فيصل الصوفي - يفرح كثيرون بوقائع الخلاف بين عملاء العدو، كما يفرح بالاهانات التي يوجهها العدو لعملائه، ويستنتج من ذلك أن الدائرة تدور عليهم.. وعندي أن هذا التفاؤل متوهم.. وبصورة عامة، هناك عدوان ابتدأه العدو السعودي، له أهداف معلنة وأخرى في طي الكتمان، وعملاؤه اليمنيون هم الحملة المحليون الرئيسيوين لأهداف هذا العدوان الذي نعتقد أنه سيستمر وقتاً طويلاً، وفي الأخير إن لم تتحقق أهدافه وسيبحث العدو عن مخرج مناسب، وبجانبه العملاء ممسك بهم إلى النهاية، وبالطبع لن يكون ذلك المخرج بمعزل عن القوى الوطنية اليمنية، التي ستفشل أهداف العدوان، وفي الوقت نفسه ستكون شريكاً أساسياً في وضع نهاية للعدوان، وإحدى سيناريوهات تلك النهاية قد تكون عبر حوار ثنائي يمني- سعودي، أما الإماراتي فهو غفل، وسيدحر بسهوله من الجنوب.
ما ينبغي رؤيته بوضوح هو أن العدو السعودي لن يفكر بالتخلي عن عملائه، حتى بعد أن تبين له في مطلع العام الثالث من الحرب على اليمن، أن أقل الشئون اليمنية أهمية ليست بأياديهم.. كما أن الحلف المعادي لن يتعرض للتشظي، وواهم من ينظر إلى الصراع بين العدوين السعودي والإماراتي بوصفه مقدمة لتفكك العلاقات بينهما، فذلك الصراع الذي يظهر في محافظات الجنوب والشرق مجرد مظهر من مظاهر التنافس على المصالح غير المشروعة القائمة بوجود العملاء، وعندما يوبخ العدو الإماراتي عملاءه أو عملاء السعودية فلا يذهب إلى أبعد من ممارسة الضغط السياسي على الطرف الآخر، وليس على العميل، لأن العملاء ليس بأيديهم من الأمر شيء، وفي هذا الاطار يفهم الهجوم السياسي والإعلامي المسدد من قبل الإماراتيين نحو العملاء في ما يتعلق بالجنوب، لدرجة أنهم استكثروا على العميل الفار عبد ربه إصدار قرارات بتعيين أو إقالة مسئولين من المرتبة الثالثة.. فهذا أنور قرقاش وزير خارجية أبو ظبي يقول لهم إن من قواعد العمل السياسي، أن تبني الثقة مع حلفائك ولا تطعن في الظهر.. ووجه لهادي نفس الكلام الذي نكرره منذ خمس سنوات: قراراتك يا ضعيف ينبغي أن لا تتجاوز حجم قدراتك الضعيفة، أنت تقدم مصالحك الشخصية والأسرية على المصلحة العامة.. وهذا ضاحي خلفان يردد نفس الكلام الذي كان يقوله اليمنيون عن الفار هادي: رجل لا يحظى بقبول لا في الشمال ولا في الجنوب، وهو هنا "دنبوع" وهناك أيضاً "دنبوع"، ويجب أن ينزل من كرسي الشرعية الذي أجلس عليه.. لكن هل هذا كله دليل على أن العدو سيتخلى عن عملائه، أو دليل على وجود شرخ حقيقي مهم بين الحليفين الرئيسيين في العدوان على الشعب اليمني؟ بالطبع لا.. السعودية والإمارات لا تلتقيان حول معظم القضايا المهمة في السياستين الإقليمية والدولية، ومختلفتان حول الوهابية والإرهاب، لكن بالنسبة لليمن والحرب على اليمنيين متحدتان كلتاهما معاً، مع تفرد إماراتي برغبة في إعادة فصل جنوب اليمن عن شماله، وهذا توجه إماراتي ليس جديداً على أي حال.
|