حسين شاجرة - لم يكن 26 مارس 2015هو بداية العدوان السعودي الغاشم على بلادنا، بل كان امتداداً لسلسلة مؤامرات قذرة لمملكة الشر تجاه اليمن شعباً وحضارة وهوية وجغرافيا بدأتها في النصف الأول من القرن الماضي تارة' بالعدوان المباشر(1934م) وأخرى 'بدعم حروب بالوكالة وأحايين كثيرة بتغذية الصراعات وإشعال الفتن والقلاقل وإثارة الخلافات بأساليب وطرق مختلفة بهدف إبقاء اليمن ضعيفاً ومفككاً لتستمر في وصايتها عليه والتدخل في شؤونه الداخلية والتحكم بقراره السياسي وعلاقاته الخارجية وجعلت من نفسها شرطي سيطرة يجب على اليمن المرور عبره في تعاملاته وعلاقاته مع العالم الخارجي .
وعندما شعرت السعودية بأن اليمن قد حسم أمره واتخذ قراره المصيري بالخروج من تحت عباءتها وأصبح يحمل مشروع الاستقلال التام من خلال تسخير كل الطاقات في التنمية والبناء والتصنيع والانتاج، واختياره للمشروع النهضوي الشامل بدلاً عن مشروع التشظي والتبعية الذي اختارته وتعمل عليه مملكة الشر ، مستنداً في ذلك الى ما يمتلكه من عوامل ذاتية وموضوعية ووجود الإرادة السياسية الوطنية الشجاعة القادرة على اختصار المسافات وتذليل الصعاب لتجعل من اليمن دولة نموذجية في الرقي والتقدم والازدهار.
فما كان من السعودية وتحالفها إلا شن عدوانها الغاشم على اليمن و شعبه العظيم مستخدمةً أحدث الأسلحة والتكنولوجيا الحربية بما في ذلك الصواريخ والقنابل المحرمة دولياً لقتل الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية وآثاره وتاريخه العريق في عدوان بربري سافر استهدف البشر والشجر والحجر في ظل صمت دولي مخز، دون أن تدرك أن اليمن مقبرة الغزاة وأن الشعب اليمني هو الشعب الذي لا يقهر لتجد نفسها وبعد مرور عامين على عدوانها في مستنقع لا تستطيع الخروج منه كما تريد ومتى تريد.
عامان من العدوان الوحشي غير المسبوق في تاريخ البشرية قوبل بصمود وشموخ يمني أذهل العالم، تلقت خلاله مملكة الزهايمر دروساً قاسية وهزائم تلو الهزائم وتكبدت أفدح الخسائر على أيدي أبطال اليمن الذين سطروا أروع الملاحم في الفداء والتضحية بعزائم لا تلين وإصرار منقطع النظير على مواجهة العدوان ودحره حتى تحقيق النصر الكامل والحاسم في حربه المصيرية من أجل البقاء والحياة بعزة وكرامة وشموخ وكبرياء، ونعتقد ان ما يعزز حدوث هذا النصر هو مزيد من تمريغ أنف المعتدي واجتياح مدنه الجنوبية ورفع العلم اليمني شامخاً على اراضيها وهو ما يدركه أبطالنا ويعملون على تحقيقه.
المجد والخلود للشهداء..الشفاء للجرحى..الحرية للأسرى..ولا نامت أعين الجبناء.
|