الإثنين, 29-أكتوبر-2007
الميثاق نت -  عبدالولي المذابي -
مازلت أتذكر كيف انقلبت أحزاب »المشترك« على نتائج الحوار مع المؤتمر الشعبي العام الذي أفضى الى توقيع اتفاقية المبادئ لضمان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة وآمنة بعد أن وضعت فيها كل شروطها ومطالبها ابتداءً بإضافة عضوين للجنة العليا للانتخابات وما تطلبه من تعديل لقانون الانتخابات مروراً بحصولها على شراكة لا تستحقها في لجان الانتخابات بنسبة ٦٤٪ أي ما يقارب النصف، ثم خرجت بعد ذلك لتقول إن الانتخابات مزورة، وهو ما يعني عملياً -اذا ما صح قولها- أنها شريكة في التزوير ومارسته بالمناصفة، وأعتقد أنها قد تقبل بتهمة التزوير‮ ‬ولا‮ ‬تقبل‮ ‬بنتائج‮ ‬الانتخابات‮ ‬التي‮ ‬حطمت‮ ‬آمالها‮ ‬وكشفت‮ ‬حجمها‮ ‬الحقيقي‮ ‬في‮ ‬الشارع‮.‬
فإذا ما كانت المعارضة لا تحترم الحوار ونتائجه فلا جدوى من الإلحاح في طلب مشاركتها في حوارات تهم الشأن الوطني، لأنها تؤكد بمواقفها المتعنتة أنها لا تراعي إلاّ مصالح حزبية أو شخصية وتنظر من خلالها الى مصالح الوطن.
ولا أدري كيف تحولت دعوة الرئيس للحوار حول مبادرته للإصلاح السياسي من قيمته الديمقراطية والحرص على اشراك فئات المجتمع في مناقشتها وتقييمها لتصبح في نظر المعارضة عملاً يكرس الديكتاتورية والفردية في اتخاذ القرار، وكل ذلك بدون حوار أو ابداء وجهة نظر.
هذا الموقف يثير الاستغراب ويدعو الى التساؤل من الذي يصادر رأي الآخر ولا يقبل بالنقاش، هل هو الرئيس الذي يستطيع بأغلبية حزبه تمرير أي قرارات ومع ذلك طرح مبادرته أمام الجميع لمناقشتها واتخاذ أي قرار يتم الاجماع عليه بشأنها في اطار الحوار الجاد والمسئول؟ أم المعارضة‮ ‬التي‮ ‬ترفض‮ ‬الحوار‮ ‬أصلاً‮ ‬وتعجز‮ ‬عن‮ ‬ممارسة‮ ‬الديمقراطية‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬تأصيل‮ ‬وترسيخ‮ ‬أسسها‮ ‬التي‮ ‬تبدأ‮ ‬بالحوار‮ ‬حول‮ ‬مختلف‮ ‬القضايا‮.‬
وأتساءل‮ ‬هنا‮ ‬عن‮ ‬الجدوى‮ ‬من‮ ‬دعوة‮ ‬المعارضة‮ ‬حول‮ ‬مبادرة‮ ‬الاصلاحات‮ ‬السياسية‮ ‬اذا‮ ‬كانت‮ ‬ترفض‮ ‬الحوار‮ ‬أصلاً؟‮!!‬
القضية إذاً.. هي ألا أحد يملك الحقيقة بمفرده وبالتالي فلابد من حوار مع الأطراف الحية والفاعلة في المجتمع والبحث عن الرأي الذي يجب أن يؤخذ به إزاء مختلف القضايا التي تهم الناس، وطالما ارتضينا الديمقراطية أسلوباً ومنهجاً فإننا سنرتضي رأي الأغلبية المقنعة التي‮ ‬اتخذت‮ ‬قرارها‮ ‬على‮ ‬أساس‮ ‬الحوار‮ ‬المسئول‮ ‬والمصلحة‮ ‬الوطنية‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬المصالح‮ ‬الشخصية‮ ‬والولاءات‮ ‬الضيقة‮.‬
اعتقد جازماً أن أحزاب اللقاء المشترك بمواقفها السلبية تحاول مصادرة الديمقراطية بأحكام مسبقة، تؤكد عجزها عن مواكبة التطور في العمل السياسي وبقاء قياداتها خارج التاريخ بعد فشلها في المشاركة في صنع مستقبل اليمن.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5021.htm