عبدالله الصعفاني - سأسأل نفسي.. ماذا أعمل عندما لا أعمل ؟.. وأنتم أيضاً لابد وأن تسألوا أنفسكم الآن نفس السؤال.. فالمؤامرة الكبيرة على اليمن التي تحركت من وقت مبكر كفكرة وإرهاصات وبُدئ تنفيذها بمشولحي ومشولحات الألفين وأحد عشر تحولت إلى عدوان فاجر تولى كبره كل كذاب وكل قاتل أشر جعلت مفردة العمل والعمال في مربض القاموس الذي لا يُفتح إلا للضرورة الفضولية القصوى.
♢ في الأسابيع الأولى للعدوان على اليمن كان لافتاً استهداف معاهد تقنية تم إنشاؤها - ولو بحسابات المباني - لإطلاق جيل العمالة الفنية الماهرة، وكان لسان حال من يعتدي: لانريدكم في أحسن أحوال الوفاق إلا عمالة عشوائية غير ماهرة.
♢ إنها " الصهينة " عندما يكون في طليعة بنك أهدافها كل منشأة لها علاقة بالعمل والصناعة والزراعة والإنتاج.. ولا استثناء حتى لمصنع البفك ومقرمشات الأطفال.. أما كارثتنا المحلية فهي هذا الاستسلام المؤسسي والفردي لمخطط تعطيل مفردة الانتاج العام والخاص تحديداً مع أن تحت سقف مبنى حكومة صنعاء وزراء بمسميات تُعنى بكل شيء، لكن غالبيتها الماحقة لا تعمل أي شيء !.. ولا تقولوا وماذا عن حكومة عدن؟ فهي مشغولة بوضع يدها في أيادي كل من يبدي حماسة كبيرة لقتل اليمن وتمدميره وتمزيقه على النحو الذي نرى.. هل يكون عندي فائض " هبل " لو سألت من يخاطب الأسرة في الريف وفي المدينة في قضية إنعاش اقتصاديات الأسرة بمفهوم إطلاق الأفكار الخلاقة والتوعية بها وكيفية حمايتها من الفشل؟
♢ ذات يوم من حصار جائر على العراق سمعت وشاهدت صدام حسين وهو يدعو نساء العراق إلى تفعيل الانشغال بتربية الدواجن وكل ما له علاقة بتحويل الأسرة العراقية إلى عامل في مواجهة الحصار في شقه الاقتصادي.. أما عندنا فما نزال في غيبوبة الانتظار لكل ما يرفض أن يأتي.. حتى أن الكثيرين اقتحموا فكرة الانشغال بتربية الدواجن أو الأرانب من ذات أنفسهم.. لكن كثيرهم فوجئوا بأن المرض والموت يلاحق مشاريعهم دون أن تتصدى وزارة زراعة مفترضة أو قناة فضائية يمنية بالحديث عن القضية على سبيل التشجيع أو التوعية وطرق الوقاية والعلاج.. ببساطة لأن المعنيين بواجبات حياتية ومجتمعية كثيرة فضلوا الاكتفاء من أدوارهم بتناول الإفطار والغداء والعشاء في صورة جرع سياسية.. شراب وكبسولات و...! لننسى أي تعاطٍ محترم وخلاق مع أفكار تنمية اقتصاديات الأسرة وحماية هذه الأفكار من الأخطار كما هو حال افتقاد أحدهم للدواجن التي حاول تربيتها والاستفادة منها ليحصد خيبة الأمل..
♢ ولا يزال السؤال قائماً: ماذا تعمل عندما لا تعمل؟ ومتى يكون عندنا عيد للعمال ويوم سنوي لممارسة الصدق ؟!
|