الميثاق نت -

الإثنين, 22-مايو-2017
غيلان‮ ‬العماري -
مثلت الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م منعطفاً مهماً في جغرافية هذا الوطن وتأريخه،حيث استعادت الأرض الواحدة عافيتها من أوبئة التشرذم والتشتت والانقسام، وتتفس تاريخها الصعداء واستعاد عبق حضوره بعد سنين مجحفة من الغياب.
لم تكن الوحدة اليمنية مطلباً سياسياً فحسب؛ أملته ظروف السياسة بمناخاتها المتغيرة غير الثابتة،ولكنها كانت ضرورة وطنية ملحة استدعتها مبادئ ديننا القويم وقيمه، فضلاً عن واقع ناشته حراب التقسيم والانفصال وبدا أحوج مايكون إلى واقعية الأصل والمتن لا وقيعة الاستثناء‮ ‬والهامش‮..‬
إذ الأصل في اليمن واحديته وما عدا ذلك فاستثناء ظل يفرز كثيراً من موجات القطيعة وما مثلته من تقاطعات سالبة على شتى مسارات الحياة المختلفة، وعلى الغارقين في وحل الوهم التخلص من انتهازية لئيمة يساومنا حضورها باستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير..!
لقد تحققت الوحدة اليمنية في الزمن الاستثناء الذي ضربت فيه رياح التشتت والانقسام واقع هذه الأمة من اقصى الخليج إلى أقصى المحيط ،ومحاولات العودة الى ماقبل تاريخها نكوص وانتكاسة سترتد وبالاً على أصحابها لا المستهدف ؛ الوحدة، ذلك أنها قدر الطبقة الأكثر انتماء‮ ‬وولاء‮ ‬لهذه‮ ‬التربة‮ ‬من‮ ‬اقصى‮ ‬الشمال‮ ‬الى‮ ‬اقصى‮ ‬الجنوب‮ ‬،‮ ‬لا‮ ‬أولئك‮ ‬المنتمون‮ ‬إلى‮ ‬الأهواء‮ ‬والنزوات‮ ‬والشهوات‮ ‬وما‮ ‬أقلهم‮ !‬
لقد تحققت الوحدة فكان أن انعكس هذا الحدث المعجزة على كثير من مجريات ذلك الواقع؛ فاشتعل آمالاً بغدٍ تمثل فيه- أي الوحدة- خطوة أولى في الطريق الصحيح ؛ طريق وحدتنا العربية والإسلامية، ولولا عظيم التحديات التي واجهتها الوحدة أثناء وبعد قيامها، فضلاً عن غياب الإرادة‮ ‬السياسية‮ ‬لمعظم‮ ‬أنظمة‮ ‬الحكم‮ ‬الرسمية‮ ‬في‮ ‬الوطن‮ ‬العربي،‮ ‬لكانت‮ ‬الآمال‮ ‬تلك‮ ‬في‮ ‬متناول‮ ‬التحقيق‮.‬
اليوم تطل علينا ذكرى الوحدة اليمنية الـ27 والوطن اليمني على مفترق طرق بعد أن أخذت معطيات الوضع الوطني الراهن تؤشّر لمزيد من الاستقطابات السيئة خصوصاً بعد أن كسر العام 2011م سيئ الذكر آخر الحلقات في سلسلة الحضور الرسمي للدولة ،فساخ الوطن على إثرها ولا يزال في‮ ‬رمالٍ‮ ‬كثيفة‮ ‬من‮ ‬الفوضى‮ ‬والفتن‮ ‬وتفتت‮ ‬النسيج‮ ‬المجتمعي،‮ ‬وظهرت‮ ‬نزعات‮ ‬عنصرية‮ ‬ومناطقية‮ ‬القت‮ ‬بسوادها‮ ‬القاتم‮ ‬على‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬تفاصيل‮ ‬الراهن‮ ‬الوطني‮ ‬المعاش‮..‬
لا سوى أحقاد تتراكم وتضيف إلى حالنا العاثر كثيراً من العثرات والعورات ،وأشدها اليوم حالا وحضوراً حقد الحمقى من أبناء جلدتنا وبتمويل وبدعم خارجي على منجز عظيم كمنجز الوحدة اليمنية ومحاولتهم وأد هذا المنجز العملاق في زمنٍ عربي طاعن بالانكسارات والنكسات.
إن قوتنا في وحدتنا.. وعلى كل شرفاء هذا الوطن كنس الصغائر والسمو على الجراح فهي متغير، عليهم ونحن جميعاً التمترس في جبهة الوحدة كقيمة وكمبدأ وكثابت من ثوابت هذا الشعب العظام..لا في جبهة التشتت والتيه.. وشتان شتان مابين الجبهتين.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50328.htm