الميثاق نت -

الثلاثاء, 11-أبريل-2017
عبدالفتاح علي البنوس -
تحول الحديث عن وحدة الصف الوطني ومخاطر شقه وانعكاسات ذلك على الأوضاع في البلاد في ظل استمرار العدوان والحصار السعودي الأمريكي الإماراتي على بلادنا إلى مادة للتندر والتمسخر لدى بعض الإعلامين والصحفيين والنشطاء السياسيين والحقوقيين ، والذين شمروا عن سواعدهم وأطلقوا العنان لمنشوراتهم الفيسبوكية وكتاباتهم وتناولاتهم الصحفية، وتصريحاتهم ومقابلاتهم التلفزيونية وقفزوا على واقع العدوان والحصار والجرائم والمذابح التي ترتكب في حق أبناء شعبنا منذ أكثر من عامين، رغم أن الكثير منهم من المناهضين للعدوان وممن لديهم مواقف مشرفة في هذا الجانب ، إلا أنهم وعقب تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني تحولوا عن هذا المسار ، حيث باتت كتاباتهم ومنشوراتهم تصب في خدمة العدوان من حيث لا يشعرون ، فخدموا العدوان وذهبوا خلف البعاسس والترهات والمناكفات السياسية والحزبية الشخصية وتصفية الحسابات ، وصراع المصالح والمكاسب والوظائف والمناصب ، في محاولة منهم لدق إسفين بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله للنيل من وحدة وتماسك الجبهة الداخلية .
والمشكلة أن هؤلاء يرون في كل هذه الممارسات مسألة عادية وطبيعية تندرج في إطار حرية الرأي والتعبير والحقوق المكفولة رغم أن ما يطرحونه وما يتناولونه يتجاوز سقف الحريات المتاحة ويقفز بعيداً ليصل إلى المستوى الذي يهدد الصف الوطني ويقود إلى تأزيم الأوضاع الداخلية أكثر مما هي عليه الآن ،والمشكلة الأكبر أن تجد من يعلنون تضامنهم مع هؤلاء من باب التعصب فقط رغم إقرارهم بأن ما قام به أولئك يعتبر مخالفاً للأنظمة والقوانين ومتجاوزاً للحقوق والحريات، ولكن التعصب المقيت يقود نحو التطرف والتمسك بالتخندق في الجبهة الغلط والتي لايحتاج تبيان حالها وتقييمها إلى أدلة أو شواهد على الإطلاق ،فمن يقبل على نفسه بالظهور في قناة عميلة مشبعة بالخيانة والعمالة ، وفي هذا التوقيت المهم ويطرح قضايا تخدم توجهات قوى العدوان ، يا تُرى كيف لي أن أبرر له ذلك ؟! أو أن أدافع عنه وخصوصاً إذا ما كنت على دراية وفهم للخط والمسار الذي بات يسلكه ويسير فيه وأن ضره بات أكثر من نفعه، وإذا كنا نحبه فمن واجبنا تصحيح مساره ونصحه بالتروي والحرص على الشفافية والمصداقية والمصلحة الوطنية في كل تصرفاته وكتاباته .
لا نريد أن يدفعنا التعصب للأحزاب والأفراد والمبالغة في تقديسهم وتبجيلهم ، إلى التفريط في الوطن والنيل من الصمود اليمني الذي أبهر العالم، لا نريد أن نختزل الوطن في وظيفة أو منصب حكومي ، أو في توجه وسلوك خاطئ مورس من قبل بعض المحسوبين على هذا الطرف أو ذاك ، ولا نريد أن نسكت عن الفساد والمفسدين من أي طرف كانوا ،المهم أن تكون تحركاتنا وفق ضوابط ومرجعيات قانونية لكي لا نتعرض للمساءلة ، لا نريد أن نترك وننسى العدوان ونركز فقط على المسائل والمواضيع مثار الجدل والتي تسهم في شق الصف الوطني وتصب في خدمة الأعداء ، لانريد أن نفتح للأعداء ثغرات وممرات يتسللون من خلالها وعبرها.. لنتفرغ للعدوان وبعد ذلك سنعالج كافة الملفات والقضايا الشائكة ، من الغباء أن ننساق ونلهث خلف حسابات الربح والخسارة اليوم ونحن تحت القصف والحصار وفي ظل المخاطر التي تتهددنا ووطننا وحاضرنا ومستقبلنا.
لن نحكم بالسوط والجلاد، ولن نقبل بحياة الذل والمهانة والاستعباد ، ولا مجال لتلميع هذا الطرف على حساب الطرف أو الأطراف الأخرى ، لسنا في مرحلة دعاية انتخابية مبكرة ،كل طرف يعرف الآخر جيداً، ولا يمكن لطرف أن يقصي الآخر أو يلغيه ويغمض دوره في مناهضة العدوان ، الكل صبر وصمد وتحمل من أجل الوطن ومن يرى خلاف ذلك فهو أبله عبيط ، لا داعي للسياسة والمداهنة والتدليس والتلبيس على الناس ، نحن أمام منعطف خطير يتطلب منا أن نغلّب مصلحة الوطن على ما دونها من المصالح وأن نسمو على الصغائر وأن نحل القضايا والتباينات التي تحصل فيما بين بعض الأفراد المنتمين للمكونات السياسية المناهضة للعدوان بحكمة وأن نتعامل معها بمسؤولية وطنية لا بتعصب حزبي ومناطقي بغيض ، كون ذلك يسيئ إلى صمودنا وتضحياتنا ويفت من عضد توافقنا وتوحدنا وتخندقنا خلف راية الوطن في مواجهة صهاينة العرب آل سعود ومن خلفهم القرود الأمريكان ومن تحالف معهم ، وقاتل تحت رايتهم من مرتزقة الداخل والخارج .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49907.htm