الميثاق نت -

الإثنين, 17-أبريل-2017
فيصل الصوفي -
نعترف بأن العدوان السعودي على شعبنا جبروتي ووحشي وبربري، ولأنه عدوان جبان استخدم أحدث منتجات التكنولوجيا العسكرية وأشدها فتكاً، عادل كل يوم من أيامه الجوية أهوال اليوم العقيم.. ونقر أيضاً، ومعنا في هذا كل العرب والعجم، بأن هذا العدوان لم يسبق أن حدث مثل نصف عشره بين دولتين عربيتين منذ ظهرت هذه الدول في المساحة التي تسمى وطناً عربياً، باستثناء حالة دنيا وهي احتلال العراق للكويت، وهي لا تشبه العدوان السعودي على اليمن لا في عنفه ولا دناءته ولا فظائعه..
نحن نحصي ضحايانا وخسائرنا، أكثر من 11 ألف يمني قتلهم خادم الحرمين الشريفين، ومثل هذا العدد ثلاث مرات أصابهم بعاهات، والتقديرات الأولية للخسائر المادية 180 مليار دولار أمريكي، وأكثر التقديرات تواضعاً 100 مليار حسبما قاله بن دغر لصحيفة سلمانية، فضلاً عن الآثار النفسية التي ستظل تسم العلاقات بين الجمهورية اليمنية والمملكة السعودية، حتى لو ذهب عهد أبو العاصفة وفقيد الأمل، وانتهى إلى "مردم جهنم".
العدو خاسر أيضاً، بل الخاسر الأكبر بالنسبة لتصوراته عن نفسه كسيد النفط والثروة والجاه والمهابة، وكاسب التقدير الإسلامي، والمحارب السني للشيعي الإيراني الرافضي.. العدو يخسر مقابل إيران التي تذرع بنفوذها الموهوم في اليمن لتبرير عدوانه، وبفمه التراب فإنه خيسري كما قالت الأعراب.. إيران تكسب، توطد علاقاتها مع جيرانها من جهات الشرق والشمال، وحتى مع بعض مشيخات الخليج، ويتقوى نفوذها في العراق وسوريا ولبنان، والعدو السعودي خسر أدواته هناك، حيث تحطم ركائزه الإرهابية في العراق وسوريا، وخلال العامين الأولين من الحرب أنفق العدو مليارات الدولارات لغسل العار، وشراء أسلحة وعملاء ومواقف، ولتحسين صورته المشوهة.. افتضحت صورة جيشه الفرار، وأسقطت له عشرات الطائرات المقاتلة، وأحرقت مئات من آلياته المتطورة بالكراتين والولاعات، وصار الملك سلمان أول ملك يعلن علناً.. حسب صحيفة"واشنطن بوست" الأمريكية فإن كلفة عامين من الحرب وصلت إلى 400 مليار دولار، وقتل من جيش هذا العدو 2326 جندياً وضابطاً ودمرت له 98 قاعدة وحامية عسكرية في عسير ونجران وجيزان وخميس مشيط وظهران الجنوب.. ولم يسبق أن تعرضت مملكة آل سعود للهتك والإهانة كما تعرضت له خلال عدوانها على الشعب اليمني، نقمة في كل مكان، إدانات دولية حكومية وغير حكومية من كل جهات الأرض، وقانون جاستا، وتدمغ بالإرهاب أكثر فأكثر، ومن المحتمل أن يُرجم أي أمير سعودي بالبيض الفاسد كما رُجم بها العسيري، أما المؤكد فهو أن كل من أمر بهذا العدوان، ومن نفذ تلك الأوامر، ينتظرهم عقاب أليم، لأنهم ارتكبوا في اليمن شتى صنوف الجرائم التي تحظرها وتجرمها "الشرعة" الدولية لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، وهناك تحقيقات قد بدأت على استحياء في بعض بلاد الغرب بدافع ذاتي، فما بالكم عندما يتحرك اليمنيون بقوة.. ومَنْ ينتظر الغد فهو قريب.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49983.htm