الميثاق نت -

الأحد, 14-مايو-2017
أجرى الحوار: أيمن سنبل -
اوضح وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني هشام شرف، إن السعودية والإمارات جزء من عملية السلام في اليمن، مشيرا إلى أن هناك إمكانية لوقف لإطلاق النار في اليمن قبل شهر رمضان.
وأضاف شرف في حوار مع "سبوتنيك" أن الحكومة الروسية كانت من الحكومات القلائل التي حاولت أن تتوسط بين طرفي الصراع في اليمن لإخلال السلام، إضافة إلى سلطنة عُمان التي بذلت جهودا كبيرة في هذا الصدد.
وتابع الوزير اليمني، أن بلاده لازالت تمتلك الخيارات العسكرية الكبيرة لردع العدوان على اليمن، واصفا الأحداث التي شهدتها مدينة عدن بعد إعلان المجلس السياسي الانتقالي بأنها صراع على السلطة، وفشل للرئيس عبد ربه منصور هادي. وإلى نص الحوار:
ماذا وراء تشكيل لجنة تنسيق عليا بين اليمن والسعودية والإمارات
سبوتنيك: بداية معالي الوزير…دخلت الحرب في اليمن عامها الثالث مع فشل كل مساعي الحلول السياسية لإنهاء معاناة هذا البلد، من المسؤول عن إيصال اليمن إلى هذا الوضع؟
وزير الخارجية: بصراحة من أوصل اليمن إلى هذا الوضع هو الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي إضافة إلى أشقائنا في دول الخليج ماعدا سلطنة عمان، بعد حدوث بعض المشاكل في اليمن، اتجهوا للحل العسكري بدلا من السلمي اعتقادا منهم أنه سيعيد من وصفوه بالشرعية أو يعيد الأوضاع إلى طبيعتها، هؤلاء هم المسؤولون بالدرجة الأولى عما آلت إليه الأوضاع في الجمهورية اليمنية.
مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بدأ جولة مكوكية من الرياض في محاولة لاستئناف المفاوضات و التوصل لتهدئة قبل شهر رمضان، هل تواصل معكم ولد الشيخ؟ وما هي فرص استئناف المفاوضات؟ وما إمكانية التوصل لتهدئة قبل رمضان؟
وزير الخارجية: السيد ولد الشيخ للأسف إلى الآن لم يتواصل معنا ولم يعط أي مؤشرات إيجابية، سبق أن أبلغنا ولد الشيخ في الزيارة الماضية أنه قبل أن يأتي إلى اليمن يجب أن يتعامل مع اليمن كدولة ذات سيادة، بمعنى أن يرسل رسالة أو خطاب رسمي من الأمم المتحدة برغبته في القدوم إلينا مع تحديد جدول أعمال هذه الزيارة، الآن لم يصلنا شيء منه. ولد الشيخ ليس لديه أي جديد، بالعكس ما حدث في المحافظات الجنوبية و مدينة عدن من تطورات سياسية لا تعطي ولد الشيخ أي مرونة في أن يتحدث عن سلام ومفاوضات في اليمن في ظل عدم شرعية أولئك الأشخاص الذين يتحدث عنهم، إضافة إلى عامل جديد مهم وهو أننا قررنا في الجمهورية اليمنية أنه لا مفاوضات إلا بوجود الجهة الرئيسية الممولة للعدوان في اليمن وهي المملكة العربية السعودية، بدون السعودية ليس هناك تسوية ولا سلام في اليمن لأنها هي مركز العدوان وهي من تمول العدوان و بالتالي لابد لمن لديه القرار أن يكون في الصورة ولهذا ولد الشيخ لديه معضلة كبيرة نتمنى أن يتجاوزها ويأتي إلينا بخطة واضحة سليمة تقود فعلا لنتائج وليس زيارات لإعطاء نوع من التطمينات التي لا أساس لها.
سبوتنيك: إذن أنت ترى أن جهود ولد الشيخ ستفشل في استئناف المفاوضات؟.
وزير الخارجية: لا، لم أقل أن جهود ولد الشيخ سوف تفشل، قلت هو يعرف ما يمكن أن يجعل هذه المفاوضات ناجحة وبالتالي عليه أن يتبعها. نحن نتمنى له النجاح، الجمهورية اليمنية والمجلس السياسي الأعلى في صنعاء وحكومة الإنقاذ اليمني تتمنى أن يحل السلام في اليمن.. نحن دعاة سلام، نتمنى له النجاح، لكن من خلال معطيات ومحددات تضمن لولد الشيخ النجاح.
سبوتنيك: هل يمكن التوصل لتهدئة قبل رمضان؟
وزير الخارجية: يمكن التوصل إلى نتائج إيجابية ويمكن وقف لإطلاق النار ومن ثم الجلوس على مائدة المفاوضات إذا صدقت نوايا أشقائنا في دول الخليج، هنا لا أقصد عُمان، هي عملية قرار سياسي من أشقائنا في السعودية والإمارات لأنهم جزء من عملية السلام وليسوا رعاة سلام، لا نتيجة لأي جولة سلام جديدة في ظل هذ الإرباك الحاصل للرئيس المنتهية ولاية في عدن والمحافظات الجنوبية.
سبوتنيك: تقارير صحافية تتحدث عن مقترحات جديدة لولد الشيخ ترتكز على مقترحات أمنية لخطة الحل تتضمن الحديدة وذلك في سبيل التوصل لحل شامل، هل لديكم أي معلومات حول طبيعة هذه المقترحات؟ وهل هناك ارتباط بين خطط التحالف للسيطرة على الحديدة وحديث ولد الشيخ عنها؟.
وزير الخارجية: الحديدة جزء من أجزاء الجمهورية اليمنية ونحن نتحدث عن سلام يشمل اليمن ككل، محافظات شمالية وجنوبية، الحديدة محاصرة منذ عامين وهناك عمليات عسكرية على الساحل الغربي للجمهورية اليمنية، لماذا أتوا الآن بالحديدة للمقايضة في أي عملية سلام قادمة؟ نحن نرفض إدخال موضوع الحديدة فقط في موضوع مفاوضات السلام والتسوية نحن نتكلم عن الجمهورية اليمنية ككل، قبل أربعة أشهر ضيقوا الخناق على ميناء الحديدة فأصبحنا لا نستلم سوى أقل من 20 بالمئة من عائدات الجمارك اليمنية وحولوا كل السفن وكل الشحنات إلى مينائي عدن والمكلا للضغط علينا اقتصاديا.
سبوتنيك: تابعتم معالي الوزير إعلان محافظ عدن السابق لمجلس انتقالي جنوبي ما اعتبر على نطاق واسع خطوة على طريق انفصال جنوب اليمن، كيف تتعاطون مع قضية الجنوب في ظل هذا الإعلان؟
وزير الخارجية: اليمن هو يمن واحد، لكن الوضع في جنوب اليمن هو صراع على السلطة وليس الدفاع عن اليمن بالتالي عندما يكون هناك صراع على السلطة نهايته الانفصال كما يعتقد البعض سيفشل، ولكن إن كانت مصلحة اليمن تستدعي إعادة تشكيل النظام في اليمن وإعادة تشكيل السلطة، أعتقد أي شيء في صالح اليمن سيحدث، وما حدث في عدن يثبت فشل من يصفون أنفسهم بالشرعية. إخواننا في الجنوب سيكونون جزء من أي ترتيبات سياسية قادمة لإحلال السلام في اليمن.

سبوتنيك: العميد أحمد عسيري المتحدث السابق باسم التحالف الذي تقوده السعودية قال في تصريحات إن قوات هادي أصبحت تسيطر الآن على نحو ٨٥ بالمئة من اليمن، ما حقيقة الأوضاع العسكرية على الأرض ؟
وزير الخارجية: السيطرة على الأرض للقوات المتواجدة على الأرض، هم يسطرون فقط على مدينة عدن و أجزاء من لحج و أجزاء من أبين وأجزاء من مأرب وأجزاء من الجوف وهذه الأراضي لا تمثل إلا أقل من 25 بالمئة
سبوتنيك: عسيري أيضا تحدث عن أن التحالف لا يتطلع لنصر عسكري حاسم في اليمن وأن أهدافه هي الحفاظ على مؤسسات الدولة اليمنية و تقليل الأخطار على اليمنيين من خلال إضعاف قوة الحوثيين والهدف الثالث هو حماية حدود المملكة، هل نجح التحالف في ذلك؟
قيادي حوثي: لماذا لا تعبر الأمم المتحدة عن قلقها من التدخل العسكري ضد اليمن؟
وزير الخارجية: لا لم ينجح التحالف في ذلك وما يقوله السيد عسيري للأسف هو "لغة الفاشلين" وهي أن يتذرع بأشياء لا وجود لها على أرض الواقع، السعودية ومرتزقتها هم من دمروا مؤسسات الدولة سواء الحكومية أو الخاصة، وأصابوا وقتلوا الآلاف من خلال القصف الجوي العشوائي. نحن لم نشكل خطرا على حدود المملكة الجنوبية قبل بدء العدوان.
سبوتنيك: أعلن الجيش اليمني أكثر من مرة أنه سيردع العدوان بخيارات عسكرية استراتيجية وهو ما تم ترجمته في إطلاق عدد من الصواريخ البالستية تجاه الأراضي السعودية وأيضا استهداف مواقع عسكرية لقوات خليجية داخل اليمن، لكن لم يدفع في اتجاه حسم الحرب، هل فشلت خياراتكم العسكرية الاستراتيجية للضغط على دول التحالف لإنهاء الحرب؟
وزير الخارجية: نحن لدينا خيارتنا الكبيرة، سكان اليمن نحو 27 مليون شخص، نحن نستطيع أن نجند الملايين ليس فقط الجيش اليمني الموجود حاليا، نحن لم نصل بعد إلى مستوى تجنيد الملايين لخوض حرب ضد السعودية ولا نريد أن نفعل ذلك، نحن نريد إيقاف العدوان، هذه فقط إشارات تطلق من وقت لآخر، نحن دعاة سلام، من يحاربنا ليس السعودية والإمارات فقط بل من خلفهما ترسانة الحرب الغربية والأمريكية. لنكن عقلاء نحن لن نستطيع، نحن في الجمهورية اليمنية بإمكاناتنا المحدودة أن نواجه ترسانة الحرب الأمريكية الغربية بشكل كامل مع السعودية وملياراتها التي تنثرها هنا وهناك ولهذا السبب نريد أن تقل الخسائر بيننا وبينهم وأن لا نصل لمرحلة متقدمة من العداوات مع السعودية… خياراتنا العسكرية مفتوحة.
سبوتنيك: قبل شهور تم إعلان حكومة الإنقاذ في اليمن لكنها لم تحظى باعتراف دولي، ما جدوى إعلان الحكومة إذن؟ كيف تحشدون لكسب الاعتراف الدولي بحكومتكم؟.
وزير الخارجية: لم نتوقع أن يعترف بنا أحد في البداية لأننا أتينا لإدارة شؤون شعبنا اليمني ورفع المعاناة عن المواطنين، العالم سيعترف بمن يسيطر على الأرض وما عليها من غالبية عظمى من السكان. في المناطق التي تسيطر عليها حكومة الإنقاذ لدينا نحو 85 بالمئة من السكان.

الملك السعودي سلمان عبد العزيز مع وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض في 5 أبريل، 2017
سبوتنيك: من من الدول التي حاولت القيام بدور الوسيط للوصل لحل سياسي؟
وزير الخارجية: الحكومة الروسية كانت من الحكومات القلائل التي حاولت أن تنشر مبدأ السلام وأن تتوسط بيننا وبين الجهات المعتدية وكذلك سلطنة عُمان التي بذلت جهودا كبيرة في التوصل للسلام، نحن لدينا تواصل مع العالم كله.
سبوتنيك: ما هي طبيعة العلاقات مع إيران ؟
وزير الخارجية: إيران لم تعترف بحكومة الإنقاذ للأسف وليس لدينا سفير هناك، علاقتنا بإيران طيبة لكنها لم تتخذ أي موقف مساند لنا ولم تزودنا بأسلحة ولم تزودنا بأموال، هم يدعموننا إعلاميا فقط وهذا شيء طبيعي عندما تتعرض دولة لحصار أمريكي غربي وهجمة شرسة من السعودية.
سبوتنيك: بعد أكثر من عامين من الحرب في اليمن، تسببت الحرب في خراب ودمار وانتشار للأوبئة مثل الكوليرا وكذلك تفشي خطر المجاعة، هل لديكم أرقام رسمية لأعداد اليمنيين المتضررين جراء الحرب؟
وزير الخارجية: العدوان هو من تسبب بهذه المآساة، السعودية التي تقود الحرب على اليمن تسببت في تشريد ونزوح ما لا يقل عن 3 ملايين ونص شخص إلى مناطق ومخيمات صغيرة لا تستوعبهم.
سبوتنيك: كيف تقيم تعاطي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية في مواجهة هذه الأخطار؟ وما هي جهود حكومة الإنقاذ في معالجة هذه الأزمات؟
وزير الخارجية: جهود بسيطة ومشكورة، لكنها لن تنقذ الملايين الذين يتعرضون لهذه الأوضاع الصعبة واللذين يتعرضون للأوبئة والأمراض.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50266.htm