الميثاق نت -

الخميس, 11-مايو-2017
زعفران‮ ‬علي‮ ‬المهنا -
دخلنا عليه ونحن نحمل هموم الناس قلقهم وجعهم خوفهم.. رحب بنا بترحاب شديد واصفاً بأننا من ريحة الزمن الجميل.. سُعدنا بهذا الوصف في زمن نتسابق نحن والموت لنحافظ على الكرامة على تضاريس وجوهنا وبين شرايين قلوبنا وتحت ذبذبة أصواتنا.
أكد بحديثه المرتب من دون سابق موعد أن اليمن لن يحتويها تابوت.. فالأوطان تبقى دائماً.. فقط حكومات الخيانة والمرتزقة تموت.. أحسسنا بأننا أمام رجل دولة وتاريخ وثقافة، لم يكن شخصاً عادياً، كما لم يكن مجرد تاجر يسعى لتعظيم أرباحه، ورجل أعمال منهمك في إدارة أعماله، بل كان حاملاً سجلاً زاخراً في الريادة وأعمال الخير كان يتنقل بنا عن تلك السجينة وذلك المعسر ووضع الموظفين و.. و.. و.. الخ، ويعود بحديثه الراقي والمنظم ليطمئنك بأن الله لا يجمع علينا عسرين.. فيخبرنا كيف كان هناك أبطال من رؤوس المال اليمنية تناضل من أجل أن يستمر الشارع، وواصل سرده لنا عن تآمر العدوان في عدم تسهيل خروج الصادرات اليمنية من الخضروات والفواكه عبر منفذ الوديعة وكيف كانت تظل البضائع فوق الخمسة والعشرين يوماً حتى تتلف ويكون القرار أنها غير مناسبة للتصدير لضرب الاقتصاد اليمني -والحديث له: وكان هذا بالأمر المحزن ولكن هيهات أن يكون هناك أحزان لنخيف بها الناس.. هذه الأحزان لا نملك حق إظهارها للنور.. أحزان تدور تفاصيلها بداخلنا.. لأن حولنا لايتسع لها، فالمعاناة التي لانستطيع إظهارها للنور تبقى تفاصيلها حبيسة بيننا لذا نحن نحتاج إلى الكثير من القوة والكثير من الصبر والكثير من القدرة على إتقان دور السعيد في وقت يجب ان نحزن فيه، وإتقان دور الضاحك في وقت يجب أن نبكي فيه، وإتقان دور اللامبالي في وقت يجب أن ننهار فيه، وإتقان دور الصامت في الوقت الذي يجب أن نصرخ فيه، فلا ننكسر حينها لان هذه المعاناة لهيكلة‮ ‬التجار‮.. ‬وإذا‮ ‬تمت‮ ‬هيكلة‮ ‬التجار‮ ‬ضرب‮ ‬الصمود‮ ‬اليمني‮ ‬فأخفيناه‮ ‬عن‮ ‬أعينكم‮..‬
فكانت وجهتنا نحو عمان التقينا بوزير الصناعة العماني وتم شرح المعاناة وكانت هناك ضريبة مبيعات 5٪ يعود ريعها لدولة عمان فما استيقظنا صباحاً إلا والمرسوم السلطاني يأمر بفتح ميناء صلالة لليمنيين والإعفاء من ضريبة العائدات لعمان من أجل كل اليمنيين في كل المحافظات‮.. ‬لذا‮ ‬نحن‮ ‬نثمن‮ ‬موقف‮ ‬الجارة‮ ‬العزيزة‮ ‬عمان‮ ‬الذي‮ ‬جعل‮ ‬لنا‮ ‬متنفساً‮ ‬فلا‮ ‬تفقد‮ ‬السوق‮ ‬حيويتها‮..‬
رددت‮ ‬ما‮ ‬قاله‮ ‬بصوت‮ ‬مسموع‮ ‬على‮ ‬هيئة‮ ‬سؤال‮ ‬تعجبي‮ : ‬معقولة‮ ‬وصلت‮ ‬بكم‮ ‬المعاناة‮ ‬لدرجة‮ ‬الوصف‮ ‬بأنكم‮ ‬سيتم‮ ‬هيكلتكم‮ ‬كهيكلة‮ ‬الجيش‮ ‬والأمن،‮ ‬ومن‮ ‬هي‮ ‬هذه‮ ‬الأيدي‮ ‬الخفية‮ ‬التي‮ ‬تخدم‮ ‬العدوان‮ ‬وتساعد‮ ‬على‮ ‬دمار‮ ‬البلد؟‮! ‬
فرد بشموخ مخلوط بالألم: من يريد أن تهاجر رؤوس الأموال اليمنية.. فرأسُ المال هو عصبُ الاستثمار والاقتصاد، وركيزةُ التنمية والتقدم والنهوض في كل بلدان العالم، ومخاصمتُه لأوطانه وهجرته إلى الخارج يعطلُ خطط التنمية ويزيد التخلف، ويزيد من الفجوة الاقتصادية والعلمية‮ ‬والتكنولوجية‮ ‬ومواكبة‮ ‬العالم‮ ‬من‮ ‬حولنا‮.‬
فهذه الهجرة للأموال من أكبر التحديات التي تقف أمام دول العالم العربي في هذا العصر، خاصة إذا كان مِن وراء هذه الهجرة مخططٌ مدروس وضعته أجندة الهيمنة علينا كعرب.. واصل حديثه برغم محاولتي المقاطعة وقال لي: نحن الآن نصارع بكل ألم محاولة إلغاء المزايا للمصنعين للمنشآت‮ ‬المتوسطة‮ ‬والصغيرة‮ ‬والأصغر‮ ‬فعندما‮ ‬يتساوى‮ ‬المستورد‮ ‬مع‮ ‬المنتج‮ ‬المحلي‮ ‬تحدث‮ ‬كارثة‮ ‬هي‮ ‬القضاء‮ ‬على‮ ‬الطبقة‮ ‬المتوسطة‮ ‬من‮ ‬رؤوس‮ ‬الأموال‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬يريده‮ ‬العدوان‮.‬
دخل أحد طاقمه بملف أخذ يوقع عليها ويستعرض بعض الأوراق، هذا تاجر مصنعه عليه ديون وهذا تاجر باع مافوقه وما تحته لأجل لايغلق باب مصنعه، وهؤلاء يريدون ضمانات من أجل يتم التعاون مع مقترح البطاقة التموينية برغم أن التجار سوف يخسرون 25٪ ولكن اعتبروه واجباً وطنياً‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الظروف‮..‬
وطلب‮ ‬من‮ ‬نفس‮ ‬الشخص‮ ‬ان‮ ‬يحضر‮ ‬ملف‮ ‬المتضررين‮ ‬والمتعففين‮ ‬وتم‮ ‬شرح‮ ‬مأساة‮ ‬هؤلاء‮ ‬الناس‮ ‬اذا‮ ‬ضرب‮ ‬الاقتصاد‮ ‬ورأس‮ ‬المال‮ ‬اليمني‮.‬
أخذنا الوقت طويلاً لحديثه ذي الشجون وأخذنا منه وعداً بأن يتكرر هذا اللقاء الذي اتضح لنا فعلاً أننا أمام رجل من الزمن الجميل لم تشغله تجارةٌ أو بيعٌ عن أعمال الخير والاقتراب من الفقراء، فهو نائب مؤسسة سجين ، وأعان الجمعيات في الكثير من المشروعات والبرامج الخيرية التي تصبّ في خدمة الفقراء والأرامل والمطلقات.. هو أحد رموز العطاء، عُرف عنه شغفه بمساعدة المحتاجين، ومد يد العون إلى من يحتاج إليها،كما لم تشغله التجارة عن الثقافة والمعرفة، فهي أهم مكونات شخصيته، وكان أشبه بمدرسة ثقافية، بروح مرحة، وبنبرة لا يجد فيها‮ ‬محاوره‮ ‬مخرجاً‮ ‬عن‮ ‬الابتسامة‮ ‬والإحساس‮ ‬بأن‮ ‬هناك‮ ‬رجالاً‮ ‬من‮ ‬الزمن‮ ‬الجميل‮ ‬يمضون‮ ‬مع‮ ‬الوطن‮ ‬بكل‮ ‬حب‮ ‬وصمود‮ ‬فهم‮ ‬صدقوا‮ ‬ماعاهدوا‮ ‬الله‮ ‬عليه‮..‬
كانت‮ ‬زيارتنا‮ ‬لرجل‮ ‬الأعمال‮ ‬وأحد‮ ‬رواد‮ ‬العمل‮ ‬المؤسسي‮ ‬ورجل‮ ‬الخير‮ ‬ونائب‮ ‬رئيس‮ ‬الغرفة‮ ‬التجارية‮ / ‬الأخ‮ ‬محمد‮ ‬محمد‮ ‬صلاح‮..‬

فاصلة‮ : ‬
يااااارجاااااالاه
احذروا‮ ‬هيكلة‮ ‬الاقتصاد‮ ‬ورؤوس‮ ‬الاموال‮ ‬اليمنية‮ ‬كما‮ ‬تم‮ ‬هيكلة‮ ‬الجيش،‮ ‬وحافظوا‮ ‬على‮ ‬بعضكم‮ ‬وكونوا‮ ‬حزمة‮ ‬من‮ ‬العصي‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬تتفردوا‮ ‬فتُكسروا‮ ‬بسهولة‮..‬
‮#‬أنا‭_‬يمني‭_‬وأحب‭_‬وطني

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50237.htm