الميثاق نت -

الثلاثاء, 02-مايو-2017
عبدالرحمن مراد -
في مارس من عام 2013م حاولت السعودية أن تمارس ضغطاً على هادي من أجل إجباره على تقديم تنازلات كبيرة على الحدود بين البلدين، وهدفها -كما قيل يومها- الوصول الى مناطق تتحدث التقارير الاقتصادية وفق دراسات مسح جيولوجي عن احتوائها على احتياطي عالمي كبير من الثروات النفطية والغازية، ويومها طار هادي الى قطر حتى يطلب من أميرها التدخل لحل المشكلة القابلة للانفجار مع السعودية، وخلال هذا الزمن كانت السفارة السعودية بصنعاء تحاول أن تنشط في الوسط الاجتماعي والسياسي وظهر جلياً نشاطها في الوسط الإعلامي والثقافي، وقد تهيأت لعدد كبير من الكادر الاكاديمي الهجرة الى المملكة وفق وتيرة عالية وعملت الملحقيات «العسكرية، والثقافية» على التقارب مع رموز الحركة الثقافية ورموز المؤسسة العسكرية.
ولا أكتم سراً اذا قلت إنني كنت أحد أولئك الذين حضروا جزءاً من تلك التفاعلات والنشاطات، ولم يدر في خلدي يومها أن المملكة تعدُّ العدة للانقضاض على اليمن شعباً وأرضاً وتاريخاً وحضارة، كان الذي يدور في ذهني يومذاك أن السعودية تحاول جمع كل الأعنة في يدها، وتسعى ما وسعها الجهد الى الحفاظ على مفردات اللعبة السياسية في يدها، وكان الكلام المعسول الذي كنا نسمعه كالسم الذي ظهر جلياً في القنبلة الفراغية على عطان والقنابل العنقودية، وفي استهداف التجمعات العامة كالاسواق وخيام العزاء والصالات والاحياء والاماكن التاريخية والقلاع والحصون والمكتبات العامة، لم تكن نوايا المملكة تجاه اليمن -شعباً وأرضاً- بالنوايا الحسنة، بل كانت تضمر الشرّ وتسعى ما وسعها الجهد الى إحباط كل عمليات التطور- كما يتحدث تاريخها منذ نشأتها مطلع القرن العشرين والى اليوم الذي نشهد فيه تجليات حقدها في مفردات عدوانها الذي تجاوز عامه الثاني في شروع الى عامه الثالث، ومع كل اطلالة شمس تتعرى السعودية وتوغل في حقدها وصلفها ويزداد بأس الله، حيث يتحدث العالم عن قدرة الجندي اليمني الحافي على تمريغ أنف المملكة في تراب الذل والهزيمة والانكسار، إذ أن جل الكتابات التي بدأت تلوح في الغرب وفي أمريكا تنال من القيمة المعنوية التي ظهر بها عدوانها في أول وهلة، وتتحدث عن هزالة جيشها ونظامها، وقد بدا للعالم كله كذلك وهو في حاله وحقيقته وجوهره كذلك.
لقد تيقن الإنسان اليمني من نوايا السعودية وعرف اهدافها وراجع كل التراكمات التاريخية، وهو الآن يقوم بعملية التطهير من كل شوائبها ومن عوامل فنائها ودمارها، وحين تصهره الاحداث ومفردات الحقد فهو بالضرورة سيقوم بعملية البناء وإعادة الترتيب بعد أن يستلخص من كل هذه الأحداث التي قام بها عدوانها وبعثها في الذاكرة الجمعية منذ حادثة تنومة، سيقوم بفتح نافذة جديدة للمستقبل، ولا يغر السعودية أن الجوف، ومأرب، وحضرموت تحت يدها ويد عملائها فالقضية هنا نسبية وقتية لن تستمر، وها هي المؤشرات تعلن عن نفسها في حالة الانقسام التي ظهر بها وعليها العملاء في الجنوب وفي تعز، وفي حضرموت ومأرب.
فالعامل التاريخي اذا بلغ منتهاه فهو يهيئ الحدث التاريخي لمرحلة قادمة أكثر تعقيداً، ولذلك قد تصبح المملكة في قابل أيامها حالة اجتماعية وسياسية واقتصادية مضطربة وغير مستقرة، وسوف تكتشف بعد ردح من الزمن أن قشتها لم تقصم ظهر البعير اليمني الذي استطاع أن يقاوم صحراويتها وغبار احداثها ورمضاء نيرانها، وقد قالت الأيام إن اليمن كلما امتدّ به أمد العدوان زاد قوةً وصلابةً وبطشاً وبأساً، وفي ذلك آيات كان على إدارة سلمان وابنه أن يعوها وألا يتركوا للميتافيزيقيا السلفية التأويل الكاذب والخاطئ، ذلك أن قانون التاريخ وفق محدداته الموضوعية في القرآن قد بعث اشاراته لقوم يؤمنون، فقشة السعودية لم ولن تكسر ظهر الجمل.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50139.htm