الميثاق نت -

الثلاثاء, 11-أبريل-2017
د.علي الغفاري ٭ -
يبدو للمراقب والمتابع للأزمة الناشبة بين حكومتي بغداد واربيل في العراق الشقيق أنها تمر بظرف دقيق وخطير لا يمس سيادة الدولة المركزية العراقية وحدها بل إن عدواها ستنتقل إلى بقية دول المنطقة وسوف تستغلها إسرائيل وغيرها من الدول التي تطمع في تمزيق شمل الأمة العربية.
فخلال اليومين الماضيين ثمة حدث جديد في العراق الذي يواجه تحديات كبيرة، قد يؤدي الى تحقيق طموحات إسرائيل ومن يقف معها بسبب ازمة كركوك بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل.. هذه الأزمة الجديدة والمبيتة أصلاً هي الآن على طاولة المفاوضات بين حكومتي بغداد واربيل، ودون شك فإن رفع علم إقليم كردستان في كركوك ورفض بغداد هذا التصرف، والأزمة بين أربيل وبغداد لن تمر مرور الكرام ولن تكون تجاذباتها إقليمية ولكنها مرشحة لتجاذبات دولية من الصعب حلها.. والعراق يواجه تحديات ومشاكل داخلية فوق طاقته، وبالتالي فإن أزمة رفع علم كردستان في محافظة كركوك يزيد من توتر وتفاقم الأزمات المتفاقمة على المستوى العراقي وعلى مستوى المنطقة بقوة ، وأمام رفض مجلس النواب في بغداد رفع علم كردستان في مكاتب محافظة كركوك والتي هي جزء من العراق عبر التاريخ فإن حكومة أربيل من ناحيتها هي الآخرى مصرة بقوة على رفع علمها في واجهة ومكاتب محافظة كركوك مدعية أن إقليم كركوك جزء من إقليم كردستان الذي ينتج أكثر من 60% من نفط العراق الذي يعتمد عليه الشعب العراقي في عمليات البناء والتنمية والمعارك الجارية في أنحاء العراق.الوضع خطير جداً والغرب بما في ذلك بعض الدول العربية مع تقسيم العراق، وفصل إقليم كردستان عن الوطن الأم هو الخطوة الأولى نحو سايكس بيكو جديدة في الوطن العربي، وما يجري بمناسبة مرور 100 عام على التقسيم السابق للدول العربية واخضاعها للاستعمار إلا مقدمة لتقسيم أوصال الوطن العربي.
وتدريجيا لا نستبعد حدوث مثل هذا في المحافظات الجنوبية في بلادنا بسبب العدوان السعودي الظالم علي اليمن وهناك مؤشرات إقليمية ودولية لبعض المحافظات، ونعتبر بعض التصرفات للمسؤولين فيها مقدمات لتحقيق الغايات الحقيقية من الحرب الحالية والحصار الشامل المفروض علي اليمن ووضع ميناء الحديدة تحت الوصاية لمزيد من التجويع وتمزيق البلاد وعدم وجود يمن قوي في جنوب الجزيرة العربية.
على الدول العربية الحرة أن تقف مع وحدة العراق وسوريا واليمن.. وإن استمرار الحروب في هذه الدول مشين ومعيب في حق زعماء وقادة الوطن العربي.. وعلى كافة الأحزاب السياسية والمكونات الوطنية العربية الإسراع في إدانة هذه المخططات والدعوة إلي مواقف ومبادرات عربية سريعة تدين المخططات الاستعمارية والانقسامية والدعوة إلى صيانة وتعزيز العمل العربي المشترك قبل فوات الأوان..
٭ رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49910.htm