احمد غيلان - السعودية حشدت قادة العالم المتحالفين معها، لتبرر عربدتها في الوطن العربي والعالم، وارادت ان تتبرأ من الارهاب الذي صنعته وفرخت جماعاته، وتمول فرقه في كل الدنيا.
وامام هذا الحشد من المؤثرين في قرارات المجتمع الدولي لم تتردد السعودية في ان تدين شقيقتها قطر بتهمة دعم وتمويل الجماعات الارهابية لتنفي عن نفسها هذه التهمة.
وبصرف النظر عن نسبة ونسبية تورط قطر او السعودية في جرائم دعم ومساندة وتمويل الجماعات الدينية المتطرفة التي تمثل الحاضنات الاساس للجماعات الارهابية، فان قطر التي تساند السعودية في كثير من مشاريعها وتوجهاتها المشروعة وغير المشروعة لم تتوقع من السعودية ان تمارس عليها كل هذا الصلف والتنكر والغدر، وتبيعها علناً وعلى مسمع ومرآى من العالم وزعمائه الذين احتشدوا الى السعودية، بمن فيهم امير قطر، في ظل قيادة السعودية لتحالف عدواني ههمجي ضد اليمن تشارك فيه قطر، وفي ظل تبني السعودية وقطر معا دعم ومساندة الجماعات الدينية المتطرفة التي تحارب النظام السوري.
ما فعلته السعودية - مع قطر - هو جريمة غدر بكل ما تعني الكلمة، وليس غريبا على آل سعود مثل هذا السلوك الجبان ،فالغدر والتنكر والخيانة من ابسط صفات حكام السعودية،، ولو لم يسلك سلمان بن عبدالعزيز هذا السلوك مع قطر لخطر ببال المتابعين ان سلمان ليس من اسرة بني سعود ، ولو لم تنته الامور بين السعودية والامارات او السعودية والبحرين او السعودية ومصر بموقف غادر متنكر تتخذه السعودية وحكامها فان ذلك يعني معجزة حصلت لتغير من مسارات وطبائع الحكام من بني سعود .
قد يبرر بعض السياسيين للسعودية التضحية بقطر اضطراريا لتنقذ نفسها وتحاول تبرئة نفسها من تهمة الارهاب التي كانت ولا تزال وستظل لاصقة بها ، ويظل اتهامها لقطر غير كاف لادانة قطر ما لم تقدم الادلة القاطعة على ذلك ،وحتى وان قدمت ادلة تدين قطر فانها لا تكفي لتبرئة السعودية ، لكن البجاحة والغرور واللؤم والكبر والوقاحة السعودية تتجلى في ان تستكثر وتستنكر السعودية على قطر حق الدفاع عن نفسها سياسيا وقانونيا واعلاميا ، وتستنفر حلفاءها الاخرين وتستعديهم ضد قطر بمجرد ان يطلع خبر صحفي او خطاب او تصريح لامير قطر او اي مسئول قطري يعبر عن رفض هذا الاتهام والدفاع عن نفسه وبلاده .
ربما يشعر القطريون اليوم بالغصة والغبن والصدمة من هذا الانقلاب والتنكر والتوجه العدواني السعودي الذي يستهدف سيادة وامن واستقرار وكيان وحاضر ومستقبل قطر ، وهو نفس الشعور الذي ننتجرعه نحن اليمنيون منذ بداية العدوان الذي تقوده السعودية ضدنا منذ 26 مارس 2015 م ...
لكن الغريب وغير المعقول ان نجد بينن حلفاء السعودية اليوم من يستجيب ويتفاعل بشدة في حملة استهداف قطر وتوجهات السعودية لوأد الدولة القطرية وابتلاعها والتضحية بها في حفل زار اقامته السعودية بتكاليف باهضة تصل الى نصف بليون دولار لتستعرض قوتها وتحالفاتها على جيرانها وحلفائها ايضا قبل غيرهم ..
مافعلته السعودية مع قطر اليوم ليس سلوكا عارضا ،ولا نزوة آنية نادرة الحدوث، ولا عملا اضطراريا سيعمل حكام السعودية من بني سعود على تجنب الاضطرار لممارسته ، بل هو منهج راسخ في سياسة هؤلاء منذ تاسيس الدولة السعودية ، وقد مارس هؤلاء مع حلفائهم واشقائهم وجيرانهم اعمال غدر وخيانة واذية على مر تاريخهم وبصور مختلفة باختلاف الزمان والمكان والامكانات ، وسيظل هذا النهج هو الطابع السائد في سياساتهم وعلاقاتهم ، وسيكون احمقا ومغفلا وجاهلا بمفردات التاريخ وابجديات السياسة من يستبعد ان تكرر السعودية ما فعلته بقطر مع غيرها من الدول الحليفة لها اليوم عاجلا ام آجلا ، وسيتذكر هؤلاء بعد فوات الاوان ان قطر كانت اول ثور تاكله السعودية في قطيع حلفائها الصغار الحمقى، والزمن بيننا.
|