناعتي ورؤيتي تجاه وطني وتجاه حزبي المؤتمر الشعبي العام وتجاه الزعيم علي عبدالله صالح، على الرغم من أنني لم احصل على منصب حكومي او حزبي او حتى مصلحة ، ولم يتبدل او يتغير بعد خروج الرئيس من السلطة .
واذكر هنا ليس من باب المباهاة او المفاخرة أنه في يوم اتخذ (الرئيس) هادي قرار السيطرة على قناة »اليمن اليوم« بتلك الطريقة الهمجية وتدمير معداتها واغلاقها..تم التواصل مع اكثر من زميل اعلامي لكي يظهر في قناة »آزال« ويناقش الابعاد والخلفيات التي جعلت المعتوه هادي يتخذ ذلك القرار فتهرب الكثير منهم حسب ما أفاد لي مدير قناة »آزال« حينها وطلعت انا وتحدثت حديث (برَّد) قلب الزعيم وحصلت على قبلة في الجبين من الشيخ يحيى الراعي وعتاب من رشاد العليمي الذي قال بالحرف الواحد (لقد انفعلت امس الى درجة انك اسأت للرئيس) فكان هذا اللوم افضل عندي من الاطراء لانه يعني ان الرسالة وصلت.
وفي اليوم التالي قابلت الزعيم بمعية رئيس مجلس النواب وبحضور بن دغر والشايف والبركاني، ولا أبالغ ان معظم الحديث كان عن مقابلتي في قناة آزال وكان الزميل جمال عامر بين الحضور.
لم اطلب من الزعيم حينها شيئاً رغم انه عرض علي بقوله (خدمات) قلت له شكراً أريد صورة معك للذكرى.. سردت هذا وهو غيض من فيض واجبنا (المقدس) الذي يمتد لاكثر من34 سنة تجاه الوطن والحزب والقيادة ومازالت المسيرة ممتدة بكل قناعة وحب وولاء لكل القيم الوطنية والانسانية والشموخ والعزة والكرامة التي مثلها هذا الزعيم وبالذات في هذه المرحلة والتي تجسدت في موقفه من العدوان ومواجهته بكل بسالة وعنفوان اليمني الغيور صاحب الرؤية والمشروع الوطني رغم خذلان المقربين وحقارة الذين انعم عليهم بالجاه والمال وكيد الحاقدين والمتآمرين في الداخل والخارج.
ومايزال علي عبدالله صالح المدرسة التي نتعلم منها الصبر والثبات والصمود والشموخ مهما اشتدت المعاناة وعظمت المحنة واتسعت المؤامرة على الوطن وعلى هذا الشعب المجاهد المحتسب.
أقول هذا لبعض (العيال) المستجدين في انتمائهم الحزبي الذين يشككون بل ويخونون عبدالغني الزبيدي في وطنيته وانتمائه لانه يتحدث ويكتب بالقناعة التي يؤمن بها وبالاصالة التي تجسدت في حياته تجاه وطنه متجاوزاً الولاء الحزبي الذي يصغر تجاه القضايا المصيرية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ شعبنا ووطننا ومانتعرض له من عدوان بشع وقذر يستهدف الوطن والتاريخ والحضارة والثقافة والهوية ويستهدف مع ذلك المؤتمر وقيادته وكل القوى الوطنية الحقة وعلى رأسها وفي مقدمتها جماعة انصار الله.
الى هؤلاء الذين يهددوني وأولئك السذج الذين يعتبرون اشادتي بجماعة انصارالله وقيادتها -والذين هم في مقدمة الصفوف دفاعاً عن الوطن وامنه وحريته واستقلاله- خيانة ونكوثاً للعهد بل ان احدهم قال لي انك اكبر متآمر على الزعيم لانك قلت في منشورك سلام الله على محمد علي الحوثي، ولم تقل سلام الله على عفاش.
ووالله مامدحت الحوثيين لمصلحة ولم اعرف او اتعرف على اي قيادي منهم ولكني احييهم وارفع القبعات لهم لكل مواقفهم العظيمة في القضاء على مراكز النفوذ في الداخل وموقفهم الثابت والمبدئي في مواجهة العدوان وتحرير القرار الوطني من هيمنة السعودية.. وسأظل على هذه القناعة تجاههم وتجاه اي وطني يواجه العدوان.
الخلاصة..
لاتزايدوا على عفاش وانتم لاتعلمون عنه مانعرفه، نحن الذين كنا ومانزال صادقين بالقول من غير مصلحة اكتسبناها.. وثابتين على الفعل من غير تغيير او تبدل في القناعة، على ان لايلغي ذلك من حقنا في النقد وفقاً لرؤية حكيمة نرى من واجبنا تصحيحها شاء من شاء وأبى من أبى.
خلاصة الخلاصة..
سلام الله على عفاش.. وعلى السيد عبدالملك الحوثي وعلى رجال الرجال الذين يدافعون عن ارضنا وعرضنا.