الميثاق نت -

الثلاثاء, 30-مايو-2017
كلمة الميثاق -
هَلَّ هلال الشهر الفضيل رمضان المبارك على شعبنا اليمني العربي المسلم، وعلى كافة المسلمين في أرجاء المعمورة بأنواره لتضيئ قلوب المؤمنين بقيم الخير لتشع رحمة ومحبة وتسامحاً.. براً وتقوى، وتحقق الارتقاء الروحي وتتطهر النفس المسلمة من أدرانها، ويتحقق رجاء المغفرة التي وعد الله بها عباده الصادقين الصائمين بجزاء العتق من النار.
هذا هو معنى مضامين فريضة الصوم التي لا تتوقف عند الامتناع عن الأكل والشراب من الفجر حتى مغيب شمس أيام هذا الشهر الكريم.. بل جعلها ولياليه مناسبة للعبادة الخالصة لله وهو ما يتوجب على المسلم المؤمن الحقيقي أن يسخّر كل ما يقوم به من أجل الخير النابع من نورانية هذا الشهر الذي أُنزل فيه القرآن فيكون التراحم المتجسد في المجتمع المسلم تكافلاً وتعاضداً وإحساناً، وهذا ما افتقدناه في زماننا بين المسلمين أفراداً ومجتمعات، دولاً وشعوباً، وصولاً الى الأمة كلها.
إنها الحقيقة التي نراها في الخلافات والصراعات والحروب التي يشنونها على بعضهم البعض، بحيث لم يبقَ من الاسلام إلاّ اسمه ومن القرآن رسمه، وأصبحت فرائض العبادات مظاهر أكثر مما هي جواهر.. ولعل العدوان السعودي على اليمن والذي يأتي شهر رمضان للعام الثالث في ظل استمرارية إبادة ابنائه وتدمير وطنهم وهم الذين كانوا السبَّاقين في الإيمان بالله وبنبيه محمد «صلوات الله وسلامه عليه» وفي إعلاء راية الإسلام ونشر رسالته لتعم البشرية بمبادئها وقيمها الوسطية فيتلاشى الشر ويسود الخير في مضامين ومعاني الاسلام الحق فكان العدل والأمن والاستقرار والسلام الذي به شيدت واحدة من أعظم الحضارات الإنسانية.
هذا الشعب المسلم الحضاري العريق يتعرض لحرب عدوانية قذرة شاملة يشنها تحالف سعودي إقليمي ودولي بغطاء سياسي ومشاركة عربية وإسلامية.. يأتي رمضان للعام الثالث على التوالي واليمن واليمانيون يتعرضون للقصف اليومي بأفتك الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً من الجو والبر والبحر والتي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.. رمضان يأتي للعام الثالث وقد دمر العدوان عشرات الآلاف من مشاريع البنية التحتية والانتاجية والخدماتية والاستثمارية، مصحوباً كل هذا بحصار جائر في اطار حرب اقتصادية ممنهجة هدفها إبادة الشعب اليمني جوعاً ومرضاً بالأوبئة الفتاكة وآخرها الكوليرا التي حصدت أرواح المئات من اليمنيين في ظرف أيام، كل هذا والعرب والمسلمون والعالم ينظرون الى ما يتعرض اليه شعب مسلم مسالم بصمت مخزٍ مريب.
إن ما يتعرض له اليمن -وطناً وشعباً- نموذج صارخ لواقع الحال الذي وصل إليه العرب والمسلمون، وهذا يؤكد حقيقة ما ذهبنا إليه في تناولنا لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك هذا العام على شعبنا وأمتنا العربية والاسلامية، والذي نرجو من الله أن يعيده وقد توقف العدوان السعودي الوحشي الغاشم على شعبنا ورُفع الحصار، وتصالح وتسامح اليمنيون، وحل الاستقرار ربوع وطننا الموحد الديمقراطي المستقل، وعم السلام دول وشعوب أمتنا والبشرية جمعاء.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50449.htm