الميثاق نت -

الثلاثاء, 30-مايو-2017
سمير النمر -
هاهو شهر رمضان الكريم يحل على الشعب اليمني والامة العربية والاسلامية في ظل مؤامرات وحروب وصراعات تعيشها بسبب انجرارنا مع بعض الانظمة العربية في تنفيذ المخطط الصهيوني الامريكي الذي يهدف لتقسيم وتمزيق الامة وتدمير مقوماتها الاقتصادية والحضارية وخلق الصراعات بين اوساطنا تحت عناوين سياسية ومذهبية لتظل اسرائيل العدو الحقيقي لكل المسلمين بعيدة عن الصراعات تعيش بسلام لانها استطاعت ان تجعل المسلمين يدمرون انفسهم بأنفسهم.. وما ساعدها على ذلك انجرار بعض المسلمين والانظمة العربية كدول الخليج لتنفيذ هذا المخطط والتي سيأتي الدور على هذه الانظمة العميلة وسيكونون ككبش فداء للمشروع الامريكي بعد انتهاء دورهم.. ولعل ما حصل ويحصل في سوريا وليبيا والعراق ومصر واليمن منذ مشروع الربيع العبري ومروراً بما حصل ويحصل من صراعات وتشظيات في هذه الدول ومايحصل اليوم من عدوان على اليمن من قبل العدوان السعودي الامريكي ما كان له ان يحصل لولا انجرار الكثير من المسلمين والتيارات السياسية والدينية وراء سياسة العدو الصهيوني الامريكي بوعي وبدون وعي لنصبح جميعاً ضحايا لهذا المشروع ويكون العدو الصهيوني المستفيد الاول من هذه الصراعات التي يختلقها بين المسلمين.
وما احوجنا ونحن في شهر رمضان شهر القرآن والرحمة والبركة والمغفرة ان نراجع حساباتنا ومواقفنا تجاه الكثير من القضايا التي تعيشها الامة وافرزت كل هذه الصراعات والتدمير الذي يصب في خدمة عدونا جميعاً المتمثل في الكيان الصهيوني فجميعنا اخوة ندين بدين الاسلام ونبي الاسلام سواءً أكنت سنياً او شيعياً او اخوانياً اوغير ذلك ولنوحد صفوفنا ضد العدو الرئيسي لنا الذي يستهدفنا جميعاً ويدمر مقدراتنا وينهب ثرواتنا ويقتلنا بأيدي بعضنا.. ونحن كشعب يمني نعيش في ظل عدوان سعودي امريكي غاشم منذ اكثر من عامين علينا ان نستشعر عظمة ومعاني الشهر الكريم واثره في سلوكنا بما يعزز من تكاتفنا وتراحمنا وتلاحمنا في الجبهة الداخلية بين مختلف المكونات التي تقف في وجه العدوان وان نبتعد عن اثارة القضايا الجزئية والهامشية التي تشتت جهودنا وترابطنا وتحويلها الى قضايا رئيسية تصب في خدمة عدونا جميعاً ولاتعود علينا الا بالخسران والشقاق، ولنعذر بعضنا البعض عن اي هفوات او تقصير ونغلب حسن الظن كوننا نمر بظروف عصيبة بسبب العدوان ولايمكن حل مشاكلنا الداخلية من خلال تبادل الاتهامات وتخوين بعضنا البعض وانما بمزيد من التلاحم والتكافل والاخوة الايمانية التي دعا اليها ديننا الاسلامي الحنيف وقيمنا ومبادئنا اليمنية الاصيلة والراسخة في وجداننا وهذا الامر كفيل بأن يفرج الله عنا ما نحن فيه ويعجل بنصرنا على اعدائنا.. كما ادعو اخواننا اليمنيين الذين وقفوا في صف العدوان السعودي الامريكي الى أن يجعلوا من هذا الشهر الكريم محطة لمحاسبة النفس والتراجع عن السير في تنفيذ مخططات العدوان السعودي الامريكي وقتل اخوانكم فنحن اخوة لكم تربطنا روابط الاسلام والدم والوطن والتاريخ المشترك ولسنا اعداءكم، فعدونا وعدوكم واحد هو الكيان الصهيوني الامريكي الذي لايفرق بين سني او شيعي او اخواني فجميعنا مستهدفون، وكل الدلائل والعبر والشواهد تؤكد ذلك وستكونون الخاسر الاكبر في هذه الحرب العدوانية وسيتخلى عنكم عدوكم كما تخلى عن حلفائه السابقين، وحتى دول الخليج وانظمتها التي تخدمه سيتخلى عنها وستكون اولى ضحايا هذا العدوان الامريكي الصهيوني وما يحصل من استهداف اليوم لقطر التي تعد حليفاً رئيسياً له خير دليل وشاهد، وبعدها ستكون السعودية والامارات مستهدفتان وسينالهما ما نال الشعوب الاخرى التي ساهمت في تدميرها خدمة للكيان الصهيوني فهل آن الأوان لمراجعة انفسكم ومواقفكم فالرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل والوطن يتسع لنا جميعاً وصدورنا مفتوحة لكم حتى وان اختلفنا في بعض الآراء، فما يجمعنا اكثر مما يفرقنا، وليعتقد كل منا ما يشاء من مذهب او فكر دون ان يكفّر الآخر او يبيح دمه فالله هو من يحاسبنا جميعاً فيما نعتقد ويفصل بيننا يوم القيامة، ولنتفق على القواسم المشتركة التي تكفل للجميع العيش في هذا الوطن بحرية وكرامة بما يحفظ كرامتنا واستقلالنا وقرارنا الوطني المستقل ولنساهم جميعاً في بناء هذا الوطن فعندما نبني الوطن يرى الجميع البناء ولا يرى هوية او مذهب من بنى ولنستفد من تجارب الامم الاخرى التي لاتدين بدين الاسلام ورغم ذلك يعيشون في سلام وازدهار فنحن أولى بأن نجسد هذه المباديء لاننا ننتمي الى خير أمة والى اعظم دين هو الاسلام الذي ارسله الله رحمة للعالمين.. فبأي وجه سنقابل الله يوم نلقاه.. وما الذي سيتحدث به عنا التاريخ والاجيال اذا ظللنا نتقاتل ونتناحر وندمر اوطاننا خدمة لأعدائنا.. وان لم نراجع مواقفنا ونحاسب انفسنا وخصوصاً في هذا الشهر الكريم فلن يقبل الله صلاتنا وصيامنا حتى لوظللنا عاكفين في المحاريب، فالله لايريد منا صلاة وصياماً اذا لم تترك أثراً في سلوكنا وتسودنا المحبة والاخاء والتكافل والتراحم.. ونحن غداً موقفون بين يديه يوم لاينفع الظالمين معذرتهم ولا هم يُستعتبون.. فهل الى رجوعٍ من سبيل؟
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50450.htm