الميثاق نت -

الثلاثاء, 02-مايو-2017
عبدالفتاح علي البنوس -
عندما تحققت الوحدة اليمنية المباركة في 22مايو 1990م لم يكن تحقيقها من باب الاعتباط أو المصادفة ،ولم يكن من أجل تحقيق مصالح ومكاسب فئوية أو مناطقية أو مذهبية ،بل كان من أجل إستعادة اللحمة اليمنية وتحقيق الحلم اليماني الذي طال انتظاره، الحلم الذي كان ينشده كافة أبناء الشعب اليمني قاطبة في الشمال والجنوب، الكل رحبوا وهللوا وكبروا بإعلان هذا الحدث التاريخي الأبرز في تاريخ اليمن.
تحققت الوحدة، وبتحقيقها ذابت كافة الحواجز والموانع والعقبات التشطيرية وتجاوزها الجميع وتحولت اليمن من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها إلى محافظة واحدة لافرق بين صاحب عدن ولا صاحب صنعاء ولا صاحب حضرموت وصاحب الحديدة ،فالهوية اليمنية هي الجامعة لهم، الكل أبناء وطن واحد، لا حدود ولا حواجز ولا امتيازات لأحد، فالكل سواسية في عهد الوحدة المباركة قبل أن يتكالب الأعداء على هذه الوحدة، وقبل أن يحشدوا الطاقات ويسخروا الإمكانات من أجل القضاء عليها والنيل منها تحت عناوين وشعارات كاذبة، تارة باسم مظلومية المتقاعدين ،وتارة باسم القضية الجنوبية، وتارة تحت عناوين وشعارات انفصالية وشطرية ممولة ومسنودة سعودياً وإماراتياً.
حيث كانت السعودية من أشد المعارضين للوحدة اليمنية قبل تحقيقها، وبعد تحقيقها كانت من أكثر الدول حرصاً على تفكيكها وانفراط عقدها وسخرت كافة الإمكانات من أجل ذلك وخصوصاً عقب أحداث نكبة 2011م والتي كانت السعودية وقطر الممول لها وكان القضاء على الوحدة أبرز أهدافها وعندما فشلوا في إنفاذ هذا المخطط عبر الدنبوع هادي ذهبوا إلى شن العدوان على اليمن وتمكين الجماعات والتنظيمات الإرهابية والإجرامية من التسلط على رقاب أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وإذكاء الصراعات الطائفية والمناطقية وتحويل هذه المحافظات إلى ساحة لصراع النفوذ بين المحتل والغازي السعودي والإماراتي، حيث جند كل طرف لنفسه عملاء ومرتزقة يقاتلون بالوكالة نيابة عنهم وتحويل الجنوب إلى ساحة حرب وصراعات لضمان البقاء هناك بوصفهم المنقذ والمخلص لأبناء الجنوب من هذا الوضع الذي هم من فرضوه عليهم وهم السبب في الوصول إليه.
يَسْتَعْدُون الوحدة ويسعون للانقضاض عليها دونما ذنب اقترفته أو خطيئة ارتكبتها ،صحيح حصلت هنالك بعض الأخطاء والتجاوزات هناك في الجنوب كان المتسببون فيها هم اليوم من يتشدقون باسم الجنوب والمظلومية الجنوبية، ناهبو الأراضي وقادة الفتح والنهب والفيد من عملاء وخونة الرياض والإمارات هم من عاثوا وأفسدوا في الجنوب وكان الأحرى الانقلاب عليهم ومحاسبتهم لا أن ينقلب هؤلاء على الوحدة ويحاكموها ويعاقبوها على جرم لم ترتكبه.
اليوم نسمع عن دعوات لانفصال حضرموت في ظل احتدام الصراع السعودي الإماراتي على السيطرة عليها ،الإمارات عينها على الساحل بما في ذلك جزيرة سقطرى، والسعودية عينها على الوادي والصحراء لتنفيذ مشروع قناة سلمان النفطية، ومن يدعون حرصهم على حضرموت من عملاء السعودية والإمارات يسعون لسلبها الهوية اليمنية ويطالبون باستعادة خصوصيتها وهويتها الحضرمية، ويطالبون بدولة مستقلة وتعليم مستقل وقضاء مستقل ومنطقة عسكرية وقوة أمنية مستقلة، ويطالبون بتمثيل مناطقي لحضرموت في الدولة الاتحادية وهلم جرَّا من الشطحات التي تضمنها البيان الختامي لما يسمى بمؤتمر حضرموت الجامع والذي عقد بدعم وتمويل سعودي إماراتي مشترك، هذا المؤتمر العميل والخائن لتضحيات أبناء حضرموت خاصة واليمن عامة التي قدمت في سبيل تحقيق الوحدة والمحافظة عليها.
الوحدة ليست «شور وقول» كما قال الزعيم علي عبدالله صالح، الوحدة قدر شعب ومصير وطن، ولا يوجد نقاش أو جدل بشأنها فهي تحققت لتبقى بإذن الله، ولن تفلح المؤامرة السعودية الإمارتية التي تحاك ضدها، لقد فشلوا في السابق، وسيفشلون حالياً بإذن الله، ولن تكون حضرموت وبقية المحافظات الجنوبية والشرقية إلا يمنية - يمنية الهوى والهوية، محتفظة بخصوصيتها الحضرمية والجنوبية التي لاتمثل الوحدة تهديداً لها كما يدَّعي أشباه الرجال من السعوديين والإماراتيين، فمن يهدد هذه الخصوصيات هو من يسعى لاحتلال أرضها وجزرها وسواحلها وتحويلها إلى تابعيات سعودية وإماراتية، ويسلب من أهلها هويتهم اليمنية ويصادر خصوصياتهم وإرثهم وتاريخهم وثقافتهم ويفرض عليهم قوانينه وأحكامه وأجندته ويعيدهم إلى ماضي الاستعباد والوصاية والطاعة العمياء لأوامرهم، وحينها لن يكون لهم أي خصوصيات تُذكر، ولن يكون لهم غير الذل والمهانة، فالعزة والكرامة والسيادة هي في الوحدة والحفاظ على الهوية اليمنية والخصوصية التي تتمتع بها كل محافظات الجمهورية.
وحتى الملتقى.. دمتم سالمين.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50121.htm