الميثاق نت - للسنة الثالثة على التوالي يحل شهر رمضان المبارك على اليمنيين في ظل أوضاع كارثية وظروف مأساوية يعيشونها ناجمة عن استمرار العدوان والحصار السعودي الوحشي الغاشم الحاقد الذي اتخذ صورة الحرب القذرة والشاملة منذ 26 مارس 2015م وحتى اليوم.. لم يكتفِ التحالف السعودي العدواني بتدمير اليمن

الثلاثاء, 30-مايو-2017
استطلاع/محمد الكامل -
للسنة الثالثة على التوالي يحل شهر رمضان المبارك على اليمنيين في ظل أوضاع كارثية وظروف مأساوية يعيشونها ناجمة عن استمرار العدوان والحصار السعودي الوحشي الغاشم الحاقد الذي اتخذ صورة الحرب القذرة والشاملة منذ 26 مارس 2015م وحتى اليوم.. لم يكتفِ التحالف السعودي العدواني بتدمير اليمن وقتل ابنائه من الجو والبر والبحر بل وإبادتهم بالحرب الاقتصادية الأشد اجراماً من العدوان العسكري، خالقاً بذلك أزمات لا يمكن أن تخضع الشعب اليمني لأعدائه.. صحيح أن هذا الشعب المفقر أصلاً يواجه صعوبات تفوق إمكاناته وقدراته بسبب هذه الحرب العدوانية القذرة والشاملة، ولكن هذا لا يعفي من تحمل المسئولين في هذا الوطن أن يعملوا على نحو يرتقي الى مستوى تعزيز صمود الشعب أمام هذا العدوان الهمجي البغيض وفي المقدمة المجلس السياسي وحكومة الانقاذ الوطني، وألا يُترك الوطن والمواطن لعواصف الأزمات وتحدياتها واخطارها وآخرها انتشار الأوبئة والأمراض وانقطاع الرواتب ناهيك عن حالة النزوح الكبيرة التي لم تستث ن أي محافظة من محافظات الجمهورية اليمنية..
صحيفة «الميثاق» نزلت إلى الشارع وتوجهت بسؤال لعيّنة من المواطنين حول كيف استقبلوا رمضان والوضع العام الذي يعيشونه مع قدوم هذا الشهر الضيل؟.. مقدمةً لقارئها الكريم تفاصيل هذه الجولة عبر هذا الاستطلاع فإلى الحصيلة :

* اليمنيون يصومون رمضان من ثمانية اشهر
ليلاً ومن احد شوارع صنعاء القديمة وتحديداً حي الفليحي كانت البداية مع الاخ وضاح محمد والذي تحدث قائلاً: في الحقيقة نحن نستقبل شهر رمضان المبارك بعد مضي عامين وأكثر على هذا العدوان والحصار السعودي الغاشم على بلدنا مرتكباً جرائمه دون اي حرمه لا لإنسان او ارض او أشهر حرم او مباركة.. مضيفاً: كما يأتينا شهر الصيام وقد صام شعب اليمن ثمانية أشهر كاملة قبل رمضان، ثمانية أشهر والناس يربطون على بطونهم الحجارة بسبب انقطاع المرتبات عسى الله ان يحتسب أشهرنا كلها رمضان . مبيناً ان وضع الناس أصبح صعباً للغاية فعلى الأرض هناك حصار خانق وتوافد النازحين وازدياد إعدادهم ومعاناتهم بشكل يومي إلى جانب استمرار أزمة المرتبات ووحش الجوع والفقر وانتشار الأمراض والأوبئة، ومن السماء هناك قصف واستهداف لكل شيء على هذه الأرض.. مختتماً كلامه: نأمل من الحكومة القائمة ان تستشعر مسؤوليتها أمام الشعب العظيم بأن تعمل على توفير المرتبات وسرعة صرفها للمواطنين حتى يقوى الناس على الصيام والقيام ومواجهة تفشي مرض الكوليرا بشكل اكبر.
وفي نفس الحي تقدمنا الى الشارع المجاور لنلتقي بشخص يدعى علي الحرازي والذي تحدث الينا قائلاً: رمضان نستقبله للعام الثالث ونحن نتعرض للعدوان السعودي ومع ذلك نتمنى من الله الكريم ان يعيده علينا بالخير والأمن وظروف ووضع غير هذا الوضع الذي نحن فيه ولا يخفى على احد.. مضيفاً: نستقبله بأقل القليل من الفرحة والراحة وندعو الله يفرجها علينا.. لا عاد أمن ولا أمان ولا أمانة، ارتفاع اسعار غير الاسعار الرسمية المعلنة سواء للغاز او المواد الغذائية.. وفوق هذا كله لا مرتبات ولا مستحقات ومرض الكوليرا وتفشيه وخوف الإصابة به الى جانب العدوان والحصار الهمجي والبربري كل هذا وغيره خلق وضعاً صعباً ومأساوياً وحالات من العجز والقهر والهم تعلو وجوه الناس.. وتعليق منه على رسالته وكلمته للحكومة والجهات المختصة قال علي ساخراً: الحكومة ! انا مش مصدق أصلا ان في حكومة، اذا كان في حكومة أين الخدمات وأين المعاشات ومستحقات الناس.. اذا وجدت أصلاً حكومة فعليها سرعه البتّ في موضوع الرواتب اولاً والخدمات ثانياً.. مختتم حديثه بحنق وسخط واضح بقوله: واذا عجزت هذه الحكومة فالأفضل تسحب منها الثقة أحسن بدل ما عاد هم مشكلين حكومة ورواتب ونثريات بدون اي عمل يقوموا به على الأقل توفر هذه المبالغ الكبيرة والبدلات يخلوها للمواطن الجاوع المسكين .
في صباح اليوم التالي استأنفنا جولتنا الاستطلاعية ومن منطقة نقم حارة الشريف صادفنا مواطناً نازحاً من محافظة حجة يدعى مكرم صالح والذي تحدث بقوله: خليها على ربك بس، نزحت من محافظة حجة انا وأسرتي قبل اكثر من سنة ونص الى صنعاء بسبب هذا العدوان واستأجرت بيتاً لكن مع استمرار العدوان والحصار ضاقت الحال اكثر واكثر بعد انقطاع صرف الرواتب تراكم عليّ ايجار البيت شهر بعد شهر لغاية ما عجزت عن دفع الايجار، وبعت ما استطيع او يباع من اجل لقمة العيش وسداد الديون مضيفاً: الحال اصبح لا يوصف وما زاد الهم واحدة من بناتي الثلاث هم كل ما املك في هذه الدينا أصيبت بهذا المرض الكوليرا ولك ان تتخيل وضعها، والكلام لمكرم قائلاً: البنت مرجومة في مركز نقم الطبي منتظرة الموت.. متابعاً والألم يسبق كلامه : يا اخي ما عاد نشتي لا رمضان ولا شعبان الهم والجوع يفتك بنا والمرض يقتل أولادنا واحنا عاجزون عن فعل شيء.. مختتما حديثه بقوله : والله ما به نفس للكلام تعبنا وناشدنا وطالبنا ولا احد بيسأل فينا .. ولكن في الاخير اتمنى على هذه الحكومة الالتفات لهموم ومشاكل المواطنين ومعاناة النازحين بلاش وعود كاذبة وكلام فاضي وضحك على الدقون عليهم سرعة صرف المرتبات وتخفيف معاناتنا ارحمونا يا عالم قصف من الجو وحصار شامل ومرض وجوع وموت مخيم فوق روؤسنا.
وفي حارة الرماح مواطن آخر يدعى احمد السريحي تحدث قائلاً: الوضع صعب جدا وما بش حاجه توصف ما نعانيه والآن رمضان هم فوق الهم.. مضيفاً: انا متزوج ومستأجر بيت وعاجز عن دفع الايجار حق خمسة اشهر بعد ما بعت ذهب المرة، وحكومتنا هذه ولافي بالها ولا هم داريين وين احنا عايشين.. متابعاً: الآن دخلنا شهر رمضان واكثر من سبعة اشهر بدون مرتبات ايش نهم ولا نهم صرفة البيت ايجار البيت ، الديون ،مستلزمات رمضان وحاجات رمضان، وأمراض وأوبئة.. موضحاً انه جندي في قوات الأمن المركزي ولا يملك غير مرتبه العائل الوحيد له ولأسرته المكونة من خمسه أفراد وقال احمد ساخراً.. هذا هو رمضان عندنا يا أستاذ وحنا صائمون أكثر من ثمانية أشهر خليها على الله بس.. مختتماً بقوله: على الحكومة تحمل مسؤوليتها وأناشدها بتخويف معاناة الناس وسرعة صرف الرواتب حتى البطائق التموينية اللي قالوا عليها ما قد وصلت حرام والله .
أما محمد يحيى الحبابي فتحدث الينا في ختام هذه الجولة ومن نفس الحي قائلاً: استقبلنا شهر رمضان بدعاء الله ان يفرجها علينا وعلى هذا الشعب المكلوم ما عاد معانا حاجة لا مرتبات وحصار وعدوان وأمراض، ورمضان جاء والهم اكتمل.. وأضاف: وحكومتنا الموقرة مكنونا دعممة نموت جوع ما في بالهم نناشد الحكومة الوقوف الجاد والتنفيذ الفعلي للتخفيف على هذا المواطن الذي صمد امام تحالف من 17 دولة وعدوان غاشم وحصار ظالم لأكثر من عامين و3 اشهر.. وأضاف: الحالة العامة والاقتصادية والصحية أصبحت مأساوية جداً، نستطيع ان نتحمل العدوان والقصف سهل، اما قطع المرتبات ووحش الجوع والمرض والأوبئة هي مصدر الخوف فعلاً.. مختتما حديثه قائلاً: على المجلس السياسي والحكومة ومن اعلى سلطة في البلد الى أهل الاختصاص على الجميع تحمل المسؤولية ومواجهة هذا الوحش الفتاك وسرعة صرف المرتبات والقضاء والعمل بشكل اكثر فعالية للحد من انتشار الاوبئة والأمراض.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50443.htm