عبدالله الصعفاني - علاقتنا بروسيا لم تحوّلنا إلى شيوعيين .. وعلاقتنا بأوروبا وأمريكا لم تحوّلنا إلى مسيحيين.. كما أن علاقتنا القديمة بالصين لم تدفعنا إلى عبادة بوذا.
♢ تواصلاً مع الاستهلال فإن علاقتنا مع إيران لن تحوّل العرب إلى شيعة اثنى عشرية على النحو الذي يجعل السعودية تمول تحالفاً أمريكياً بريطانياً عربياً لضرب اليمن، ناس، مقدرات، بشر ، مرافق ، مصانع ، وشجر.
♢ وإذاً فالحكاية الدموية التي تمتد من اليمن في الجنوب إلى طرابلس في الشمال الأفريقي وما بينهما ليست سوى لعبة أمريكية تكلفتها مئات المليارات المطلوب استنزافها بين وقت وآخر .. ودائماً فتش عن أمريكا وعن الغباء العربي على المستوى العام وعلى مستوى الأنظمة منفردة حتى وصل الحال بمشيخات صغيرة أن تعلن نفسها دول احتلال فتعمل على أن تقضم أكثر مما تستطيع أن تهضم .
♢ من جديد الكارثة أن كل من يصل إلى السلطة ويحكم الشعوب يراوح بين ثلاثية التبعية وتنمية أشكال سرقة مقدرات الشعوب وجعلها تحت مطارق الترويع والتجويع .. وليس مايحدث في اليمن من سباق بين حكومتين افتراضيتين تحثان الخطى لمواصلة التجويع بسقوط الأخلاق والذمم وكأن العدوان لا يكفي لإشباع من يجمعون بين عدم الخوف من الله وعدم الحياء من الناس.
♢ من الشام إلى بغداد ومن نجد إلى يمن إلى مصر وتطوان لم يفهم من يحكمون لماذا صار المخربون هم كلمة السر .. ولم يفهم نظام أن المتغطي بالأمريكي عريان ولو بعد حين، فهل فهم السيسي بعد جرائم الكنائس شيئاً ؟
♢ لم يفهم الأغبياء أن المطلوب في سوريا هو تدمير سوريا كمطلب إسرائيلي بتمويل خليجي ، وأن المطلوب في اليمن هو تمزيق واحتلال كل منطقة ذات ريع عائد وإشغال بعضه ببعضه .. لم يفهم الأغبياء أن أي رئيس أمريكي هو فقط خادم المصلحة الأمريكية وأن على القضية الفلسطينية أن تصير منسية بعد أن كانت مركزية "وقد صار".
♢ لم يفهموا أن الأمريكي برجماتي أهم ما يشغله تربيط مصالحه واستنزاف ثروات الغير، مستفيداً من حقيقة أنه مامن نظام عربي ولا حركة أو حزب يدرك أنه بدون برنامج واضح أو بدون نظافة اليد ولجم الفاسدين والمتهبشين ، وبدون قانون ضابط وحاكم فإن المآسي ستتوالد لنبقى في زمن نتابع فيه نشرات الأخبار فقط لنقول لكل متحذلق وفاسد وعابث «من فمك تدين نفسك».
|