احمد غيلان - بصرف النظر عن فارق التسليح والعتاد والقوة والحشود والاعلام والقدرة على التسويق والتهويل والحرب النفسية ..
بصرف النظر عن فارق المشروعية وعدالة القضية التي يندفع خلفها المقاتل بصدق واستماتة وشجاعة وتضحية ..
بصرف النظر عن وجود الغطاء الجوي من طائرات مجهزة بأحدث التقنية ومسلحة بأخطر الأسلحة ...
وبصرف النظر عن الأعمال التدميرية التي يمكن أن تسبق أية حماقة لقوى التحالف العدواني الإجرامي الهمجي ..
وبصرف النظر عن امكانية قيام مملكة الارهاب السعودية بشراء مواقف المنظمة الدولية الأكثر قذارة والمنظمات التي تتاجر بدماء البشر وحقوق الإنسانية ..
بصرف النظر عن كل هذه المعطيات تعالوا نقرأ المعطيات الواقعية التي يمكن من خلالها تسمية وتصنيف وتوصيف وتقييم الحماقة التي تحشد لها مملكة العدوان وحلفاؤها في الحديدة :
الحديدة هي الميناء الذي يعتمد عليه أكثر من 80 % من سكان اليمن في الحصول على متطلباتهم الاساسية «غذاء - دواء - مشتقات نفطية».
وهذا ما تعرفه جيداً مملكة العدوان وحلفاؤها ، وتدركه المنظمات الدولية التي تعرف اليمن والتي لا تعرف اليمن ..
وبالمقابل يعرف العالم كله أن ميناء الحديدة لم يكن يوماً ميناء استيراد للأسلحة أو منفذاً لأكذوبة دعم عسكري مزعوم تدَّعيه السعودية التي تسيطر هي وحلفاؤها المجرمون على كل المنافذ البحرية والبرية والجوية إلى اليمن ...
من هذه المعطيات يتضح ان كل الذرائع التي تسوقها السعودية ليست سوى أكاذيب لا يقبلها عاقل ولا مجنون ، وبالتالي يصبح العمل في اطار مشروع الحماقة التي تحشد لها السعودية لإغلاق أو تهديد او تدمير أو اقتحام او السيطرة على ميناء الحديدة جريمة قذرة في حق الانسانية تجرمها وتدينها وترفضها كل الاديان والاعراف والقوانين والتشريعات والقيم الاخلاقية والانسانية ...
وهذا معناه ان كل من يشارك بالفعل أو القول أو المساندة أو الدعم المادي أو المعنوي في هذا الجرم غير المسبوق يكون قد سقط دينياً وقانونياً واخلاقياً وقيمياً وانسانياً قبل ان يدخل المعركة ، وبصرف النظر عن نتائجها مهما كانت فإنها لا تعفي هؤلاء من السقوط ...
على ان نتائج المعركة على الارض لن تكون حاصل تجميع ما حشدت له مملكة العدوان وحلفاؤها من جيوش وعتاد وخطط ومرتزقة وامكانات وأدوات قتل وتدمير ...
بل ستكون حاصل تجميع ارادة شعب مظلوم معتدَى عليه يدافع عن أرضه وعرضه وكرامته ووجوده ، أمام عدو حقير يخنقه من البر والبحر والجو ، ويحاربه في قوته ودوائه وكل مفردات حياته ، ولم يترك له شيئاً يخاف عليه أو فرصة ينجو من خلالها سوى الاستماتة والموت بشرف في معركة فُرضت عليه ولم يبحث عنها..
إن كان الموت في المنازل جوعاً أهون وأشرف لليمني من ان يمد يده أو يتسول او ينحني لأحد ، فان الموت الأكثر شرفاً وعزة وفخراً هو الاستشهاد دفاعاً عن الارض والعرض والكرامة والحياة التي يستهدفها تحالف العدوان الهمجي الذي سقط منذ بدايته وسيسقط أكثر في المعركة المصيرية الحاسمة التي يحتطب اليها أتباعه واعوانه ومرتزقته ..
بالله نستقوي وننتصر
|