الميثاق نت -

الثلاثاء, 25-أبريل-2017
عبدالله الصعفاني -
أقلّب في القنوات الفضائية بحثاً عن الصدق فلا أجد أي بقايا.. أتوقف عند قنوات العدوان والاحتراب فلا أرى غير النار والبارود والدماء والأشلاء.. وأهرب إلى قنوات الترفيه فلا أرى سوى الكلام الفارغ يتوارد بالآلاف من بين وجوه وأيدي وسيقان الراقصين والطبالين ، فيما لا شيء يتفوق بهرجه على قنوات الشو الإعلامي مدفوع الأجر الفوري والمسبق، حيث لسان حال من يقدمها لقد صنعت البهرجة وخطفت الأنظار وأنت فاجر.. بائع.. وكذوب.
♢ في الفضاء الإعلامي على اتساعه لا نرى قيمة للإنسان أو للصدق أو للمهنية.. وكيف يتحقق ذلك والفضائية التي لم يتم شراؤها في سوق النخاسة الإعلامية بالجملة جرى شراء أبرز العاملين فيها بالتجزئة، حيث بمقدور من يشتري الذمم أن يكمل الصفقة بالظروف السيارة التي تدخل من تحت الباب أو تحت الطاولة أو تستفيد من التطور التكنولوجي المصرفي فتصل إلى الحساب قبل أن يرتد إلى الإعلامي الشهير طرفه!
♢ هل لاحظتم معي قنوات محسوبة في السياسة داخل مربع المهنية أو حتى السياسية مع الشعب اليمني أو السوري؟ إن كثيراً مما تقدمه يكشف أن من يقدم البرنامج إما "مبطون" وقابض، أو واقع تحت تأثير الغزل أو يفكر في الحاجة لخطوط الرجوع إلى قنوات شراء الذمم .
♢ نادرة هي النوافذ الإعلامية التي تجد فيها من يصدح ببعض الحق خارج النزاعات والأطماع الشخصية والجهوية، فلا تنسى مثلاً التذكير بأن في اليمن شعباً مظلوماً.. ومقدرات تدمر.. وحصاراً جائراً.. وأن في المشهد من يبرر ويفتي ويصفق لقتل الضعفاء وحصار الفقراء، غير مبالٍ بأن ذلك ليس سوى استحضار لأسوأ مواقف الجبن واللؤم والدناءة.
♢ أما أم الدواهي وسط هذا الثراء الإعلامي الفاجر والثراء السياسي القاتل، أن نجد الداخل اليمني مفخخاً بمسئولين افتراضيين جهويين يثابرون في بقاء الشعب المظلوم تحت مقاصل مسئولين ونافذين لا يخافون الله ولا يستحون من الناس، ليسيطر على الحال ما يمكن وصفه بالثراء الأزماتي الخانق تحت لواء النزعات والأطماع الشخصية والجهوية.
♢ ولأن الشعب اليمني شعب صابر.. حكيم.. مدرك حجم المؤامرة وحجم استخدامها من كل نفس أمَّارة بالسوء، لاتزال أياديه ممتدة إلى السماء يدعو الله بألاَّ تعود فارغة.. وما يزال هذا الشعب يردد بقلبه: «فوَّضت أمري إلى الله».
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50053.htm