الميثاق نت -

الإثنين, 17-أبريل-2017
كلمة الميثاق -
اليمن كان وسيظل وطناً لكل أبنائه، وليس لهم أرض أخرى يعيشون عليها ويستظلون تحت سمائها ويأكلون من خيراتها سوى أرض اليمن التي عاش عليها آباؤهم وأجدادهم وأسلافهم الذين شيدوا عليها واحدة من أقدم وأعظم الحضارات الإنسانية، ويجب أن يعيش عليها أجيالهم القادمة أحراراً كراماً أعزاء.
من أجل ذلك عليهم جميعاً في هذه اللحظة التاريخية المفصلية الحرجة أن يوحدوا صفوفهم ويحصنوا جبهتهم الداخلية ويواجهوا معاً عدوان التحالف السعودي الاقليمي والدولي الوحشي المستمر للعام الثالث على التوالي مدمراً كل شيء ومرتكباً أبشع جرائم الإبادة الجماعية، مستهدفةً آلة حربه الفتاكة كافة اليمنيين دون تمييز بين من سقطوا في مستنقع العمالة والارتزاق الذين جرتهم اليها ثلة الخيانة السياسية المتجردة من أي شعور بالانتماء لدين أو طن أو مبادئ وقيم أخلاقية وإنسانية، وبين غالبية هذا الشعب الحضاري العريق الحكيم الشجاع الصابر الصامد المتصدي لهذا العدوان متسلحاً بإيمانه وإرادته وحقه في الوجود والحياة في وطن موحد كامل السيادة حر ومستقل.
لقد كانت الفترة التي مرت من هذا العدوان كافية لإزالة أي لبس أو سوء فهم تجاه حقيقة هذه الحرب السعودية العدوانية العسكرية والاقتصادية والإعلامية القذرة والشاملة وتحديد العدو الحقيقي لكافة اليمنيين دون استثناء ومعرفة أهدافه التي ثبت بالمطلق أن لا علاقة لها بما أعلنه عشية شنّها من العاصمة الأمريكية واشنطن سفير مملكة النفط والإرهاب الوهابي حينها، ووزير الخارجية -حالياً- الجبير، ولم تكن تلك الأهداف إلاّ ذرائع ومبررات كاذبة لإبادة الشعب اليمني وتدمير وطنه وتقسيمه إلى كنتونات مناطقية وطائفية ومذهبية ممزقة ومتناحرة تمكنه من الاستيلاء والسيطرة على موقعه الحيوي والجيوسياسي الاستراتيجي ونهب ثروات أرضه وبحاره وجزره البكر، وهذا ما لا يمكن أن يسمح به اليمانيون مطلقاً.. والقضية تتلخص في إطالة هذا العدوان وبالتالي إطالة مواصلة سفك دماء اليمنيين وتدمير مكتسباتهم وانجازاتهم التي حققوها طوال أكثر من نصف قرن، وبالتالي أيضاً إطالة مأساة معاناتهم الكارثية وهذا ما لا يجب أن يستمر بعد اليوم إذا أردنا وقف هذا العدوان السعودي الغادر الحاقد وتتويج الصمود الاسطوري لشعبنا بتقريب يوم النصر ولن يتحقق ذلك إلاّ باصطفاف كافة أبناء شعبنا وعلى نحوٍ يجسد وحدتهم الوطنية لتكون أعمق وأكثر رسوخاً من أي وقت مضى ويرتقي الى مستوى متطلبات انتصار شعب حوَّل مملكة النفط والدواعش الى خرافة جاءت من خارج التاريخ، ويجب أن تعود إليه.. ويعود اليمن والأمة العربية والاسلامية الى سياق مسار التاريخ الإنساني الحقيقي في الحاضر والمستقبل.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49975.htm