الميثاق نت -

الثلاثاء, 25-أبريل-2017
عارف الشرجبي -
منذ بدء العدوان السعودي ألامريكي الغاشم على بلادنا منذ اكثر من عامين، والعدو وأدواته يراهنون على تقهقر جبهتنا الداخلية لكي يحققوا شيئاً من النصر وإنْ كان نصراً زائفاً كزيف ادعاء هاديهم الدنبوع شرعية لاوجود لها الا في مخيلتهم المريضة.
الفار هادي وتحالف عدوانه الجبان حاول ومازال يحاول اضعافنا وتفكيك جبهتنا الداخلية بعد ان فشل في تحقيق شيء على الأرض، فلجأ الى استخدام سياسة النفس الطويل لحرب استنزاف ممنهج فحاصرونا براً وجواً وبحراً وعلى كل الجبهات في الداخل والخارج.
منعوا الطعام والدواء الا بعد سلسلة طويلة من التعقيدات التي ساهمت في رفع الاسعار بشكل غير مسبوق.. اغلقوا المطارات في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات ثم نقلوا البنك المركزي الى عدن وامتنعوا عن دفع المرتبات التي التزموا بها امام العالم فوجهوا طعنة غادرة الى صدورنا وصدور أطفالنا الذين يتألمون ويعانون الكثير نتيجة لانعدام السيولة النقدية في البنوك والمصارف فتضاعفت معاناة الأطفال والنساء واصبح واقع حالهم يبحث عن بقايا ضمير لإنسانية صُلبت على اعتاب مملكة العهر السعودي واروقة مجلس الخوف الدولي والأمم المتحدة اللذين كان يفترض بهما وقف صلف العدوان وغطرسته المتدثر بغرور سطوة المال السعودي حين اخرس انظمة العالم المتوحش اللاهث خلف الدرهم والريال فمنحوا هادي وملك الزهايمر وابناء زايد شيكاً مفتوحاً وصكاً على بياض لعدوانهم فجعلهم يخوضون حرباً منسية عالمياً بكل بشاعة وظلم وطغيان لن تنساه الذاكرة اليمنية الجمعية والضمير العالمي (الشعبي) الذي بدأ مؤخراً يصحو ويعمل على فك شفرة النسيان والتجاهل غير المبرر .
رغم النداءات والاستغاثات المستمرة ظل هادي وحلفاؤه يرتكبون مزيداً من القبح والفجور خاصة وقد فشلنا في تحريك الضمير العالمي -الميت اصلاً- فشاهدنا مزيداً من اللامبالاة والتجاهل وغض الطرف، مما جعل المعتدين -أعراباً وعجماً- يتناسون ان القوة الحقيقية هي التي تخرج من رحم المعاناة. وان الظلم يولد الرفض والمواجهة الحتمية، فجاءت المسيرات والاحتجاجات والوقفات والفعاليات الشعبية ودعوات النفير العام للالتحام مع الجيش واللجان الشعبية في جبهات القتال لصد العدوان وكسر أنيابه الخزفية السامة.
وما مسيرة الخبز الا واحدة من تلك الفعاليات الشعبية الغاضبة التي جاءت لتعبر عن الرفض اليمني للاستسلام والخنوع، والإصرار على المواجهة حتى النصر بعون الله.
مسيرة الخبز الراجلة يبدو انها ستكون الشعرة التي ستقصم ظهر العدوان وتجعل من الساحل الغربي مقبرة لهم ولجبروتهم وطغيانهم وأطماعهم التي ستتحول سراباً وأشلاء مبعثرة متطايرة تندب حظها حين فكر مدبروها بالمجيئ الى مقبرة الغزاة.
مسيرة الخبز لم تكن بحثاً عن الخبز كما هو ظاهر من اسمها وانما جاءت لتقول للعالم بأن الحصار ومنع رغيف الخبز والغذاء والدواء عنا لن يخضعنا ولن يثنينا عن المواجهة أيها الطغاة الحقراء في أفعالكم ومسعاكم .
مسيرة الخبز بدأت بفكرة وستنتهي بحُفَر يُقبر فيها الغزاة وأطماعهم التي قادتهم من كل اصقاع الارض الى بلاد الجبابرة احفاد عمرو بن معد كرب الزبيدي والغافقي والسمح بن مالك الخولاني وطريف المعافري وشمر يهرعش وأسعد الكامل وغيرهم ممن طافوا العالم لتوطيد دعائم الامن وغرس قيم السلام وإعمال الحق وتحقيق العدل للبشرية حيثما امتدت أياديهم شرقاً وغرباً، فكان لهم ما أرادوا.
مسيرة الخبز لن تكتفي أبداً كما يظن البعض بالنزول الى الساحل الغربي والعودة مباشرة من حيث بدأت ولكنها مسيرة مستمرة ستتحول الى اعتصام مفتوح في ساحل تهامة ومياهها ومينائها حتى يعلن العدوان الاستسلام والرحيل منكساً رايات عدوانه المهترئة وموت مشروعه الاستيطاني الغاصب المحتل.
مسيرة الخبز ستتحول الى جبهة مواجهة عريضة ومهرجان جماهيري مفتوح لتخرج من احشائها ثورة يمنية حقيقية عارمة تجتث الطغاة والخونة وتقبر عدوانهم وزيفهم المبين .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50056.htm