الثلاثاء, 25-أبريل-2017
-
مطالبة الصحة العالمية بالتدخل لعدم استخدامها كسلاح بيولوجي

توافد قيادات وعناصر التنظيمات الإرهابية وتحديداً من داعش والقاعدة إلى محافظة تعز خلال العامين الماضيين وكذلك وصول عشرات العناصر من سوريا والعراق لا يمكن أن يكون بعيداً عما جرى ويجري في تعز والتي آخرها الاستيلاء على حوافظ بكتيريا تجارب السل من مركز الدرن بمدينة تعز وما يمكن أن تمثله من كارثة تتهدد محافظة تعز والمحافظات الأخرى خصوصاً بعد أن تم نهب حاضنات مزارع جرثومية أو ما تُسمى بمزارع بكتيريا السل المقاومة للأدوية من مستشفى الدرن.. وفي محاولة للتهرب من المسئولية كانت هناك محاولات فاشلة من قيادات محسوبة على حزب الإصلاح والناصريين لاحتواء الفضيحة الكارثية عبر نشر منشورين لما يُسمى مدير مدير مكتب الصحة السامعي ونائبه عبدالحق ود.أبلان زعموا فيهما انه لا يوجد خطر بيئي وانه تم احتواء الأمر بهذا المنطق السمج كما برروا عملية نهب تلك الحاضنات، مما دفع مختصين وناشطين من محافظة تعز للرد على تلك السخافات وأكدوا أن اللجنة المكلفة كانت مهمتها طمس معالم الجريمة، محذرين من أن هناك كارثة جرثومية تطل برأسها على تعز .
وقالت مصادر محلية: إن لجنة شكلت من قبل السلطة المحلية في المحافظة، التابعة لما تُسمى بحكومة الفار هادي نزلت إلى المستشفى للوقوف على الجريمة.
وذكرت المصادر أن اللجنة وجدت أنابيب مكسرة خاصة بالبكتيريا، فقامت بإتلافها بمادة الفرمالين ، بحسب المركز الاعلامي بتعز".
ويرى مختصون أن ما قامت به اللجنة ليس أكثر من إزالة لمعالم الجريمة في مركز السل بمدينة تعز.
واعتبروا أن إتلاف اللجنة للأنابيب التي وجدت مكسرة دون تحقيق أو مطابقة يكشف أن الهدف هو إزالة أي معالم للجريمة التي يمكن الاستدلال بها للوقوف على الجريمة وكشف خيوطها.
وطالبوا منظمة الصحة العالمية ومنظمات عالمية بالتدخل لوقف وقوع كارثة بيولوجية أو الحد منها في مدينة تعز والحيلولة دون تمكن الإرهابيين من تنفيذ عمل إرهابي جرثومي يجري الإعداد له في محافظة تعز.
ويقول مصدر طبي -بحسب العديد من وسائل الإعلام: إن المسلحين الذي قاموا بعملية تكسير أبواب غرفة العزل في مركز السل لم يتم إيقافهم.
وفي الوقت ذاته لم تقم السلطات الأمنية التابعة لحكومة فنادق الرياض بواجباتها في التحقيق في هذه الجريمة التي سيدفع ثمنها المجتمع.
واعتبر المصدر أن ما حصل يمثل استهتاراً بأرواح البشر وعملاً ممنهجاً تقف خلفه جهات نافذة، وتسعى لامتصاص التصعيد الإعلامي والغضب الشعبي لتمرير هذا العمل الذي وصفه بالممنهج.
وأكد أن علاقة الجماعة المسلحة التي نهبت مزارع البكتيريا بعناصر متطرفة، كافية للحكم على ما وراء عملية النهب؟
وحذر المصدر الطبي من التهاون في الأمر، معتبراً أن هذه المزارع يمكن استخدامها من قبل تنظيمات إرهابية كأسلحة بيولوجية ستلحق كارثة بأي منطقة تستهدف.
وأشار إلى أنه يتوجب على الجهات الأمنية التحقيق مع المسلحين الناهبين لحاضنات البكتيريا وضرورة معرفة مكانها وما بداخلها من أنابيب كون الأنبوبة الواحدة بحجم القلم وتحوي على مليارات البكتيريا الحاملة لوباء السل والمقاومة للأدوية.
إلى كذلك كشف مركز السل بمدينة تعز عن حجم الجريمة التي ارتكبتها مجموعة مسلحة من حزب الإصلاح، بقيادة عرفات الصوفي، محذراً من وقوع كارثة بيولوجية.
وأشار المركز- في مذكرة له وجهها إلى محافظ تعز المعين من الفار هادي علي المعمري ومدير مكتب الصحة وقيادة محور تعز العسكري- إلى أنه تم تكسير أبواب غرف المزارع الجرثومية لمرض السل. مؤكداً أن الغرف تم إغلاقها بواسطة اللحام خوفاً من العبث بالمزارع الجرثومية.
وأوضحت المذكرة -المؤرخة بتاريخ 19 إبريل 2017م- أن اغلب المزارع مقاومة للأدوية وعددها بالمئات، وتحتوي على مليارات من جراثيم السل القاتلة.
ونوهت الى أن تلك المزارع كانت معدة لإرسالها إلى المختبر المرجعي بصنعاء ومنه إلى مختبرات السل الإقليمية بالقاهرة، لعمل دراسات وأبحاث عليها، وذلك قبل أن يتم تحويل المركز إلى ثكنة عسكرية.
وكشفت أن إدارة مركز السل أبلغت عناصر ما تُسمى المقاومة في المركز- بعد تحويله إلى ثكنة عسكرية بواسطة الدكتور عبدالله القياضي وآخرين- بخطورة الاقتراب من غرف المزارع الجرثومية.
وأكدت المذكرة أن إدارة المركز كلفت شخصاً يُدعى سعيد عشال بتلحيم أبواب الغرف وعمل شبك على النوافذ لمنع وصول الأيادي العابثة إلى المزارع الجرثومية.
وأفاد مركز السل أنه تم إبلاغ إدارة المركز قبل يومين - من تاريخ المذكرة - أنه تم تكسير الأبواب ونهب حاضنات المزارع.
وأشارت المذكرة الى أن إدارة المركز ذهبت إلى المكان، فتأكدت من اختفاء حاضنات المزارع الجرثومية مع المزارع التي كانت بداخلها.
وحسب المذكرة فإن إدارة المركز أبلغت قائد اللواء 170 باختفاء الحاضنات وما بداخلها، أثناء تواجده في المركز عند زيارة الإدارة.
واعتبرت إدارة مركز السل أن ما حصل كارثة بيئية بكل المقاييس، ستدفع ثمنها مدينة تعز على المدى القريب والبعيد، جراء تصرف همجي، في حال لم تشكل لجنة متخصصة على وجه السرعة لاحتواء انتشار التلوث الجرثومي ومعرفة المكان الذي أخفيت فيه المزارع الجرثومية وتعقيم المكان قبل انتشار الجراثيم بواسطة الرياح إلى كل أرجاء المدينة والريف على حد سواء، حتى يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
هذا وتعرف الحرب البيولوجية، بالإنجليزية: «Biological Warfare» هي الاستخدام المتعمد للجراثيم أو الفيروسات أو غيرها من الكائنات الحية وسمومها التي تؤدي إلى نشر الأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات، وسبل مقاومة هذه الأوبئة ومسبباتها. ويطلق البعض على هذا النوع من الحروب اسم الحرب البكتيرية، أو الحرب الجرثومية، غير أن تعبير الحرب البيولوجية أكثر دقة لشموليته.
وتعتبر جراثيم السل ثاني أخطر مرض قاتل بعد مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز.
هذا وأفادت مصادر محلية أن ميليشيات حزب الإصلاح التي يقودها المدعو عرفات الصوفي- المقرب من المرتزق الإخواني حمود سعيد المخلافي- قاموا بتكسير غرفة العزل الملحمة والمعزولة في مركز الدرن، الكائن خلف مستشفى الثورة شرق مكتب الصحة العامة والسكان بمدينة تعز.
وأوضحت المصادر أن الصوفي وجماعته قاموا الاثنين 17 أبريل الجاري بنهب حوافظ بكتيريا تجارب السل المحقونة بالمضادات الحيوية والمقاومة للأدوية، ونقلوها إلى مكان مجهول.
وتفيد مصادر مطلعة، أن الجماعة المسلحة التي قامت بعملية نهب حوافظ البكتيريا لها ارتباطات بعناصر إرهابية في تنظيمي داعش والقاعدة بمدينة تعز.
وحسب المصادر فإن عرفات الصوفي لديه ارتباطات بالإرهابي المدعو معاذ المشمشة المكني (أبو همام الصنعاني) أمير تنظيم داعش بمدينة تعز والذي يتخذ من حي سوق الصميل معقلاً له.
وكان مركز الدرن بمدينة تعز قد أغلق في مايو العام قبل الماضي 2015م بسبب عدم توافر الأدوية اللازمة لعلاج مرضى السل واستيلاء ميليشيات حزب الإصلاح على المبنى وتحويله إلى ثكنة عسكرية تابعة لميليشياته..
الى ذلك حذر مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة تعز الدكتور حسن العزي، العناصر التي نهبت الحوافظ التي تحتوي على البكتيريا المخصصة لتجارب السل، من فتحها أوالعبث بها لأن ذلك سيؤدي لحدوث كارثة بيئية تهدد حياة المواطنين ليس في مدينة تعز فحسب بل ستشمل كافة المناطق والقرى بالمحافظة، وذلك بانتشار وباء السل المقاوم للعلاج -لاسمح الله .
وقال الدكتور العزي : إن عناصر مسلحة تابعة لما تُسمى (المقاومة) قامت بكسر البوابة الخاصة بمختبر مركز الدرن والذي يحتوي على المئات من حاضنات مزارع بكتيريا جرثومية قاتلة «عصيات السل المقاومة للعلاج»..
وحمل مديرعام مكتب الصحة والسكان بمحافظة تعز قيادات الجماعات المسلحة التي تسيطر على مدينة تعز مسؤولية مايحدث من عبث للمنشآت الصحية الواقعة في نطاق سيطرتهم والتي تعرض العديد منها للاعتداءات المتكررة جراء الانفلات الأمني والصراعات التي تشهدها المدينة وكان آخرها ما تعرضت له هيئة مستشفى الثورة وكادرها الطبي، الأمر الذي أدى الى حرمان المواطنين من حصولهم على الخدمات الصحية.. داعياً جميع القوى السياسية والقيادات العسكرية والوجهاء والأعيان الى التصدي لتلك الجماعات وإعادة الحوافظ التي تحوي عصيات السل الخطيرة الى مكانها والتحريز عليها مع ضمان حمايتها في أماكن بعيدة عن سطوة العصابات.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50065.htm